هل الطّائفة الظّاهرة علی الحقّ في فلسطين؟
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يقول رسول اللّه ﷺ: {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ} وفي رواية: {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ} وهذا الحديث متواتر أمّا الزّيادة المذكورة فيه بأنّهم في بيت المقدس فقد رواها الإمام أحمد بلفظ: {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ} وقد أخرَجه الإمام الطّبرانيّ وقال عنه الإمام الهيثميّ: إنّ رجاله ثقات والمراد بذلك: أنّها تكون في بلاد الشّام في كثير من الأزمنة كما سيكون ذلك في نهاية الزّمان وقال الحافظ ابن حجر: والمراد بالذين يكونون ببيت المقدس الذين يحصرهم الدّجّال إذا خرج فينزل عيسى عليه السّلام إليهم فيقتل الدّجّال وقد قال معاذ بن جبل رضي اللّه عنه: هم بالشّام وفي ذلك إشارة إلى محلّ الطّائفة في نهاية الزّمن عند ظهور الدّجّال ونزول عيسى ابن مريم ﷺ ويدلّ على ذلك حديث أبي أمامة رضي اللّه عنه الذي رواه الإمام ابن ماجة عن أمّ شريك رضي اللّه عنها قالت: يا رسول اللّه ﷺ فأين هم العرب يومئذ؟ فقال لها: {هُم قَليلٌ وَجُلّهم يَومئذٍ بِبَيت المَقدِس وَإمامُهم رَجلٌ صالِحٌ} إنّ في هذا الحديث دليل على أنّ أكثريّة الطّائفة المنصورة بفلسطين في نهاية الزّمان حيث ستكون الخلافة الإسلاميّة هناك ثمّ لا يزالون ظاهرين على الحقّ حتّى يرسل اللّه عزّ وجلّ الرّيح الطّيّبة فتقبض كلّ من في قلبه الإيمان! والمراد بقوله ﷺ: {أمْرُ اللّه} أي: الرّيح التي تقبض أرواح المؤمنين قبيل قيام السّاعة وقد بشّرنا الرّسول ﷺ بأنّ هذه الأمّة لا تزال فيها طائفة على الحقّ وأنّ هذه الطّائفة معانة من اللّه وهي منصورة على من خذلها أو حاربها فالهزيمة والخذلان هما عاقبة من قاتلها أو عارضها ولا يضرّها من ترك نصرتها وهذه الطّائفة ستظلّ على أمر اللّه متمسّكة وقائمة به حتّى يأتي أمر اللّه وهذا يدلّ على أنّ الحقّ لا ينقطع في المسلمين يتوارثوه جيلا بعد جيل إلی يوم القيامة وقد اختلف في المقصود بهذه الطّائفة المنصورة فقيل: هم العلماء وقيل: هم المجاهدون في سبيل اللّه وقد ورد عند الإمام البخاريّ من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه عنهما أنّهم في الشّام وعند الإمام أحمد أنّهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس إنّ هذا الحديث يدلّ على صدق نبيّنا ﷺ لأنّه منذ أخبر بذلك وهذه الطّائفة لا تزال موجودة في الأمّة لم تنقطع في أيّ زمان وفي هذا الحديث: فضل الثّبات على الحقّ والدّعوة إليه وفضل من يلزم هذه الطّائفة فإنّها منصورة وجهودها بفضل اللّه تعالی مشكورة مبرورة!