مقالاتمقالات المنتدى

يتصاعد “الضم الصامت” لمناطق في الضفة الغربية

يتصاعد “الضم الصامت” لمناطق في الضفة الغربية

مشاهدات وتجارب صحفية هندية “شُبهدها شودهري” في رحلتها إلى الفلسطين

 

الترجمة: برهان أحمد الصديقي (خاص بالمنتدى)

 

أول تجربة بحياتي مع الاحتلال الإسرائيلي:

كانت أول تجربة بحياتي مع الاحتلال الإسرائيلي في عام 2016، في رحلتي من الأردن إلى فلسطين عندما عبرتُ جسرَ الملك الحسين من الأردن إلى الضفة الغربية، استغرقت ثماني ساعات في دخولها وخلال هذه الفترة الطويلة بقيت جالسةً على حقائبي بدون قطرة من الماء ولا لقمة من الطعام. وهنا رأيتُ فلسطينيين منتظرين في طوابير طويلة متعبة والسلطات الإسرائيلية كانت تقوم بتفتيشهم بوحشية وتلقي أمتعتهم على الأرض وتختطف منهم فغلب عليّ الخوف والقلق الشديد المفاجئ من رؤية البربرية التي يتعرض بها الفلسطينيون كلَ يوم. وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر أغلقت السلطات الإسرائيلية هذا المعبر الحدودي. وبدأت تنفيذ خطتها المشؤومة “الضم الصامت” لمناطق في الضفة الغربية التي لا تحظى باهتمام من الإعلام لأن الفلسطينيين في الوقت نفسه يواجهون الإبادة الجماعية في غزة ويتعرضون لانفجارات هائلة وانتهاكات بشعة، والجدير بالذكر بكل أسف بأنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 114 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وتم اعتقال 1200 شخص ومداهمات سريعة {العدد المذكور كان في وقت كتابة هذا المقال ولا أدري أين ستصل هذه المأساة في وقت قرءاتكم}

الوضع صعب جدا في الضفة الغربية:

 ولا أدري ما حدث لأولئك الذين أعرفهم في الضفة الغربية، هل هم ما زالوا على قيد الحياة أو أصابهم المكروه وتمنياتي لهم بالسلامة.

أتذكر منزل حامي عامر من قرية مسحة في محافظة قلقيلية. كان يقع منزله بين السياج الفاصل (جدار الفصل العنصري) بين الضفة الغربية والمستوطنات اليهودية.

كما أتذكر الأطفال الفلسطينيين الصغار الذين لم يلتقوا قط بأمهاتهم لأنهم لم يحصلوا على تصريح بالسفر داخل الضفة الغربية. ولا يحصل آلاف الفلسطينيين على فرصة للصلاة في المسجد الأقصى في القدس الشرقية. واليوم، تتعرض الضفة الغربية لنكبة أخرى. كما تنفذ سلطات الاحتلال في المدن ومخيمات اللاجئين الأكثر تضررا مثل جنين وعقبة جبر وقلقيلية وقلنديا إجراءات ونشاطات إخلاء التجمعات البدوية والاستيلاء على الأراضي، وتخريب المزارع.

ويزداد القلق عندما نشاهد تعاملهم السيئة للغاية مع الفلسطينيين باسم التفتيش كما بدأت قوات الاحتلال Israeli Defence Forces (IDF)  تحقيقا ضد ثلاثة فلسطينيين احتجزهم الجنود والمستوطنون من قرية وادي السيق وعذّبوهم لساعات بعد تجريدهم من ثيابهم واعتدوا عليهم جنسيا.  وبسبب هذه النشاطات المروعة، سكان الضفة الغربية التي تعد “موطنًا” لثلاثة ملايين فلسطيني يسكن في مجاوريهم 500000 مستوطن إسرائيلي الآن، يعيشون في حالة من الاضطراب والقلق.

وخلال هجمات ضد الفلسطينيين، يرتدي العديد من المستوطنين “تزيتزيت” شرابة معقودة بشكل خاص، تظهر انتمائهم إلى الجماعات الصهيونية المتطرفة. كما استوطن معظمهم في مستوطنتي يتسهار وهاربراخا وكليهما من المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. وفقاً بتسيلم (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، اضطر 552 شخصاً، من بينهم 173 قاصراً، إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. دائما أفكر بأنهم أين ذهبوا؟ وليس لديهم أي وسيلة لتوليد الدخل أو الحصول على الماء والغذاء. وفي الوقت نفسه، في القدس الشرقية، كما يقول عمر الحرمي، مدير المنظمة المسكونية الفلسطينية سبيل: “تعرضت هواتف عدة مئات من الفلسطينيين في القدس الشرقية للتفتيش – بل وتدمير في بعض الحالات – من قبل الشرطة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.

كيف ولماذا يقوم مجلس شومرون الإقليمي، الواقع شمال الضفة الغربية والذي يضم 35 مستوطنة إسرائيلية تحت ولايته، بتوزيع 300 بندقية هجومية على فرق الأمن المدنية؟

هل العنف الذي ترعاه الدولة أصبح شرعية في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية؟ ويقول يوسي دغان، رئيس المجلس، إنه جمع “ملايين” الشواقل من أموال التبرعات من حول العالم لشراء البنادق. من هم هؤلاء المتبرعون؟ وما هي الرقابة المضادة مثل هذا التمويل؟

وفي الوقت نفسه، تتضاءل الثقة في رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لقد قام بتأجيل الانتخابات الوطنية الفلسطينية الأولى إلى أجل غير مسمى، والتي ستجري لأول مرة منذ 15 عامًا، في أبريل 2021. ولا يزال قلق السيد عباس بشأن خصمه القديم محمد دحلان، رئيس فتح السابق، يتعاقبه. ولو تم طرده بعد نزاع سياسي مع حكومة رام الله في عام 2011 ولجأ السيد دحلان إلى أبو ظبي وفي انتقامه العجيب، بدأ يساعد دحلان في وضع استراتيجيات للتطبيع مع إسرائيل وهكذا أصبح دحلان الآن عقلًا استراتيجيًا إقليميًا ومقربًا للعديد من الحكام العرب. معناه، لا توجد أي معارضة ذات مصداقية في الضفة الغربية ضد إسرائيل.

أين الحل؟:

بدون حل “القضية الفلسطينية” لا يثمر أي مشروع السلام أو التطبيع مع الدول العربية واعتقد بأن الاحتمال الممكن لحل الدولتين قد انتهى منذ فترة طويلة ويجب على العالم أن يبذل جهودهم لوقف فوري لقصف متواصل على الغزة والغارات البرية الإسرائيلية والاقتحامات والاعتقالات في القدس ومدن الضفة الغربية ويجب أن يتبنوا سياسة قوية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ويجب أن يمهدوا الطريق ل”عودة اللاجئين الفلسطينيين” إلى أراضيهم واقول بكل عزم وحزم بأنها لا يمكن الحصول عليها إلا باشراك اليهود الإسرائيليين والمسلمين الذين يعيشون في أراضي محتلة وفلسطيني الضفة الغربية وفلسطينيي من غزة في استفتاء لاختيار مستقبلهم.

مصدر: جريدة دي هندو

https://www.thehindu.com/opinion/op-ed/the-silent-annexation-of-west-bank/article67481754.ece

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى