مقالاتمقالات مختارة

يا أهل القدس.. لا تبرحوا جبل الرماة!

يا أهل القدس.. لا تبرحوا جبل الرماة!

بقلم أحمد سمير قنيطة

بعد ليلة حامية الوطيس، انتهت جولة من جولات الصراع في المسجد الأقصى والقدس بين الحق والباطل، بين جنود الله وجنود الشيطان، لكن المعركة لم تنتهِ، وهي مستمرة وفي أوج ذروتها وصولا لليوم 28 رمضان الذي يهدد فيه الصهاينة بأكبر اقتحام للمسجد الأقصى.

دعوات ومطالبات صدرت من فصائل وشخصيات إسلامية وسياسية، بأن يبقى الحشد والرباط للدفاع عن الأقصى حتى صباح يوم العيد، كي لا يستغل العدو فراغ ساحات المسجد الأقصى ويوعز لقطعان مستوطنيه باقتحامه وتدنيسه هذه المرة بالآلاف، في محاولة منهم لتزييف الحاضر والتاريخ والإيحاء بأحقيتهم فيه!

يا أبطال القدس ومرابطيها وثوارها، لا تبرحوا جبل الرماة، حتى لا يُؤتى الأقصى بطعنة غادرة في ظهره، فالصراع اشتد، وثباتكم امتد، وسيفكم أقوى وأحدّ، ولم يبقَ إلا القليل لنعلن علو كعبنا على رقاب عدونا، وأمامنا أيامٌ عزيزة غالية يجب أن نكسر بها غطرسة العدو بحشدنا وثباتنا وفدائنا للقدس والأقصى، حتى يعلم العدو أن قدسنا دونها الدماء وأن أقصانا دونه الأشلاء.

وكي لا ننسى أهدافنا التي انطلقنا من أجلها، وكي لا تطيش بوصلتنا في زحام الأحداث وتتابعها، يجدر بنا التذكير بأن هبة القدس اشتعلت في وجه العدو لتحقيق 3 أهداف رئيسية:

  • رفض تغيير الواقع في باب العامود.
  • التصدي لمحاولات طرد أهالي حي الشيخ جراح.
  • التصدي لاقتحام الاحتلال يوم 28 رمضان.

فالحذر الحذر من قبول أي طرح للتهدئة قبل تحقيق تلك الأهداف، فلقد أثبت مرابطو القدس وثوارها شجاعتهم وإقدامهم وعززوا ثباتهم وحشدهم، وسيسعى العدو الآن لاحتواء هبتهم كي لا تتطور لانتفاضة عارمة.

الضفة المحتلة هي الساحة الأقرب والأشد تأثيرا والأكثر إيلاما للعدو، لذلك يجب أن تتحرك نصرةً للمسجد الأقصى والمرابطين في القدس، ولا يليق بها أن تبقى أسيرة تحت أغلال وسياط الاحتلال، فغزة حاضرة متأهبة متجهّزة لنصرتكم وإسنادكم، لكن لتعلموا جيدا أن المعركة معركتكم في المقام الأول، أنتم رأس حربتها وخط هجومها، والضفة المحتلة قلبها النابض، وغزة جناحاها وخط دفاعها، فأروا الله منكم خيرا.

خلاصة القول: لا يمكن أن نحقق أهدافنا ونكسر شوكة عدونا إن تحركت ساحة وخمدت أخرى، فالقدس جوهر القضية، والضفة عمقها الإستراتيجي، وغزة سلاحها الرادع وذراعها الضارب، ولا يمكن للذراع أن يُثخن ويُؤلم إن ضعف القلب، فالتكامل والانسجام بين الساحات هو واجب المرحلة.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى