مقالاتمقالات المنتدى

وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ

وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ

 

بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)

 

في ظل اتساع دائرة الألم والابتلاء، لا بد للمرء من ركن شديد يركن إليه، ليعزز من روحه ويزيد من قوتها وصلابتها حتى لا تنكسر.. وفي ظل مجازر الإحتلال ووحشيته القاتلة، يأتي هذا النص من سورة آل عمران، ليذكرنا بالعاقبة التي سنؤول إليها جميعاً، سواءً كانت بالموت الطبيعي، أو بالقتل في سبيل الله..

في كلتا الحالتين، سنرجع جميعاً إلى الله سبحانه.. مع التأكيد على أن الفقد في ذاته في الحالتين، هو مؤلم وموجع، وقاسٍ على النفس.. لكن الذي يخفف عن المؤمنين مرارة الفقد، هو ذلك الفقد الذي يكون في سبيل الله، رباطاً أو قتالاً، كما هو الحال الآن في غزة الصابرة المحتسبة لِمَا أصابها في سبيل الله.. حينما يكون الفقد في سبيل الله، يكون المصاب أخف، وذلك لعظيم الأجر والثواب الذي أعده الله لعباده المقاتلين والمرابطين في سبيله.. وربما نجد في النص ترغيباً للقتال في سبيل الله، وكأن الله يقول لنا، في حالة الموت الطبيعي، أو في حالة القتل سترجع إلينا، فمن الأفضل لك أيها المؤمن المرابط، أنك لو رجعت إلينا وأنت تقاتل في سبيلنا.. ومن البديهي أننا إذا قاتلنا قد نموت، وإن لم نقاتل سنموت، فمن الأشرف والأفضل لنا، أن نموت ونحن في ساحات الوغى، وأن نختار لأنفسنا أجمل أنواع الموت، ألا وهو في سبيل الله.. إن هذا الاستحضار للنص القرآني، يأتي في ظل المجازر التي يرتكبها العدو المجرم بحق أهلنا في غزة المظلومة، وليس آخرها مجازر الأمس.. لنجدد الإيمان بقضاء الله وقدره، ونبث في الروح صلابة وقوة تعينها على مواصلة الطريق..

ولكل الذين قتلوا أمس، أو على مدار سنوات الصراع بيننا وبين هذا العدو المجرم وحلفائه، اعلموا أن قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار، وأن الله مولانا، وهم لا مولى لهم.. ولكل نظام عربي أو إسلامي صامت، لم يحرك ساكناً أمام حالة القتل الدامي والمتواصل من العدو، فإن هذا الصمت يعنى مشاركة في القتل والإجرام ضد أهلنا في غزة البطلة، وأن كل نفس تقتل في هذه الحرب المجنونة، سيسأل الله هؤلاء الحكام عنها يوم القيامة، لِمَ لا تنصروها في موطن وجب عليكم النصر فيه..؟؟

العزاء الأكبر لنا، ونحن ما زلنا على الجبل ننضح بقذائف مجاهدينا هذا العدو، أننا سنلقى الله سبحانه، إن طال الزمان أو قصر، وأن هذه الحياة، هي محطة عبور سنخرج منها إلى بقية المحطات، والتي آخرها هي الجنة التي أعدها الله بيده لعباده المؤمنين، الصابرين الثابتين العاملين المقاتلين في سبيله..

هذا عزاؤنا، وسنبقى على الجبل لن نبرحه، حتى يأذن الله لنا، فإما نصراً جميلاً، أو شهادة في سبيله، تكون لنا زاداً في الآخرة.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح المقاتلين في سبيل الله.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله ✌️✌️

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى