مقالاتمقالات مختارة

وقفات مع الإلحاد! (الأولى)

وقفات مع الإلحاد! (الأولى)

بقلم أشرف عبد المنعم

سبب كتابة المقال السابق “رد شبهة عن خلق الإنسان في أحسن تقويم” هو طلب من أخ كريم على الخاص أن أرد على شبهة في صفحة أحد الملحدين، المنشور كان عبارة عن صورة لأربعة أطفال مرضى وكتب الملحد معلقا على الآية الكريمة ” ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” (آه ما باين أهو!) قبل كتابة المقال قرأت التعليقات، فوجدت أيضا حوار بين الملحد وأحد المسلمين وفيه شبهة جديدة عن حديث الحبيب “إن الله خلق آدم على صورته” فقال الملحد أن هذا يعني أن آدم يشبه الله تعالى!! والمسلم صدق الكذبة وقال إنه لن يتبع الأحاديث!!

فكتبت له أنه لو سأل أي مدرس لغة عربية لعرف أن الضمير يعود دائما على آخر اسم في الجملة! الذي هو آدم أي أن الله هو الذي أعطي الشكل (الصورة) التي عليها آدم ولذا فمحرم أن يقول إنسان لآخر قبح الله وجهك ومحرم أيضا ضرب الوجه في الجد والهزل، وكذلك بعض الآيات منها “هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم) أي أن الله الذي خلق لكل إنسان صورته وشكله الذي هو عليه!

فأثار ذلك حفيظة الملحد الذي أرسل لي رابط وطلب مني قراءته لأعرف من هو على حد قوله! قرأت المقال والذي هو عبارة عن قص ولزق لأقوال ملحدين قدامى هدفها هو إنكار وجود الخالق عز وجل! فإذا بالملحد يكتب في وسط الموضوع، إنه ليس ملحدا بل “لا أدري”!!

وعلق كثيرٌ على المقال السابق وردد نفس الكلام! فالرجل مشوش الفكر ولا يدري معنى “لا أدري”! فال”لا أدري” هو من لا يؤمن بوجود الخالق ولا ينفي وجوده! أما الملحد فهو من ينكر وجود الله!

ثم زادني الملحد عجبا عندما قال عن نفسه أنه لا ينكر وجود إله خالق للكون بل فقط يرفض ما يقوله الإسلام عن الخالق!! فالرجل ملحد ينكر وجود الخالق وفي نفس الوقت “لا أدري” وكذلك يؤمن بوجود خالق!

وقد كتب تعليقات كثيرة أغلبها قص ولزق من صفحات الملحدين وغيرهم المهم أنها شبهات ضد الإسلام، وقد وعدته بالرد على كل شبهة وإقترحت عليه مناقشة علمية هادئة، أجيب فيها عن سؤال له ثم أسأله سؤالا فيجيبني ثم أجيبه على سؤاله التالي وهكذا!

فرفض رفضا قاطعا، فكما قلت سابقا أن أكبر ورطة لأهل الضلال والكفر أن تسألهم أن يشرحوا ما يؤمنون به مع ذكر الدليل!

لذا فقد قررت الإجابة على كل الشبهات التي جمعها الملحد في سلسلة مقالات، وليس هذا ردا مباشرا على الرجل المشوش التائه الضال الذي لا يعرف على وجه التحديد لماذا هو كافر بالله!!

فالمهم عندي هو تحصين إخوتي في الإسلام من أكاذيب وتخاريف أهل الضلال والكفر، ومعظم الشبهات قديمة وتم الرد عليها من علماء المسلمين بل وعلماء غير مسلمين، لأن مصدر الكثير من الشبهات هم ملحدون أجانب وتم ترجمة أكاذيبهم وترويجها بين المسلمين! ومنها شبهات تتطلب معرفة بالطب والفيزياء والكيمياء لذا فدوري هو نقل ردود العلماء وبيان أكاذيب الملحدين من أهل الذكر والاختصاص، وكان حريا بالملحد أن يسأل الأطباء والعلماء الملحدين، سؤالا بسيطا وهو ” كم عدد العمليات التي تتم في جسم الإنسان يوميا؟” والإجابة التي لن ينكرها حتى أعتى الملحدين هي أنه عدد لا يمكن حصره.

سواء بالمئات أو بالآلاف أو بالملايين أو بالمليارات ولا حتى بالتريليونات!! وهذا يحدث يوميا للمؤمن والكافر! وتأمل معي قوله تعالى “وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ”!

وربما لذلك عَلَّمَنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن أول كلمة نقولها عند الاستيقاظ من النوم هي “الحمد لله” فتأمل!

ولكن الكافر يستيقظ من نومه ونعم الله ورحمته تغطي كل خلية في جسمه، ورغم ذلك ربما فتح جهاز الكمبيوتر ليكتب مقالًا أو تويتة ليقول “أين رحمة الله هذه؟”!!

وتأمل قوله تعالى “وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ”! فالحمد لله على نعمه التي لا تحصى وعلى نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين.

ودمتم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى