مقالاتمقالات المنتدى

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ١٠ )

وقفات رمضانية… لبناء الذات ( ١٠ )

بقلم د. عمر  عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).. وعلى طريق بناء الذات، نكمل حديثنا مع جارحة جديدة من جوارح العبد..واليوم سنقف مع ” اليد “.. والسؤال، كيف يمكن لليد أن ترتكب المعاصي أو الكبائر أحياناً..؟؟
بعد التأمل في الفكرة، يمكن القول بأن اليد فعلا ممكن أن ترتكب المعاصي، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى ” الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ “.. وهنا يطلق الله العنان لليد، لتتحدث عن كل ما فعله العبد من معاصٍ، ولم يذكرها بين يدى الله سبحانه، فيتم تكميم الفم، ويُطلب من اليد أن تتكلم، ومن الرِّجِل أن تشهد بما كان يفعله العبد..
ومن المعاصي التي ترتكبها اليد، هي أن تكتب شيئاً فيه غضب الله سبحانه، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كانت الكتابة في حق الله، أو في حق الخلق، من تشويه وإساءة لعباد الله، واتهامهم على الملأ بتهم هم منها براء.. أو النيل من أخلاقهم أو الاعتداء بالكتابة على أهاليهم والقدح في أعراضهم.. وغيره من أشكال الإساءة للخلق بالكتابة..
وقد جاء عن الشهيد سيد قطب رحمه الله قبل أن يتم إعدامه، طلبوا منه أن يكتب جملة واحدة يعتذر فيها عما كتبه في تفسيره للقرآن ” في ظلال القرآن ” ، وكتاب ” معالم في الطريق “.. فما كان منه إلا أن قال ” إن إصبع السبابة، التي تشهد في اليوم مرات عديدة بوحدانية الله، لتستحي أن تكتب شيئاً يغضبه سبحانه..” واستشهد بعدها رحمه الله..
ومن المعاصي الأخرى، هي السرقة، حتى لو كانت في بضع دراهم، وهي من الكبائر..
ومن معاصي اليد أيضاً، الاعتداء على ضعاف الناس بالضرب، ويندرج تحت هذا البند، ما يمارسه السجانون من تعذيب وضرب للمعتقلين، خاصة معتقلي الرأي في أوطاننا العربية والإسلامية.. فإن الله سيسألهم عن كل صفعة أو لكمة، وجهوها للمستضعفين في سجونهم الظالمة والجائرة..
لا تستهين بجارحة اليد، فقد تشهد عليك يوم القيامة، بأشياء تظن أن الله غافلاً عنها.. فمن كان له سبق في هذه الجارحة، فهي فرصة، وأيام معدودات تنتهي قريباً.. فليغتنم هذه الفرصة، لضبط يده، ويكسر قلمها الذي به تحدث المصائب.. وهذه الجارحة بفعلها القبيح، بكل تأكيد تجرح الصوم وتفسده بالنقص، ليكون الصائم من صوام العوام..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح ضبط أيدينا عن الحرام.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله.

إقرأ أيضا: فلسطين زاخرة بالعلماء أيها الخميس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى