مقالاتمقالات مختارة

ويبقى الحجّ مختطفًا

بقلم محمد خير موسى

ويبقى الحجّ مختطفًا

 

بقلم محمد خير موسى

 

من جديدٍ يقفُ خطيبُ عرفةَ مخاطبًا ستّين ألف حاجّ أمامه والأمّة الإسلاميّة والعالم غير الإسلاميّ الذين يفترض أنّهم يترقّبون أهمّ خطبةٍ في السّنة، والتي يفترضُ فيها أن تكون الإعلان والبيان السّنويّ عن قضايا الأمّة الإسلاميّة الكبرى وأوجاعها النّازفة في مؤتمرها الأعظم.
كانت خطبةُ عرفة اليوم عن الإحسان، ولكنّ المسجد الأقصى المبارك شقيق المسجد الحرام والذي اقتحمته قوات الصّهاينة البارحة في “يوم التروية” فسحلوا الحرائر في باحاته وأقام أكثر من 1250 مستوطنًا صلواتهم التلموديّة فيه؛ غاب تمامًا عن خطبة عرفة ذكرًا أو حتّى دعاءً؛ فأينَ الإحسانُ ي ذلكَ؟
ولم يرَ الخطيبُ أنّ من الإحسان أن يذكرَ فلسطين أرض الإسراء والمعراج التي يغتصبها الصّهاينة؛ فغابت تمامًا عن خطبة عرفة.
وسوريا التي تعاني قصف الرّوس مجازرهم اليوميّة في شمالها وحصار درعا ومخيّم اللاجئين في جنوبها ويعيشُ أهلبها ويلات التشرّد والظلم؛ غابت تمامًا عن موضوع الإحسان وخطبة عرفة.
والمسلمون الروهينغيا في ميانمار والإيغور في تركستان والصّين الذين يذوقون أقسى أنواع الظّلم؛ غابوا تمامًا عن خطبة عرفة.
والمعتقلون الذين يتم تنفيذ الإعدامات فيهم والمهددون بالإعدامات في مصر والمعتقلون من العلماء والدعاة والمخلصون والعاملون لفلسطين في السعودية وسوريا والعراق وغيرها؛ غابوا تمامًا عن خطبة عرفة؛ فعن أيّ إحسانٍ يتحدّث الخطيب؟!
والاستبداد الذي هو أصل الشّرور بأنواعه كلّها السّياسيّ والدّينيّ والاحتماعيّ والفكريّ؛ غاب تمامًا عن خطبة عرفة
بينما لم يغب عن خطبة عرفة اليوم أنّ من أهمّ صور الإحسان طاعةُ وليّ الأمر وتنفيذُ أوامره ، وأنّ من صور الإحسان الهامّة الإحسانُ مع العدوّ ونبذُ الإرهاب.
ولم يغب عن الخطيب أن يكرّر العبارة مشدّدًا على أنّ مَن أحسن للمسلمين كافّة هما وليّ الأمر الملك سلمان ووليّ عهده محمّد بن سلمان؛ فإحسانهما شمل المسلمين جميعًا وهذا يوجب الدّعاء لهما
نعم؛ إنّ الحجّ مختطف، ومنبر عرفة مختطف، والمسجد الحرام مختطف، والمسجد النبويّ مختطف، ولا حضور له في حياة المسلمين إلّا من نافذة خاطفيه وعبر بوابتهم الحصريّة التي لا علاقة لها بالإسلام إلّا كعلاقة عبدالله بن أبيّ ابن سلول بهذا الدّين العظيم.

#الحج_مختطف

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى