مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ٢٧ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات( ٢٧ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.. في مسألة بناء الذات، من المهم جداً لكل من اتجه هذا الاتجاه، أن يسأل نفسه السؤال التالي : ما هو الدور الذي خلقني الله من أجله..؟؟ بمعنى آخر، لماذا أنا موجود..؟؟ هل من أجل الطعام والشراب، والعمل والزواج والدراسة..وووالخ من منافع الحياة الدنيا، أم أن هناك شئاً آخراً لا بد من معرفته في مسألة وجودي..؟؟
الإجابة الموضوعية الصادقة على هذه التساؤلات، بكل تأكيد ينتج عنها إنساناً صالحاً لنفسه، عارفاً بما هو مطلوب منه، للدنيا والآخرة.. ومن باب المساهمة في الإجابة، وعلى طريق بناء الذات، فيمكن القول، أن الدور الرئيسي، والسبب الأهم الذي خلق الله الإنسان من أجله، هو العبادة بشكل خاص، والاستخلاف بشكل عام..
ففي الخاص يقول الله سبحانه ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ “.. وفي العام يقول الله سبحانه ” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً…”..
ومن النصوص القرآنية المهمة، والتي تساعد الإنسان على الإجابة على السؤال الرئيسى، هو قوله تعالى ” أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ “..
طبعاً، هذه الآيات في بناء الذات، لا تتعارض مع نصيب الإنسان من الحياة الدنيا، الذي ذكرته في أول الرسالة هنا، لكن الخطير في الأمر، هو أن تكون كل حياة الإنسان من الميلاد إلى الممات، تدور في فلك الحياة الدنيا فقط، وغياب الآخرة عن تفكير الإنسان.. لذلك، من المهم أن نقف وقفة جادة مع هذا التساؤل وغيره من الأسئلة الأخرى مثل، ما هو دوري في الحياة؟؟ هل أنا صاحب رسالة..؟؟ ما هو الهدف المهم الذي أريده في الدنيا والآخرة..؟؟ كم مرة حاولت أن أعمل للآخرة أكثر من الدنيا..؟؟ لو تمت وفاتي الآن، هل أنا جاهز لما بعد هذه اللحظة..؟؟ هل يمكن أن أكون كما أراد الله لي من عبادة واستخلاف..؟؟
هذه الأسئلة مهمة، وقد تجد غيرها في داخلك، وأنت تحاول أن تكتشف ذاتك، وتعيد بناءها من جديد.. فهي فرصة الآن، خاصة أن الأيام المعدودات، تشارف على الانتهاء.. فاحرص قبل أن تنتهي، أن تكون أنجزت، وأن الشخص الذي سيكون بعد انتهائها، هو شخص آخر غير الذي كان قبل البدء فيها.. بمعنى، أن تكون شخصاً جديداً في كل شئ.. وهذا الجديد، يكون مرتبطاً بالله، ولله، ومع الله.. لأن كل عمل أو بناء يغيب عن استحضار الله فيه، هو هباء منثوراً.. قبل أن تغلق هذه الرسالة، ما رأيك لو بدأت تسأل نفسك الأسئلة السابقة، وأين أنت منها..؟؟
حتى يكتمل البناء السليم والصحيح للذات، لا بد من خطوات حقيقية نحو هذه الأسئلة والإجابة عليها.. فإن رأيت في نفسك منها خيراً، فزد منها.. وإذا عرفت فالزم.. وإذا وجدت نقصاً منها، فابدأ بالتغيير ولا تترد.. فالأمر أظنه يستحق.. وفي جوهر الإجابة عن كل تلك الأسئلة، اسأل نفسك، هل أديت واجبك تجاه غزة، وما يحدث فيها من مجازر وتطهير عرقي..؟؟
اللهم ثباتاًعلى الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح الصدق والوضوح مع الذات.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

إقرأ أيضا:سورة القدر تفسير وأحكام 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى