مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ٧ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ٧ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. ومن آفات اللسان، والتي قد لا ينتبه إليها الكثير من الناس، هي آفة الجدل..
وفي تعريف الجدل، هو الدخول في النقاش بشكل غير موضوعي، بهدف النقاش من أجل النقاش، وليس بسبب البحث عن الحكمة، والتي هي ضالة المؤمن، أنّى وجدها، فهو أولى الناس بها.. وقد جاء في الحديث عن موضوع الجدل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا…”.. وزعيم بمعنى كافل وضامن.. والنهي عن الجدل يكون خاصة مع الجهلة بأمور العلم في الأمر قيد النقاش أو الحوار.. ولمن يعرض عن الجاهلين في موضوع الجدل ذكره الله بمحاسن جميلة وجيدة.. ” وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم عباد الرحمن قالوا سلاما…”
ومن المهم أن نميّز بين أنواع الجدل، حيث أن الجدل نوعان.. الأول، هو الجدل المحمود، وهو الذي يهدف إلى الدفاع عن الحق واظهاره على الباطل.. والنوع الثاني، هو الجدل المذموم، وهو عكس الأول تماماً، والذي يهدف إلى تثبيت الباطل والدفاع عنه، وإظهاره على الحق..
ومن آثار الجدل، أنه يورث الضلالة، ويقود إلى العداوة والبغضاء.. فقد جاء عن نبي الله سليمان عليه السلام قال لابنه: “دع المراء فإن نفعه قليل، وهو يهيج العداوة بين الإخوان”.. ونقل عن الإمام الأوزاعي ” إذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل “..
ونقل عن الشافعي أنه قال: المراء في الدين يقسي القلب ويورث الضغائن.
وقديما قيل: لا تمار حليما ولا سفيها؛ فإن الحليم يغلبك والسفيه يؤذيك..
ومحط رحال الجدل، هو اللسان.. لذلك يعتبر الجدل من آفات اللسان.. ولا زالت الأيام المعدودات باقية، رغم أنها تمضي مسرعة.. فهلا استفدنا من هذه الأيام المعدودات قبل انقضائها، في ضبط اللسان وتعويده على الحديث بالخير، على قاعدة ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت..”
اللهم إنا نسألك لساناً ذاكراً، وقلباً خاشعاً.. وجسداً على البلاء صابراً..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح ضبط اللسان وترك الجدل.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

أقرأ أيضا:الرد على الشيخ عثمان الخميس(٤)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى