مقالاتمقالات مختارة

واقعنا المعاصر ومآلات الظلم

بقلم عبد المنعم اسماعيل

قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ” [إبراهيم: 42]، وقال تعالى:”وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ”[الشعراء: 227]، وقال تعالى:”وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ”.

1- أعلاه الشرك قال تعالى إن الشرك لظلم عظيم:

ومنه الحكم بغير ما أنزل الله عز وجل في حياة الفرد نفسه وفي حياة مجموعة من الناس، قال تعالى أفحكم الجاهلية يبغون، فكل حكم غير حكم الله عز وجل حكم الجاهلية، عادات أو تقاليد أو أعراف أو مواثيق لا نقول تخالف دين الله بل هي ليست دين الله فدين الله لا يعبر عنه إلا هو سبحانه وتعالى ينضم إلى حجيته أعراف الخلق المجمع على قبولها بين أهل العلم، قال تعالى وقد خاب من حمل ظلمًا، ومن الظلم الكذب على الله؛ بأن يَدّعِي أنه يوحى إليه، وقد ختم الله الوحي بموت النبي، قال الله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيء وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ ٱللَّهُ [الأنعام:93].

ومن الظلم العظيم الذي يقع في الأرض اليوم تغيير ما شرعه الله تعالى لعباده وتبديل حكمه، والتساهل في عدم تطبيق شريعة الله عز وجل، فإن هذا من أعظم الظلم، قال الله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ[المائدة:45].

2- ظلم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :

وأخص هذا الظلم جحود أقوالهم عليهم الصلاة والسلام وخاصة قول وفعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بصور منها: جحود السنة، الاستكبار على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، الطعن في السنة الصحيحة على صاحبها الصلاة والسلام، نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة تعمداً للتشغيب على السنة الصحيحة.

3- ظلم الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين، وجحود فضلهم والتفريق بين أقوالهم :

– ومنه ما فعله الرافضة حال جحودهم لحق الله عزوجل في اختيار أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وجحودهم لعموم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وجحودهم للسنة الصحيحة الثابتة وجحودهم خاصة لفضل الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين وهذا من أشر أنواع الظلم

4- ظلم العلماء، رحمهم الله تعالى :.

بأحد الأقوال أو الأفعال جحودهم لحقوقهم حسدا وبغياً وظلما، جحود تفرد العلماء حال خلاف التنوع، جحود منهجية التحاكم حال الخلاف بين أهل العلم، جحود محاسن الأخلاق حال وقوع الخلاف بين العلماء هذا الفعل يوقع العبد المسلم في الظلم، جحود الصمت حال الجهل بأدبيات فهم أقوال أهل العلم.

5- ظلم التاريخ والتراث الإسلامي

بصور منها  القراءة التوظيفية لكتب التاريخ، الاعتقاد أولا ثم الاستدلال مخالفا أهل السنة الذين يستدلون ثم يعتقدون فإن صح الاستدلال اعتقدوا فإن لم يصح الاستدلال لم يعتقدوه. التشغيب على الأدلة وأحداث التاريخ التي تخالف كلام فريق من القارئين للتاريخ.

6- ظلم اللغة العربية الفصحى:

بصور منها: جحود استعمال أو فهم الصحابة لمفردات اللغة العربية التي فهموا بها القرآن والسنة واستعملوها في بيان أفهامهم، نشر العامية تعمداً لمزاحمة اللغة العربية وتضييع معالم الشريعة حال الجهل بحقيقة المراد شرعاً، تغريب العقل العربي بكثرة استعمال مفردات شرقية أو غربية لا تستوعب كمال المفردات الشرعية

7- ظلم المسلمين عامة وخاصة الوالدين

ومن أنواع الظلم ظلم الناس في أعراضهم؛ باغتيابهم والسعي بينهم بالنميمة وهمزهم وعيبهم والسخرية بهم والحط من قدرهم ومحاولة إلصاق التهم بهم وهم برآء من هذا كله، فكل هذا من أنواع الظلم، وفي الحديث: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)).

ومن الظلم التعدي على كل نفس معصومة بقتل أو ضرب أو سجن أو تعذيب، ويدخل في ذلك كل من باشر الاعتداء بنفسه أو أمر به أو أعان عليه أو أشار به أو فرح به أو شمت أو قعد عن نصرة المعتدى عليه وهو يقدر على ذلك، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)) رواه مسلم. فإذا كان هذا حال العجماوات فيما بينها فكيف الحال بما يحصل في الأرض اليوم من سجن وتعذيب وتشريد لصفوة عباد الله؟!

8- ظلم المخالفين ولو كانوا كفار:

قال تعالى ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا

فالمسلم يعدل مع الكافر كما أنه يعدل مع المسلمين

9- ظلم الحجر والشجر والحيوان

قال النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”عُذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً، فدخلت فيها النار” قال: فقال والله أعلم: “لا أنتِ أطعمتِها ولا سقيتِها حين حبستيها، ولا أنتِ أرسلتِها، فأكلتْ من خشاش الأرض” وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الله كتب الإحسان على كل شيئ

فمنه الإحسان للمكان والإحسان للشجر والإحسان للحيوان والإحسان للخلق أجمعين أمر ثابت لا خلاف عليه إلا من شرب من كأس الظلم مختاراً عافنا الله والقارئين

10- مآل الظلم والظالمين :

قال تعالى:”فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”[النمل: 52]، فظلم العباد من أسرع موجبات الهلاك والخراب للأمم والمجتمعات، وفي التاريخ عبرة.

ومن مظاهر الخراب الهلاك الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي بين الناس نسأل الله أن يتوب علينا وعلى المسلمين وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى