مقالاتمقالات المنتدى

هذيان (ترامب)

هذيان (ترامب)

بقلم: عارف بن أحمد الصبري، نائب رئيس هيئة علماء اليمن. (خاص بالمنتدى)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن مقترح المعتوه (ترامب) بتهجير الفلسطينين من أرضهم إلى وطنٍ بديلٍ، تأكيدٌ على موقف الإدارة الأمريكية المشارك والداعم للكيان الصهيوني في احتلاله وحربه وعدوانه على أصحاب الحق من أبناء فلسطين، وهو كذلك موقفٌ معادٍ لجميع المسلمين.

أيها المعتوه المتعجرف المتغطرس:
اعلم أن فلسطين وقفٌ إسلامي إلى يوم القيامة، وهي أرضُ المسلمين ودارُ الإسلام، ولا يجوز التنازل عن شبرٍ منها لليهود، ولا يجوز لمسلمٍ أن يترك أرضه لليهود الغاصبين بأي حالٍ، أو بيعها لهم، وتحرمُ السمسرة على هذا البيع والتوسط فيه وتسهيله بأي شكلٍ من الأشكال.

واعلم أن الأمر عندنا أبعد من ذلك، فإن عودة اللاجئين والمشردين السابقين إلى ديارهم في فلسطين حقٌ وفريضةٌ، ولا يجوز بحال التفريط بهذا الحق أو التخلي عنه.

إن عودة المهجرين حقٌّ لا تسقطه معاهدةٌ، ولا وثيقةٌ، ولا صلحٌ، وهذا الحق لا يسقط بالتقادم.

ومن جهة أخرى فإن عودة اللاجئين فريضةٌ؛ لانتزاع هذا الحق من أيدي هؤلاء الغاصبين، وحتى لا يتم إقرارهم في ديار المسلمين، وأما من مات من اللاجئين أو رفض العودة فإن الحق بعده لورثته، فإن تعذّرَ فالحقُّ لجميع المسلمين؛ لأن فلسطين أرض المسلمين، والدار دار الإسلام.
وقولنا: بأن العودة واجبةٌ، فذلك أيضاً من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ حتى لا يقر الغاصب على غصبه؛ لأنه لا يجوز لمسلمٍ أن يتنازل أو يبيع أو يُملِّك المحاربين الصهاينة أي شبرٍ من أرض المسلمين بحال من الأحوال.

وفي هذا المقام نشكرُ للأشقاء في الأردن ومصر موقفهم الرافض لتهجير أبناء فلسطين خارج أرضهم، كما نرجو من جميع الدول العربية والإسلامية إعلان رفضهم القاطع لأى محاولة لتهجير أهل فلسطين خارج أرضهم، والتأكيد على أن فلسطين حقٌّ ثابتٌ لأبناء فلسطين لا يقبل المساومة.

والمأمول من كل مسلمٍ التأكيد على حق الفلسطينين في أرضهم، وإعلان رفضه لموقف الرئيس الأمريكي الداعي إلى تهجير أصحاب الحق خارج أرضهم، والتعبير عن ذلك في كل وسيلة متاحة.

ونسأل الله أن يكفينا شرّ ترامب بما شاء وكيفما شاء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى