مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية.. لبناء الذات ( ٦ )

وقفات رمضانية.. لبناء الذات ( ٦ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح ٠ خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. ومن آفات اللسان القبيحة، هي النميمة.. والتي غالبا ما تتزامن وترتبط بالغيبة، فأينما كانت الغيبة موجودة، فالنميمة موجودة أيضاً.. ولخطورة النميمة في حياة المسلمين، فإن الله قد حذر منها ووعد من يمشي فيها بالويل والعذاب.. وقد جاء النهي عنها بنص القرآن، والتأكيد على عدم طاعة النمام، أو التعاطي معه فقد قال سبحانه في هذا المعنى ” ولا تطع كل حلّاف مهين، همّاز مشّاء بنميم “..
والنميمة هي في مفهومها، أن ينقل الشخص حديثاً بهدف التفريق بين شخصين، أي هو الذي يمشي بين الناس، ويحرش ويحرض بينهم، وينقل الحديث، لفساد ذات البين، وهذا هو الحالقة كما جاء في الحديث..
وحتى تتم عملية النميمة، فهي تحتاج إلى ثلاثة عناصر، وهذه العناصر هي..
الشخص النمام
الشخص المنموم عنه
الشخص المنموم إليه..
والعنصر الأهم في هذه العناصر، هو العنصر المستقبل للنمام، والاستماع إلى حديثه، والتعاطي معه.. وماذا يعنى هذا ؟ يعنى أنه في حال جاءك من ينم إليك، فلا تستمع إليه، لأن من نمّ إليك، حتماً سينمّ عليك.. وحينما جاء رجل نمام لأبي ذر، ينقل إليه بعض النميمة، قال له أبو ذر: أما وجد الشيطان رسولاً غيرك.. وهذا يعنى، أن الرجل النمام، هو أداة من أدوات الشيطان.. وفي عقاب النمّام فقد جاء في الحديث ” لا يدخل الجنة قتّات..” وهو النمام.. وفي الحديث الآخر ” ألا أخبركم بشراركم؟ المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، والباغون للبرآء العنت “.. ومن المهم أن ننتبه لنقطة، وهي قد يزين الشيطان أمر النميمة على أنه مصلحة تخدم أمراً ما للمسلمين.. هنا يجب أن نميّز بين نقاش الأمر، بهدف الإصلاح بموضوغية وتجرد، وبين الوقوع في النميمة وما تترك من أثر في نفوس الناس.. حتى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول ” ألا لا يبلغَنَّ أحدٌ مِنكم عن أحدٍ من أصحابي شيئًا؛ فإنِّي أحبُّ أن أخرجَ إليهم وأنا سليمُ الصدرِ..”..
والنميمة والنمام، هي من أهم خصائص الشخص السلبي، ومن الطاقة السلبية العالية، التي تورث الحقد والكراهية.. وهي تجرح الصوم بشكل كبير، وتجعل النمام لا يتجاوز صيامه فكرة صيام العوام.. لسانك.. لسانك.. قد يوردك المهالك.. وأنت تظن أنك تفعل خيراً.. هي فرصة للتمرين على ضبط اللسان، وخاصة أنها أيام معدودات.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح البعد عن النميمة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

إقرأ أيضا:الرد على الشيخ عثمان الخميس(٤)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى