مقالاتمقالات مختارة

نقد المتن.. ونقد السند؟!

نقد المتن.. ونقد السند؟!

بقلم أ. محمد إلهامي

من أغرب ما اطلعت عليه، هذه الفقرة، في كتاب حسن حنفي “من العقل إلى النقل”، المجلد الثاني من أعماله الكاملة، علوم الحديث (من نقد السند إلى نقد المتن)

وهو كتاب من سلسلته التي يدعونا فيها إلى إعمال العقل، وهذا الكتاب يركز على مسألة نقد المتن إلى جوار نقد السند، إذ هو لديه قناعة أن المسلمين لم يمارسوا نقد المتن من قبله.

المهم أنه في هذه الفقرة لم يستطع التفرقة بين الحسن والحسين رضي الله عنهما!

فالنبي قال عن الحسن: إن ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. وهو ما كان ووقع بتنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة في عام الجماعة، رضي الله عن الجميع.

صاحبنا حسن حنفي، أخذ الحديث وجعله في الحسين، واستمر يقول: بأن أمنية النبي أخفقت، وقراءته للتاريخ لم تقع، وتنبؤه للمستقبل -مثل باقي الأنبياء- لم يتم.

الرجل الذي يؤلف في علم الحديث كتابا لم يستطع التفرقة بين شخصيتيْن بهذه الشهرة، في موقفين تاريخييْن شهيرين!.. يعني لا علم رجال، ولا علم تاريخ!

ويمضي في الاستنتاج دون أن يفكر في نقد المتن (الذي خصص كتابه من أجل أن يدعونا إليه) ولا حتى نقد سند!

والأخطر من هذا كله، هذه الجملة التي أساء فيها للنبي ولسائر الأنبياء معه!!!!!

هل يمكن أن يكون هذا سهو أو خطأ؟!

لأول مرة تصورته خطأ مطبعيا، حتى أعدت قراءة الفقرة مرتين لأتأكد أن الرجل خلط بين الحسن والحسين، فلم يعرف من الذي قال فيه النبي “إن ابني هذا سيد”، ولو أنه وقف وتردد وشكَّ في نفسه لذهب يبحث عن الحديث فيعرف أنه في الحسن، أو يفتش في ذاكرته ليرى الحديث منطبقا على الحسن.

لكنه مضى متجاهلا كل هذا، ليسطر ما يظن أنه حكمة وقولا فصلا بليغا!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

* الفقرة في ص427.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى