مقالاتمقالات المنتدى

يا علماء المسلمين ارفعوا معنويّات المرابطين

يا علماء المسلمين ارفعوا معنويّات المرابطين

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالی: ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ قال النّبيّ ﷺ: {إنَّ اللّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا} وقال ﷺ: {إِنَّ مَثَلَ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ} وقال ﷺ: {لَيَبْلُغَنَّ ‌هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللّهُ بِهِ الإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللّهُ بِهِ الكُفْرَ}

ولا جرم أخي المسلم أنّ هذا الدّين سيعمّ المشرقين والمغربين رغم أنوف حثالة المعتدين والعلمانيّين! فأيّ مكان وصله الليل والنّهار ستصله شريعة سيّد الأبرار ﷺ ولن يترك الواحد القهّار ﷻ بيتًا في الأرياف والصّحراء والمدن إلا أدخل عليه الإسلام فمن آمن به وكفر بجميع ما يناقضه يكون عزيزًا مكرّمًا ومن رفضه سيكون ذليلًا مهانًا ولو بعد حين ومهما اشتدّ كيد الكفّار لهذا الدّين أو كثرت المؤامرات وزادت الشّبهات فإنّه سيظلّ هو المهيمن بل الأعلی والأقوی!

ولا ريب أيّها المرابطون في الثّغر بأرض المحشر والمنشر أنّ المدّ أو الجزر علی أيّ شاطئ للبحر هما أمران متلازمان لا ينفكّان الجزر مع المدّ والمدّ مع الجزر وليس من الإنصاف أن تنظر لأحدهما وتغضّ الطّرف عن الآخر! فإن رأيت أيّها الأخ اللبيب انحسارًا للإسلام في أيّ زمان ومكان فاعلم أنّ له مدّا في مكان وزمان آخر علم هذا من علمه وجهله من جهله! مع التّأكيد علی أنّ يقيننا بوعد المولی ذي الجلال لا يعني البتّة القعود أو الاتّكال ولا يعني المكابرة أو عدم الاعتراف بالخطأ والتّقصير والزّلل!

إنّ من الواجب علی الرّعيّة والرّعاة والعلماء والدّعاة التّحاكم: لما أنزل اللّه عقيدة وشريعة ونظام حياة.. والتّصديق بوعد اللّه فما وقع بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة صادقة! ويقول اللّه تعالی: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ إنّنا نناشد في الختام المحسنين الكرام ودعاة الإسلام أن يبذلوا أقصی ما بوسعهم لرفع معنويّات [المنكوبين] في الثّغور والتّخفيف من معاناتهم بما تيسّر والدّعاء لهم بظهر الغيب يقول ﷺ: {وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ}

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى