قال وزير المالية الألماني فولقغانغ شويبله إن الدين الإسلامي يتضمن الكثير من القيم الإنسانية القوية، التي يمكن للمسيحيين والملحدين في ألمانيا التعلم منها، مثل إكرام الضيف والتسامح، وذلك خلال احتفالات بلاده بذكرى تأسيس الكنيسة البروتستانتية الألمانية.
ورأى شويبله، الذي يعد من القيادات التاريخية للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل، أن اليهود عاشوا أجواء من التسامح، وكانت أوضاعهم أفضل خلال حياتهم لقرون طويلة في البلدان المسلمة، مقارنة بما عانوا منه في بلدان مسيحية.
وأضاف الوزير الألماني في مقابلة أجرتها معه إذاعة بلاده، أن الأعداد المتزايدة من اللاجئين المسلمين الذين وفدوا إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة تمثل فرصة جيدة للبلاد.
وكرر شويبله دفاعه عن مقولة للرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف وهي أن الإسلام يمثل جزءا من ألمانيا، مبينا أن هذه المقولة تعكس واقعا ينبغي الاعتراف به، وأضاف “من يرفض هذه الحقيقة المجردة يرفض الواقع ولا يعدّ سياسيا خبيرا”.
وأشار السياسي الألماني المحافظ إلى أن الإيمان بتطبيق الدستور والنظام في بلاده يفرض إقامة حوار مع الأقلية المسلمة ذات العدد الكبير حول قواعد العيش السلمي المشترك، وقال إن استخدام الأديان لتبرير العنف والتطرف يعكس جهلا وسوء فهم لأن الأديان السماوية تشترك برسالة واحدة هي “الدعوة للأخوة الإنسانية بين البشر”.
وتمنى شويبله بروز القواسم والروابط المشتركة وجعلها حاملة لأسس العيش السلمي المشترك بالمجتمع الألماني، ونأى بنفسه عن الدعوة لسيادة الثقافة الألمانية على الثقافات الأخرى في المجتمع، ورأى أنه لا حاجة لهذه الدعوة لأن طبيعة الحياة ونظام القيم بالمجتمع الألماني محددين بنظام ودستور البلاد.
وجاءت تصريحات وزير المالية الألماني في إطار احتفال الكنيسة البروتستانتية الألمانية بالعاصمة برلين بمرور خمسة قرون على تأسيسها على يد القس مارتن لوثر.
(المصدر: الجزيرة)