تلقت هيئة علماء المسلمين في العراق باحتساب ورضا؛ نبأ وفاة السيد (يوسف هاشم الرفاعي) العالم والداعية العامل والشخصية البارزة في الكويت، الذي وافته المنيّة يوم الجمعة (30/3/2018) بعد رحلة عطاء وعمل وبذل طويلة.
ولد السيد يوسف الرفاعي ـ رحمه الله ـ عام 1351هـ الموافق لعام 1932م، وحصل على الشهادة المتوسطة عام 1947م، والثانوية في عام 1956م، ثم نال الشهادة الجامعية من قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة الكويت عام 1970م.
شغل السيد الرفاعي مناصب ووظائف عدة طوال حياته، منها: إدارة الجوازات والإقامة، وانتخب عضوًا في مجلس الأمة عام 1963م، وصار فيه أمينًا للسر، ثم عُين وزيرًا للبريد والبرق والمواصلات، ثم وزيرًا للدولة لشؤون مجلس الوزراء. وشغل أيضًا منصبي: رئيس المجلس البلدي، ورئيس مجلس التخطيط؛ في المدة بين عامي (1965م ـ 1970م).
كان المغفور له بإذن الله؛ رجلًا صالحًا وصادقًا ومحبًا للخير، فهو من الرموز الإسلامية التي حظيت باحترام كبير؛ لشخصيته المتواضعة واستقامته ومحبته لأعمال الخير، ومواقفه الشجاعة في الدفاع عن الإسلام وقيمه ونشر الدعوة؛ حيث كان الفقيد عليه رحمة الله، من أبرز الأعضاء المؤسسين لجمعية (الإصلاح الاجتماعي) في الكويت، ومن الناشطين الأوائل في الإعلام الإسلامي في التلفزيون والإذاعة والصحف المحلية؛ إذ أسس مجلة (البلاغ) وهي أول مجلة إسلامية أسبوعية سياسية في الكويت والجزيرة العربية، وشارك بتأسيس (الاتحاد العالمي الإسلامي للدعوة والإعلام) مع عدد من الشخصيات الإسلامية ومركزه في (لاهور) بباكستان، فضلًا عن مشاركاته في الندوات العامة والمؤتمرات الإسلامية العالمية، ومنها: مؤتمر العالم الإسلامي في (كراتشي) بباكستان، الذي صار فيه عضو المكتب التنفيذي، ورئيس لجنة (الأقليات المسلمة)، ثم أصبح نائب رئيس المؤتمر حتى نهاية عام 1992م.
وفي مجال التعليم؛ أسس السيد يوسف الرفاعي ـ رحمه الله ـ معهد (الإيمان) الشرعي في الكويت؛ لتدريس العلوم العربية والشرعية بجانب العلوم الأخرى على منهج المعاهد الأزهرية.
وفي مجال العمل الخيري؛ كانت له مشاركات كبيرة وكثيرة في أنحاء العالم الإسلامي، من أبرزها مشاركته المهمة في تأسيس (الجمعية الكويتية لمساعدة مسلمي بنغلاديش) عام 1980م، التي أنشأت عددًا من المشاريع لخدمة أبناء بنغلاديش: كالمساجد، والمدارس، والمستشفيات.
وتجلت الجهود السابقة جميعًا في بناء علائق وثيقة بين الشيخ -رحمه الله- في الكويت وخارجها؛ نال بها مكانة كبيرة في نفوس الناس؛ وكان مجلسه ممتلئًا دائما بأبناء الجاليات الإسلامية الذين كان يقف معهم ويساعدهم في حل مشكلاتهم، فضلًا عن زواره من خارج الكويت.
تغمّد الله السيد يوسف الرفاعي بواسع رحمته ووافر فضله، وجزاه عمّا قدّم من عمل صالح وجهد كبير في سبيل خدمة الأمة وقضاياها خير الجزاء.
الأمانة العامة
16/ رجب/ 1439 هـ
2/4/2018 م
(المصدر: هيئة علماء المسلمين في العراق)