هل كان هناك مسلمين من الفايكنغ؟
- بول راتنر
- ترجمة: الحسن بن أحمد عبد الهادي
- تحرير: عبد الله الحسين
باحثة سويدية اكتشفت حروفًا عربية توضح كلمة “الله” على ملابس مدفونة للفايكنغ.
إنكا لارسون خبيرة في دراسة المنسوجات الأثرية من جامعة اوبسالا، ذكرت أن ظهور هذه التصاميم في مناطق الفايكنغ “فكرة رائعة”. وتشير الباحثة إلى حروف كوفية على نماذج قياسية من ملابس الفايكنغ، منسوجة من خيوط الفضة على الحرير.
“الكوفي” هو خط كتابة عريق استخدم في كتابة القرآن، بعض النماذج ربما ذكر فيها كلمة “علي” -رابع الخلفاء الراشدين في الإسلام- و بعضها كلمة “الله” تشاهده من خلال المرآة- صورة منعكسة.
ترشح الباحثة أيضا أن الحروف المكتوبة هي وسيلة لكتابة الأدعية أو الصلوات بطريقة يمكن قراءتها من اليسار لليمين باستخدام نفس الحروف العربية.
تقول الباحثة:
دائماً ما نذهب إلى أن الاحتمال القائل: بأن الأشياء الشرقية في عصور الفايكنغ هي نتيجة السرقة و النهب، وهو احتمال ضعيف لا يستطيع الصمود لأن النقوش الظاهرة في الملابس النموذجية في عصور الفايكنغ لها نظائرها في الصور المحفوظة للفالكريز -واحدة من الآلهة الاسكندنافية-
النماذج ظهرت محفوفة ب 10 حزم حريرية، في أزياء للدفن موجودة في قوارب القبور -قوارب كانت تحمل الموتى و كنوزهم بعض الأحيان- في منطقة قرب جملا اوبسالا -قرية- تصاميم مشابهة تظهر في مقابر أخرى في فترة الفايكنغ مثل بيركا في مالاردالن. نماذج مشابهة إلى هذه وجدت أيضا في القبور الفسيفسائية الأثرية في أواسط آسيا
ترشح الباحثة إلى أن ظهور الحروف هذه قد يدل على تأثير إسلامي على أعراف الدفن عند الفايكنغ تقول الباحثة:
من المفترض أن أعراف الدفن في حقبة الفايكنغ قد تاثرت بالإسلام و بفكرة الحياة الآخرة في الجنة بعد الموت، محتويات القبر مثل الملابس الجميلة المخيطة بعناية بأقمشة غريبة تعكس موت الإنسان بصعوبة بنفس القدر الذي تعكسه الملابس الرسمية الخاصة بنا لحياتنا العصرية، من الأحرى وجوب النظر إلى هذه البضائع الجنائزية المهمة على أنها تعبيرات ملموسة للقيم الأساسية
ترجح الباحثة أيضاً أن كثرة ظهور الحرير في قبور الفايكنغ هو نتيجة لوجود آيات في القرآن تتكلم عن الحياة في الجنة بلباس من حرير، تفترض الباحثة أيضاً أن مستوطنات الفايكنغ في وادي مالار يمكن أن تكون موقعاً غربياً لطريق سليك، و هو طريق تجاري قديم يربط بين الشرق و الغرب
عثر الاركيولوجيون (علماء الآثار) على العديد من العملات المعدنية في مستوطنات الفايكنغ و من المعلوم أن الفايكنغ عملوا بالتجارة مع العالم العربي و استمر هذا لما يقارب ال150 سنة منذ بداية القرن التاسع، لكن الحرير و النماذج المنسوجة يظهرون روابط أعمق من مجرد التجارة
تقول الباحثة: رأيي أن من ارتدى هذه الأقمشة كان قد فهم الرموز المكتوبة عليها، و من المؤكد أن من قام بحياكتها قد قرأها و كتبها وأدرك ما تعنيه هذه الحروف، لست أقول أن هؤلاء مسلمين و لكنهم جزء من مشهد عالمي من أناس يعيشون في أواسط آسيا آنذاك
اكتشافات لارسون قد اعتبرت جزء من محاولات إعادة إنتاج نماذج من ألبسة الجنائز إلى معرض أزياء الفايكنغ في متحف انشونبينغ في السويد.
دراسة الباحثة لا تزال مستمرة و لم تتم مراجعتها و نشرها من قبل الأقران بعد، هذا كما أن التداعيات المثيرة لاكتشافاتها أثارت النقد بين الخبراء في هذا الاختصاص.
تقول ستيفاني مودلر -الأستاذة المساعدة في الفن و الهندسة المعمارية الإسلامية في جامعة تكساس في أوستن-: على ما يبدو فإن الاحتمالات تذهب إلى أن الفايكنغ كانوا على اتصال بالثقافة الإسلامية و من الممكن أنهم قد تاثروا بهذه الحضارة و من الممكن حتى وجود مسلمين بينهم، و هذا لم يلق إعجاب الكثيرين في وسائل الإعلام المحافظة، أسطورة المحارب الاسكندنافي مهمة للعنصريين البيض و لكن هذا لا يعني أننا بحاجة لتكييف التاريخ بروايات معينة لمجرد دحضها
وغردت قائلة: طبقا للمعرفة المتوفرة حول هذا الموضوع فإن طراز الخط الكوفي الذي حددته لارسون لم يكن مستخدما في القرن العاشر.
كما تظن أن كلمة “الله” قد تكون أقرب لكلمة “للاه” -كلمة لا معنى لها- و على جانب آخر لن تكون متفاجئة إذا كان للفايكنغ حروف عربية على ملابسهم، قالت مودلر:
بالنسبة لنا، سيكون الأمر مثل شراء عطر مكتوب عليه باريس
ثم أوضحت قائلة:
إن بغداد قد كانت باريس القرن ال10 الميلادي، لقد كانت ساحرة و مشوقة، بالنسبة للفايكنغ ما تشير اليه العربية عندهم هو: العالمية
على الرغم من ذلك لا ترغب لارسون في التراجع عن أبحاثها و تعتقد أن المزيد من الأبحاث ستكشف تفاصيل داعمة أكثر، صرحت قائلة:
هذا الاكتشاف سيفتتح أسئلة جديدة
المصدر: موقع أثارة