مقالاتمقالات مختارة

وهج الحياة (1): صراحة محب! – بقلم الشيخ سالم الشيخي

وهج الحياة (1): صراحة محب! – بقلم الشيخ سالم الشيخي

لا أعرف نعمة يعيشها الإنسان بعد نعمة الإيمان بالله والأنس بحبّه والشوق إلى لقائه ، والتلذّذ بمناجاته، وبعد نعمة محبة نبيّه صلى الله عليه وسلم والأمل والشوق إلى لقائه في جنات النعيم، أكبر من نعمة حبّ صادق عميق ومودّة و لوعة وهيام وغرام بزوجة صالحة صادقة.

إنّها السعادة في الدنيا التي لا تعلوها سعادة، والابتهاج والسرور والفرح والهناء الذي ليس له مثيل، إنّها أيّها الأحبة نَفَسٌ من أنفاس جنّات النعيم.

إنّها الكفاية النفسيّة والشعوريّة التي تجعلك في غنىً عما سواها مما عند بقية الخلق، والأنس الذي لو لم ترزق غيره لكفاك وأعانك.

إنّها المحبة والصداقة والألفة التي تصنع منك إنسانًا آخر بعواطفه ومشاعره، وأشواقه وأحاسيسه، وحنانه ورقته.

إنّها المذاق الحلو لهذه الحياة الذي لا يحل بمكان ولا زمان ولا حال في حياتك إلّا جعله أجمل وأحلى وأسنى وأحسن من كل مكان وزمان وحال ليس فيه هذا المذاق العذب والشهد المصفى.

نعم أعترف أن في هذه المحبة كل ما قاله المحبون والعشاق قديماً وحديثاً من شوق، وتلهف وشجن ولوعة ومن حرقة مؤلمة ودمعة حارة، يجدها المحب المغرم في أعماق قلبه و قرارة نفسه، لكنّها رغم ذلك تجعلك تعيش أصدق لحظات الإنسانيّة والفطريّة والعفويّة في حياتك، لأنّها المذاق الإنساني الجميل الذي تشعر به يسري في أعماقك سريان الدم في عروقك، ويتغلل في وجدانك تغلل الأنفاس في أعماقك.

هذه المحبة وهذه السعادة تجمعها كلمة قالها سيد المحبّين صلّى الله عليه وسلم عندما قال عن زوجه وحبه خديجة رضي الله عنها: إنّي رزقت حبها.

ومن عاتبك يوماً على حبّك لزوجك وعن الصدح بما تجده في قلبك فقل له: إني قد رزقت حبها.

واعلم أنّه لا يعرف طعم هذه الكلمات النبويّة النيرة إلّا من عاشها حقيقة ماثلة في حياته الزوجية، أمّا غير هؤلاء فليس لهم من حظها إلا المعاني اللغويّة والدلالات العلميّة، وما هي إلّا كلمات يرددونها کما يردّد من يصف العسل وهو لم يذقه يوماً في حياته.

هنيئاً لكل زوجين عاشا قصة حب صادقة، وتمتّعا بكل لحظة صافيه اجتمعا فيها سواء أكانت بين أزهار الربيع، أو تحت زخّات المطر أو على ضفاف نهر أو بحر وقد تشابكت أيديهما والتحمت قلوبهما وامتلأت نفوسهما بكلّ معاني المحبة والسعادة والهناء والبهجة.

هنيئاً لمن عاش الحب والغرام والهيام تحت سقف الحلال، وذاق طعم السعادة والانشراح والوئام بعيدًا عن الحرام.

(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى