وقفات رمضانية… لبناء الذات( ٢٦ )
بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. تعتبر مواسم الخير، بمثابة فرص إضافية يمنحها الله لعباده ليغتنمو منها قدر المستطاع.. وقد تحمل هذه المواسم أسماء متعددة ومتنوعة، وفي أزمنة مختلفة.. فمثلاً، شهر رمضان أحد أهم هذه المواسم، فقد جاء في الحديث الشريف ” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “.. وخلال هذا الموسم المهم من مواسم الخير، يوجد فيه موسم آخر، وهو غاية في الأهمية.. ويعرف هذا بموسم ” ليلة القدر “..
فهي كما هو معروف، نترقبها في الليالي الفردية من رمضان.. فقد جاء في فضلها ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث ” فيه لَيلةٌ خَيرٌ مِن ألْفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خَيرَها فقد حُرِمَ..”
وعلى أكثر تعديل، فقد بقي من الليالي الفردية، هذه الليلة، وليلة التاسع والعشرين.. فمن فاته الأخذ من الليالي السابقة، فالفرصة لا زالت أمامه متاحة.. فمن وافق هذه الليلة، فقد فاز فوزاً عظيماً.. فهي كما قال الله عنها “…لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ…” وفي فضلها أيضاً ما ذكره الحديث الشريف ” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه..”..
فالليلة يا رفيق الصباحات، هي ليلة وتر من ليالي رمضان.. فإن فاتتك الليالي السابقة، خذ قراراً أن لا يفوتك ما تبقى من هذا الشهر الكريم.. لا تتردد.. خذ القرار، وابدأ..
وامض ليلتك بين ذكر وقيام، وصلاة ودعاء.. واسأل الله كل حاجاتك في هذه الليالي المتبقية، فقد توافق لحظة استجابة.. وفي قلب الدعاء فيها، واجب عليك الدعاء لغزة وأهلها، مقاومة وحاضنة.. ومع غزة لا تنسى اليمن العزيز.. الذي يصر على مواصلة الدعم لغزة، رغم ارتفاع الفاتورة من الدم اليمني العزيز.. الدعاء لهم أيضاً واجب.. حاول أن تقسم وقتك.. فهي ساعات قليلة.. وينتهي موسم الخير هذا.. ربما الموسم القادم، نكون مجرد ذكرى في أحضان التراب.. هو موسم مهم من مواسم الخير، من جعله يمضي بدون الاستفادة منه، فقد خسر خسراناً كبيراً.. لعلك تُرِي الله منك ما يحب.. اغتنموها يا عباد الله.. يرحمكم الله..
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح مواسم الخير الباقية.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرأ أيضا:سلاح مصادر الطاقة ما يزال فعالًا
