مقالاتمقالات مختارة

وَقفات مع الإلحاد! «الثالثة»

وَقفات مع الإلحاد! «الثالثة»

بقلم أشرف عبد المنعم

يَعرض الملحدُ صورا لأطفال يعانون من تشوهات منذ الولادة، ويعتقد أن ذلك عيبا مِن الخالق عَزَّ وَجَلَّ! وهو لا يؤمن بالخالق! وكان أجدر به أن ينسب العيب إلى الطبيعة التي يعتقد أنها الخالق! ولا يعرف الملحد أن أغلبية عيوب الولادة يعلمها الأطباء والعلماء وأسبابها هي باختصار “شرب الكحوليات وتعاطي المخدرات” و”المواد السامة ويقصد بها تناول بعض العقاقير دون استشارة الطبيب” و”التدخين” و”نقص التغذية” و”مطاعيم الفيروسات وهي لقاح ضد الحصبة يعرف ب MMR ويجب عدم أخذ المرأة الحامل أي لقاح دون استشارة الطبيب. وهنا قد يقول الملحد وماذا عن التشوهات التي لا يعرف الطب لها سببا؟ أقول إن قصور العلم في المعرفة يدل على حاجة الإنسانية إلى التقدم والتطور والبحث أكثر فتأمل معي قوله تعالى:

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

فلو أعلنت شركة سيارات أن الخدوش وغيرها في بعض السيارات، كانت نتيجة لأخطاء بشرية وقعت أثناء الشحن ونقل السيارات في الموانئ ومنها إلى التجار، فلا يجوز نسبة هذه العيوب للشركة أو للصناعة لأنه لو كان عيبا في التصميم لكان هذا العيب في كل السيارات وليس في نسبة بسيطة جدا من مجمل الإنتاج!

ولكن ما يود الملحد قوله أن التشوهات سببها خلق الله للإنسان هكذا! حسنا لو كان هذا الأمر هكذا، فهو القَدَر ومن أركان الإيمان في الإسلام ” الإيمان بالقدر خيره وشره”! فالدنيا دار ابتلاء وفناء والعمر محدود ببضعة سنين، والمؤمن إما شاكرا أو صابرا، ولو قسنا نسبة المعاناة في الدنيا بالنعيم في جنة الخلد لكانت النسبة صفرا!

المزيد من التفاصيل في هذه النقطة.

وتأمل معي قول الحبيب (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغةً، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغةً في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدةٌ قط؟ فيقول: لا، والله ما مر بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط)!

ويأتي الملحد بصورة لطفل قد عالج الأطباء تشوهاته بفضل الله، فيقول الملحد أن الأطباء قد أصلحوا عيب الخالق!! منتهى الجهل فلو سأل الملحد نفسه من أين أتى الأطباء بالعلم؟ هل هو علم ذاتي؟ تأمل قوله تعالى:

{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” ومصدر العلم هو الخالق العليم الحكيم ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ،خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ،اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ،الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ،عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}!

وقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، من الناحية العقلية أعطى اللهُ الإنسانَ القدرة على التعلم، أما من ناحية الأدوية فهي تُسْتَخْرَجُ وتُصَنَّع مما خلقه الله، ولا يقول أحد أن الإنسان خلق نباتا أو حتى خلية حية واحدة! فتأمل قوله تعالى:

{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}!

أما تصنيع الأدوات التي يستخدمها الأطباء والعلماء فتأمل قول الحبيب “إن الله خالق كل صانع وصنعته”! والآن لعل الملحد مدلس كذاب أو جاهل جهل مركب بالإسلام وبالإلحاد! أي إنه ملحد “من منازلهم” لا يعي ولا يفهم معنى الإلحاد وإنكار وجود الخالق! فعليه أن يدرس الإلحاد أولا ليعرف أننا بالنسبة للملحد عبارة عن وساخة كيميائية!! ذرات عديمة الجدوى والهدف جاءت بالصدفة العمياء وستذهب للفناء! فوقوع ذرات فوق ذرات لا يعني شيئا، لذا فبالنسبة للملحد الفضيلة والرزيلة سواء والقسوة والرحمة سواء والاغتصاب والزواج سواء والسرقة والزنا والزكاة والصدقات سواء! فلا معنى للشفقة مثلا عند الملحد الذي بإلحاده قد أصبح أَضَلُّ من الأنعام وأكثر شرا من الحيوانات المفترسة وتأمل معي قوله تعالى:

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ،إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}.

ودمتم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى