مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ٢١ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ٢١ )

بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )… وعلى طريق بناء الذات، ومع انقضاء الجزء الأكبر من شهر رمضان، لا زلنا نكتب في هذه الوقفات.. واليوم سنكتب عن ما يعرف في عملية البناء ” بسمات الشخصية “، ولو باختصار..
مما هو معروف، أن لكل شخص صفات مختلفة عن الآخر، وهذا يفسر أحياناً الفروق الفردية بين الأفراد.. وهذه السمات أو الصفات، تعنى أنماط السلوك والفكر والعاطفة، والتي تساهم في تحديد وتشكيل كل شخصية.. ومن البديهي أنّ هذه الأنماط، تكون إيجابية وتكون سلبية أيضاً.. فالإنسان يشبه الإناء إلى حد كبير.. فما تضعه في هذا الإناء، ستجده لاحقاً.. فإذا وضعت شيئاً مفيداً وجيداً، ستجده كذلك، والعكس صحيح.. وفي عملية البناء، ما يتم غرسه في النفس من أنماط، يؤسس لتشكليها وبنائها.. فمثلاً، إذا علمنا الإبن في البيت أثناء التربية، أن يكون ضعيفاً، خوفاً من المشاكل، سنجد أمامنا شخصية جبانة وذليلة، غير قادرة على مواجهة مصاعب الحياة..
ومن خلال هذا المثال، يمكن النظر إلى أهل غزة ومقاومتها.. فهناك يتم بناء الإنسان بطريقة تكاد تكون مختلفة كلياً، عن أية عملية بناء تتم في مجتمعات أخرى.. عملية البناء في غزة، هي التي أنتجت نماذج المقاومين، والحاضنة الشعبية للمقاومة.. وقد جاء في كتب السيرة، ما رواه على بن أبي طالب رضى الله عنه حينما قال ” كُنَّا إذا احمرَّ البأسُ ، ولَقيَ القومُ القومَ، اتَّقَيْنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فما يكونُ منَّا أحَدٌ أَدْنى منَ القومِ منه..”.. ماذا يعنى هذا القول ؟؟
يعنى في التربية والبناء، لا بد من قدوة، خاصة للصغار.. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفضل قدوة لأنماط السلوك في بناء الشخصية..
ويمكن القول في بناء الذات، عبارة مهمة وهي ” أنت تكون، كما تريد أن تكون أنت..!! “.. وهذا يعني، أن أنماط السلوك لشخصيتك، أنت تحددها وتزرعها في ذاتك، خاصة إذا كنت عاقلاً بالغاً ناضجاً، وخاصية الإدراك، تعمل عندك بشكل جيد وصحيح.. فإذا أردت أن تكون كريماً مثلاً، يمكن أن تكون؛ إذا أردت..!! والعكس صحيح.. ما قصدته من سمات الشخصية، هو أن تحدد أية سمات شخصية تريد.. الإيجابية أم السلبية..؟؟ وإذا حسمت خياراتك، فعليك أن تحدد هذه السمات التي تريد أن تكون فيك، مثل الشجاعة، والكرم، والحلم، والتواضع، والقوة..ووووالخ من السمات الإيجابية.. وعكسها من السمات السلبية.. ثم تبدأ في الخطوات التي تبني منك شخصاً مختلفاً.. وكلما ضَعُفتَ، أو انهزمت، نصيحة لك، أنظر إلى أهل غزة، وخذ منهم شحنة طاقة إيجابية، تساعدك على إكمال عملية البناء لذاتك، أو لأسرتك إذا كنت راعٍ في بيتك.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح البناء الإيجابي.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .

بيان منتدى العلماء عن الترويج للمنكرات في بلاد الحرمين في شهر رمضان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى