يرفض اضطهاد المسلمين.. الشرطة الهندية تداهم منزل ظفر الإسلام خان بعد اتهامه بإثارة الفتنة
داهمت الشرطة الهندية منزل رئيس لجنة الأقليات في دلهي ظفر الإسلام خان بعد أيام من اتهامه بإثارة الفتنة على خلفية منشور بثه على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل موجة عالية من الكراهية والتحريض ضد المسلمين بالهند.
وقالت وسائل إعلام هندية إن أفرادا من وحدة القضايا الإلكترونية في جهاز الشرطة داهموا منزل ظفر الإسلام (72 عاما) الأربعاء وقاموا بتفتيشه قبيل المغرب بالتوقيت المحلي.
وذكرت مصادر أن الشرطة بحثت عن الهاتف المحمول الذي استخدمه ظفر الإسلام لنشر ما كتبه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعت محاميته جهاز الشرطة لاتباع الإجراءات القانونية في التعامل مع موكلها وشددت على أنه لا يجوز إرغامه على الذهاب إلى أي مقر للشرطة أو استجوابه في أي مكان غير منزله، نظرا إلى عمره وإلى مخاطر احتمال الإصابة بمرض “كوفيد-19” الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
وندد ناشطون وحقوقيون هنود بمداهمة منزل ظفر الإسلام قبيل موعد الإفطار، وقالوا إنه يكشف عن تعصب شرطة دلهي، ودعوا السلطات إلى مواجهة المسؤولين الحقيقيين عن الفتنة والعنف ضد المسلمين.
وقبل أيام، وجهت الشرطة رسميا تهم انتهاك الدستور وإثارة الفتنة إلى ظفر الإسلام خان الذي يترأس لجنة الأقليات في دلهي وهي هيئة دستورية.
وكذلك رُفعت بحقه دعوى أمام محكمة دلهي العليا للمطالبة بعزله من منصبه كرئيس للجنة الأقليات، بتهمة تحريض دول أجنبية على محاربة الهند. ومن المتوقع عقد جلسة لنظر الدعوى يوم 11 مايو/أيار المقبل.
وجاء ذلك بعدما نشر ظفر الإسلام الأسبوع الماضي منشورا بمواقع التواصل الاجتماعي عبر فيه عن شكره لدولة الكويت على وقوفها إلى جانب مسلمي الهند.
وقال ظفر الإسلام -وهو كاتب وباحث ورئيس تحرير صحيفة ملي غازيت- “يعتقد الهندوس المتشددون أن العالم العربي لن يهتم بما يعانيه المسلمون في الهند من اضطهاد. نسوا أن المسلمين الهنود يتمتعون بمكانة كبيرة في العالم العربي وبين مسلمي العالم أجمع، لدورهم في خدمة القضايا الإسلامية على مر العقود”.
وتابع “أسماء مثل شاه ولي الله دهلوي، ومحمد إقبال، وأبو الحسن الندوي، ووحيد الدين خان، وذاكر نايك، وغيرهم من الأسماء يحظون باحترام كبير في العالم العربي والإسلامي”.
وخاطب غلاة الهندوس قائلا “أيها المتعصبون، اختار المسلمون الهنود حتى الآن عدم تقديم شكوى للعرب والعالم الإسلامي حول ما يعانونه من حملات كراهية وحالات قتل وإعدام وأعمال شغب”. وأكد أنه في حالة اضطرار مسلمي الهند لتقديم شكوى للعالم الإسلامي، سينهار المتعصبون الهندوس.
واشتدت حملات العداء والكراهية للمسلمين (الإسلاموفوبيا) بالهند في الآونة الأخيرة، وتم توظيف وباء كورونا ضمن تلك الحملات، خاصة مع تدفق سيل من الأخبار الكاذبة.
واتهمت السلطات جماعة التبليغ بالتسبب في انتشار فيروس كورونا في البلاد. ووجهت تهمة القتل العمد لأحد رموز الجماعة على خلفية تنظيمه فعالية في مارس/آذار الماضي قيل إنها تسببت في تفشي الفيروس.
وأغلقت الشرطة الهندية مقرات الجماعة في العاصمة، ووضعت آلافا من أتباعها الذين حضروا هذا التجمع في الحجر الصحي.
ويبلغ تعداد المسلمين بالهند نحو مئتي مليون نسمة، ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.
(المصدر: الجزيرة)