أصدرت الأمانة العامة لهيئة لعلماء المسلمين في العراق بيانا بخصوص تصريحات قادة الميليشيات المستهدفة للفلوجة والمدعية الخوف على حياة المدنيين فيها، وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1174)
المتعلق بتصريحات قادة الميليشيات المستهدفة للفلوجة
والمدعية الخوف على حياة المدنيين فيها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
ففي ظل الإجرام الذي ترتكبه قوات الحكومة الحالية وميليشياتها الطائفية بحق أهالي مدينة الفلوجة؛ أعلن القائد في ميليشيات الحشد (هادي العامري) خلال زيارته لمحافظة ديالى: أن العملية القادمة ستكون في الفلوجة، وأنه سيزف للشعب العراقي في أقرب فرصة ممكنة خبر انطلاق عمليات تحرير الفلوجة، مطالبًا أهالي المدينة بـتركها حتى لا يتعرضوا للضرر والأذى. وقد تعرضت المدينة بعد هذه التهديدات لعمليات قصف عشوائي مكثف مساء أمس وصباح اليوم راح ضحيته (35) مدنيًا بين قتيل وجريح أغلبهم أطفال ونساء.
إن ادعاء الخوف على سلامة المواطنين ادعاء كاذب ويدعو إلى السخرية، وهو تمهيد معلن لعملية الإسراف في استهداف المدينة وإيذاء أهلها، بحجة مقاتلة ما يسمى (الإرهاب).
ويتأكد هذا إذا ما نظرنا إلى حجم المأساة التي يتعرض لها أبناء المدينة والحال المزرية التي وصلوا إليها؛ ففي أخر إحصائية بلغ عدد القتلى والجرحى فيها (9500) شخص جلهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن سياسة التجويع المروعة التي لاتزال تُمارس بحقهم.
إن التهديدات التي يطلقها قادة الميليشيات الإجرامية المدعومة من إيران بحق مدينة الفلوجة لم تعد مستغربة إذا ما عرفت الدوافع الحقيقية؛ فالأحلام التوسعية الإيرانية مكشوفة للقاصي والداني، ومحاولات التغيير في التركيبة السكانية والطبيعة المجتمعية مازالت مستمرة على قدم وساق.
إن تصريحات قادة الميليشيات جزء لا يتجزأ من هذا المشروع التوسعي، الذي يهدف للسيطرة على العراق، ودول المنطقة الواحدة تلو الأخرى في ظل سياسة غض النظر عن ذلك، التي تتبعها الدول الكبرى؛ تحقيقًا لأهداف عديدة، وأن ذريعة الخوف على مصلحة العراق وأبنائه وتخليصهم من الأخطار التي تحيط بهم؛ هدفه كسب التعاطف من دول العالم لتنفيذ هذه المخططات الإجرامية الخبيثة بحق المواطنين العزل.