بقلم عبد المنعم إسماعيل
للواقع العالمي المعاصر ظاهر وباطن فظاهره العلمانية وباطنه تهيئة الواقع لتمكين المدارس الباطنية القديمة من العقل العالمي عامة والعقل العربي خاصة والعكس صحيح وكلاهما إذا أمكن.. ولا يوجد سبيل لتحقيق الأمرين إلا من خلال أمور أهمها، تحريف السلفية أو تغيير السلفية.
ولكي يتم هذا الأمر لابد أن ندرك انه محاولة يائسة من أحزاب الشيطان العالمي المعاصرين والقدامى لأنه بتصادم مع المراد الإلهي بحفظ هذا الدين “وانا له لحافظون”
ومن توابع حفظ هذا الدين حفظ السلفية الصحيحة التي هي الوقوف على فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية وصيانتها من التحريف أو التبديل أو الغلو أو التفريط ثم تحقيق التوافق بين دلالات مفردات الشريعة في الواقع المعاصر والمراد الشرعي لها وأثره الكوني أيضا . حتى بات البعض يسوق الخلط بين الانتكاسة عن الإصلاح ومصطلح السلفية أو الاستسلام المطلق لولاة الأمر ومفردات الفكر السلفي وهذا من الجور في الحكم بعد الخلل في التصور الفكري والعقلي والتاريخي بل والواقع المعاصر .
تحريف السلفية أو تغيير السلفية يمر بمراحل منها : –
■ تجريف العقل العربي وتسطيح أدوات التقييم له حتى تصبح هناك فجوة بين العقل العربي والنصوص الشرعية .
■ توظيف التاريخ أو إعادة قراءة التاريخ قراءة خادمة لفكرة التحريف للسلفية بحيث يتم التركيز على ما يمكن الاستفادة منه في فكرة التحريف أو التغيير للمنهج السلفي الرشيد .
■ ضرب رموز السلفية خاصة تغريب الوعي بها وبهم خاصة مناهج الفهم والاستدلال عند الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان .
■ رعاية فكرة التقريب مع الرافضة أو الشيعة والسعي للربط بين السلفية والتشدد أو التطرف أو الإرهاب ثم الفصل بين الإرهاب الشيعي أو الإرهاب الباطني وجذور الفكر الخميني أو الإيراني المعاصر وكأنهم يقولون الشيعة بدون الخمينية مقبولة ولا مانع من التعاون معها وهذا تدليس خبيث على التاريخ والواقع والمستقبل .
■ التسويق لرموز الباطنية في الواقع المعاصر خاصة مجرمي العراق واليمن والشام وعلى رأس هذه الرموز الباطنية الحبيب الجفري وحسن نصرالله ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وحسن الصفار وأتباع الفكر الباطني المتدثر بالصوفية والعلمانية في مراكز اتخاذ القرار في البلاد العربية خاصة بلاد الخليج العربي .
■ رعاية الصراع بين المدارس الإسلامية المتنوعة داخل أهل السنة والجماعة خاصة مدرسة الإخوان المسلمين والسلفية بأنواعها سواء العلمية أو الجهادية أو الجامية أو الحركية كما اعتاد البعض إطلاق الأسماء من خلال زاوية من زوايا الرؤية التي نظر أو ينظر من خلالها.
■ تحريف مصطلحات أو مفردات المنهج الإسلامي عامة والسلفي خاصة ومنها مصطلح الثوابت والمتغيرات أو الجهاد أو الحسبة والاحتساب في قضايا الدين عامة والولاء والبراء خاصة .
■ السيطرة على مفاصل الإعلام والتعليم وهما أداتا التوجيه للعقول في الواقع المعاصر وربط العقول العربية بمفردات الفهم عند ولاة الأمر فيما يعرف باستنساخ التبعية في الأتباع لعقول القادة من خلال نظرية الحق المقدس لولي الأمر الغير مقدس .
■ استمرار الاستثمار لغربان وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لهدم وتشويه علماء الإسلام عامة وخاصة علماء السلفية بعد تشويه البعض وتعميم الأحكام على الجميع .
■ التركيز على فكرة المظلومية أو استنساخ روح كربلاء في قضايا الساعة حتى يصبح من هجر كربلاء هجر الإسلام ومن ليس له قتيل في كربلاء يتوقف في قبول أصل انتمائه لهذا الدين وهذا من العجب وتيه العقول المعاصرة .
(المصدر: موقع الأمة)