مقالاتمقالات مختارة

هذه حقيقة المداخلة والفكر المدخلي

هذه حقيقة المداخلة والفكر المدخلي

بقلم مراد أمقران

عندما تتخذ كلبا للحراسة فيبدأ بالنباح على كل قريب ولا يسلم منه الا كل غريب فحينئذ هو كلب حراسة خائن صح !؟
هكذا هم المداخلة والجامية.. يزعمون حراسة الدين وينبحون جهة الشرق حيث كل مصلح بينما العدو قادم من جهة الغرب.
فما أصل هؤلاء الخونة وكيف قذفت بهم البالوعات وطفوا على السطح حتى تفشت روائحهم في الأرجاء بشكل مقزز !؟

– هم شر من وطيء الثرى ممن يحمل بدعة الإرجاء !
لهم أكثر من اسم ولقب منها الجامية والمرجفون في المدينة وقد اشتهروا باسم المداخلة نسبة إلى الشيخ ربيع المدخلي
– أهل تجريح.. فكل من لم يكن من طينتهم فهو مبتدع ضال..ولو كان من خير الناس علما وعملا.. و لهذا بدعوا الشيخ “بكر أبو زيد” لمجرد أنه قال كلمة حق في سيد قطب.. وبدعوا العلامة “ابن جبرين” رحمه الله وهو من هو في العلم والديانة.. لدرجة أنهم يمتحنون الناس فيه فان بدعته فأنت من الفرقة الناجية وان لم تبدعه قالوا عنك من خفيت عنا بدعته لم تخفى عنا ألفته… و لا يكادون يعترفون إلا بأربعة من أهل العلم وعلى استحياء “ابن باز – ابن عثيمين – و صالح الفوزان – والألباني” وبعضهم يغمز هؤلاء في بعض المسائل أيضا!

بداية نشأتهم تقريبا كانت بداية التسعينات إبان حرب الخليج في المدينة النبوية وهذا ما يفسر كثرة تناسلهم في الجامعة الإسلامية فهي معقلهم الأول إلا الاستثناء القليل سلمهم الله منهم.. وكان منشئها الأول الشيخ محمد بن أمان الجامي وكان مدرسا في قسم العقيدة وهو من أصل حبشي وشاركه التنظير لفكر الجامية ربيع بن هادي المدخلي.
نشأت بمباركة من وزارة الداخلية السعودية حيث قامت بتوظيف مجموعة من الناس وذلك بقصد ضرب التيار الإصلاحي والذي كان يتنامى في تلك الفترة “التيار الإصلاحي كانوا تلامذة الاخوان المسلمين وعلى يد محمد قطب وسعيد حوى ومحمد سرور وغيرهم نشئوا فمزجوا بالتالي بين السلفية كرافد فكري وبين العمل الحركي للاخوان كرافد تربوي وعملي” ومما يدل على أن هؤلاء صنيعة الداخلية فقد كان محمد أمان الجامي يكتب في تلك الفترة مجموعة من البرقيات إلى وزارة الداخلية يحرضهم فيها على الشيخ سفر الحوالي والعلوان وحمود بن عقلاء الشعيبي ويطلب فيها منهم إيقافهم ومساءلتهم على كلامهم المتعلق بالاستعانة بالغرب.

– حالهم مع الحكام عجب عجاب يكيلون لهم المدح و الثناء وينزلونهم منزلة ولاة الأمور وإن لم يحكموا بالشرع ولو حاربوا الدين جهارا نهارا، ولا يرون الإنكار عليهم ولو بالكلمة.. ويعدونه لو حدث نوعا من أنواع الخروج على الأمراء فهم يعادون أي توجه سياسي مناويء للسلطة انطلاقا مما يعتقدون أنه منهج السلف في السمع والطاعة وحرمة الخروج على الحاكم.. فإذا سئل أحدهم عن الظلم قال: الظلم ظلمات.. وإذا سئل عن ظلم السلطان للرعية قال: ذاك ظلم جنات تجري من تحتها الأنهار.. هم أشداء على الدعاة ولا يجدون لهم عذرا، لكن اذا تلفظ الحاكم بالكفر ومارسه عمليا أو أخل حاكم ما بالولاء والبراء وراقص العدو بالأحضان تلاعبوا بالنصوص ووظفوها حتى يجدوا له ألف مخرج ومحمل..

معول هدم في خاصرة الأمة وأخبث فرقة أنجبها لنا العصر الحديث، وهم بعيدون عن الخوض في السياسة لأن خاتمتها الطبيعية هي الصدام مع ولي الأمر ومساءلته عن الفتيل والقطمير، فلا يقربونها إلا إذا رفع الحاكم الريموت كونترول فيتحولون عندئذ إلى ديفيد هيرست ونعوم تشومسكي لكن بلحى، كما أن لهم موقفا متشددا من العمل السياسي والحزبية والتقارب مع الآخرين في الصف الإسلامي وحتى الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني ويحاولون ببشاعة احتكار اسم السلفية!

– يشنون هجماتهم ويركزونها على كل داعية أو مجاهد أو عالم انتصب للإصلاح في الأمة ولو باللسان.. فلا يعذرونه في خطأ أو تأويل، فبينما يسكتون عن عتاة المجرمين ويجتهدون في التماس المعاذير لهم بل ويمدحونهم نراهم يرمون أهل الفضل عن قوس واحدة “قطبي – سروري – خارجي – تكفيري – إخواني – حزبي” فهم مع الحكام مرجئة ومع الناس خوارج مارقون.. فهم مع الدعاة المخلصين كالذين قال فيهم ابن عمر “شرار الخلق انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين”، ومع الحكام على طريقة من قالوا “لا يضر مع الإيمان ذنب”، يستسهلون الوقع في لحوم وأعراض الناس بصورة فجة وقحة؛ ومن زعمائهم “رسلان و الرضواني وهشام البيلي وحسن عبد الوهاب البنا وطلعت زهران في مصر”، وفي الجزائر “لحسن سنيقرة”، وكبيرهم اليوم في بلاد الحرمين “ربيع المدخلي بمعية عبيد الجابري والريس وسالم الطويل وآخرين”.

ليس بين هذا التيار ارتباطات تنظيمية فى الظاهر، ولا توجد لهم زعامة موحدة، بل زعامات كثيرة متنوعة يتقارب بعضها ويجتمعون في بعض المسائل ويحصل بينهم افتراق واختلاف أحياناُ، وقد يصل إلى حد القطيعة.. يجمعهم حمض نووي واحد ويفرقهم تبديع بعضهم وتعديل بعضهم “ربيع المدخلي يبدع مثلا المآربي طلب ربيع من الحلبي أن يبدع المآربي فلم يقتنع الحلبي فكان مصيره الطرد من سلفية الفرقة الناجية وهكذا دواليك مع المغراوي ويحيى الحجوري وقبل شهرين فقط دشنوا خلافا آخر طرفاه محمد المدخلي وربيع المدخلي”.

– المدخلي يتقرب إلى الله بالبلاغ عنك عند السلطات لمجرد حلقة قرآن أنشأتها في مسجد أو عمل خيري قدمته لللناس فكثير منهم مخبرون وجواسيس، فهم لا ينكرون مبدأ العمل في المباحث أو مبدأ الترصد للدعاة بل ويتقربون إلى الله ببغضهم وبإلحاق الأذية بهم، ومنهم من يستحل الكذب لأجل ذلك، وقد سئل عبد العزيز العسكر عن حكم العمل مع المباحث في شريط مسجل بصوته فقال: “وماذا يضيرك لو عملت في المباحث وقمت بحماية الدولة من المفسدين والخارجين”، ونحو هذا الكلام قاله فركوس والريس ورسلان.

سيطر المداخلة اليوم على دول الخليج ويعملون لحكامه وقد تسللوا إلى مصر أيضا وعملوا بنفس المبدأ مع حسني مبارك واحنوا ظهورهم للسيسي للامتطاء “فرسلان مثلا أسد هصور على الاخوان يكيل لهم السباب ويحذر منهم لكنه نعامة جبانة إذا ما تعلق الأمر بحظر النقاب أو موالاة اليهود أو التمكين للعلمانيين”.. لا يرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا على السلطة ولا على أي مسؤول.. يبررون الظلم والطغيان.. ونهب ثروات الشعوب.. والإنفاق المترف.. منعوا فريضة الجهاد حتى للدفاع عن الأطفال والنساء والأعراض.. وهم لا يرون مواجهة أصحاب الشوكة بحال.. جرموا من يقوم بذلك وحرضوا عليه الحكام، وحدث هذا في العدوان الصليبي الأمريكي في أفغانستان والعراق والصومال وسوريا وحتى غزة، وعندما تحرك الريموت كنترول واقتنعوا أخيرا أن الأمة تذبح من الوريد انتفضوا حمية ونفروا نحو ليبيا لقتال الإخوان وأنصار الشريعة تحت راية حفتر المسنود بطائرات روسيا وفرنسا.

المداخلة يرون أن ما تفعله حماس مثلا ضد اليهود نوعا من العبث، و ويرون في شخص كأبي مازن العميل وليا للأمر لا يجوز الخروج عليه ولا حتى مخالفته!!
– ليس عند المداخلة اشكال في عدم تحكيم الشريعة فهذه المسألة من الكفر الأصغر الذي يجوز التعاطي معه.. ولكن مشكلتهم الكبرى في كل إصلاح يناصبه الحكام العداء..
– المداخلة حجر عثرة في طريق الإصلاح… وتاريخهم بعد حرب الخليج الثانية يشي بأنهم صناعة مخابراتية بامتياز.. يلبسون لباس السلفية زورا و بهتانا.

– ولو كانت قواعدهم مضطردة وتقوم على أساس علمي لما سمحوا بالخروج على مرسي… فهو على أي حال ليس أشر من بشار ولا مبارك ولا السيسي أو السبسي ولا أبي مازن.. لكنهم ولاتباع الهوى لم تجر قواعدهم على مرسي من دون خلق الله جميعا فأيدوا الخروج عليه وخلعه، ولم تجر على أردوغان كذلك وحاكم قطر فهم يحرضون عليهما ليل نهار؟! فأين هذا مما سطروه بدعوى اتباعهم منهج السلف مع ولاة الأمور؟! ألا قاتل الله الهوى.

وفي جهاد السوفييت كانوا يذهبون إلى بيشاور بايعاز من الداخلية السعودية وكانوا يخذلون الشباب عن الجهاد الأفغاني وينشطون في جزيرة العرب فيصرفون الناس عن التبرع للجهاد الأفغاني بحجج كثيرة منها أن الأفغان مشركون قبوريون وأن الحرب في أفغانستان ليست إسلامية وأن كثيرا من قادة الجهاد الأفغاني من مختلي العقيدة وغيرها من الأسباب التي أدت بالكثير للتوقف عن نصرة الجهاد الأفغاني في سنواته الأخيرة وقد كان الشيخ عبد الله عزام يشتكي من هذا الأمر كثيرا وقد تكرر نفس السيناريو بحذافيره في سوريا!!

ويكفيهم معرة أن مخابرات أمريكا بإيعاز من مركز راند توصي بهم خيرا، وتقول في إحدى تقاريرها: “فالولايات المتحدة يمكن أن تدعم اتجاهات سلفية سائدة.. مثل مجموعة المدخلي.. والتي تؤثر في رفع الدعم عن الجهاديين”.

– نعم أمريكا والنظام الطاغوتي العالمي وجدوا ضالتهم في المداخلة.. أمريكا التي تقود حملة الصليب على أمتنا تريد أن تذبح الأمة في صمت.. تريد أن تذبحها والمداخلة يسمون الله.. ليكون الذبح وفق الشريعة.. أمريكا تسعى إلى إحلال إسلام مدجن غير مهاب الجانب ويتلائم وقوانين الكفر العالمية فوجدوا ضالتهم في المداخلة.. فهم لايعادون الاسلام المدخلي الطقوسي.. إسلام الشعائر والعبادات.. إسلام اللحية والسواك.. ولا مانع أبدا عند أمريكا من رؤية مدخلي يصلي ويصوم ويحج ويقضي ليله في التعبد والتسبيح والدعاء عليها.. ويقضي حياته في التوكل والاعتكاف في المساجد وتحصيل المتون والاجتماع على حلقات التدريس.

أمريكا تمانع في عودة الدين المحمدي العملي الذي ينادي بالخروج من هيمنة النظام العالمي والكفر به.. أمريكا تمانع في رؤية سلفي يتعبد ويسبح ويعتكف ويحوز المتون لكنه يتأبط سلاحه إذا نادى مناد الجهاد لدفع المحتل الغاصب.. أمريكا تمانع في رؤية مسلم ينازعها السلطة في توجيه العالم وبنائه على قيم أخرى وينهض في بلده بالعلم والاختراع والتكنولوجيا.. المسلم الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة.. ولا يهمها أبدا شأن ذلك الصوفي المتعبد والمنزوي في زاويته والذي جعل غاية همه الآخرة أو المدخلي الذي يعلمن التدين ويشكلنه ولا يقرب السياسة أبدا بل ويحذر منها.. ونحن وسط بين هذا وذاك فنقول أن من تدين ولم يتسيس فقد ترهبن، ومن تسيس ولم يتدين فقط تعلمن، ومن جمع بينهما فقد تمكن.

ونصيحة أخوية أخيرة.. إذا قدر لك وحاورت مدخليا فاجعل بينك وبينه مسافة المترين أو أكثر حتى لا يعضك وتنتقل إليك العدوى.

(المصدر: هوية بريس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى