مقالاتمقالات المنتدى

نعي الحويني علّامة مصر ومحدّث العصر!

المرابطون بأرض المحشر ينعون الحويني علّامة مصر ومحدّث العصر!

بقلم: أ. د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ وقال ﷺ: {العُلَماءُ وَرَثَةُ الأنبِياءِ} فجعت الأمّة الإسلاميّة مساء هذا اليوم الإثنين ذكری غزوة بدر الكبری بفقد الإمام العلّامة الدّاعية الرّبّانيّ أبي إسحاق الحوينيّ رحمه اللّه وأسكنه فسيح جنّاته لقد شهدنا أخيرًا تسارعًا في رحيل العلماء الرّبانيّين العاملين وكأنّ السّماء بدأت تستعيد نجومها قال ﷺ: {النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصحَابِي فَإِذَا ذَهَبتُ أَتَى أَصحَابِي ما يُوعَدُونَ وَأَصحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ} وقال ﷺ: {إنّ اللّهَ لا يَقبِضُ العِلمَ انتِزاعًا يَنتزِعُهُ مِن صُدورِ العِبادِ وَلكن يَقبضُ العِلمَ بِقَبضِ العُلماءِ} وقال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: (موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال اللّه وحرامه) ذلك أنّ التّقيّ العابد يفيد نفسه فحسب أمّا العالم الدّاعية المحتسب فيفيد جميع أفراد الشّعب ولذلك حقّ لأمّتنا الإسلاميّة والجماعة السّلفيّة التي لا تبرّر أخطاء أولياء الأمر ولا تفتي بما يريده سلطان القصر أن تتحسّر لفقد علمائها الأبرار الأخيار الأطهار قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: (خرابها بموت علمائها وأهل الخير منها) ويكفي العلماء ومنهم الإمام الدّاعية الحويني فخرًا وشرفًا أنّ اللّه عزّ وجلّ زكّى شهادتهم في العالمين إلى يوم الدّين فقال تبارك وتعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ وقال ﷺ: {فَضلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِي عَلى أدنَاكُم} وقال ﷺ: {إنَّ اللّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأهلَ السَّموَاتِ وَالأَرضِ حَتَّى النَّملَةَ في جُحرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيرَ} نعم أيّها الإخوة الأعزّاء خاصّة في موطن الإسراء: يحقّ للأرض والسّماء والأمّة جمعاء أن تبكي لموت العلماء الفضلاء لأنّ هؤلاء الأجلّاء حملوا أمانة محمّد ﷺ خاتم الرّسل والأنبياء! ألم تسأل نفسك أخي الكريم في يوم من الأيّام هذا السّؤال: أين يقضي العلماء والدّعاة أوقاتهم وكيف يفنون أعمارهم؟ لقد أفنوا سنوات حياتهم للتّفقّه في الدّين والدّفاع عن الإسلام والمسلمين ونشر العلم بين المواطنين والذّبّ عن سنّة الصّادق الأمين ﷺ إنّهم لم يضيّعوا وقتهم الثّمين كما ضيّعه علماء السّلاطين لنيل حطام حياة الدّنيا المهين ولم يستمتعوا بالشّهوات كغيرهم من الفارغين والفارغات لقد جعلوا من أنفسهم للّه درّهم وقفًا لفاطر الأرض والسّموات لا يريدون من النّاس والفضائيّات مدحًا ولا جزاءً ولا مالًا ولا شكورًا يجهرون بكلمة الحقّ أمام أيّ ظالم ولا يخافون في اللّه لومة لائم وشتّان بين من عاش لنفسه فحسب يعبّ من ملّذات الحياة فيما يغضب الرّبّ وبين من يتفتّت كبده حزنًا على نكبات المسلمين في الشّرق والغرب! سل نفسك أخي الكريم: من سوی العلماء المصلحين وقف سدّا منيعًا في وجه العلمانيّين والسّيداويّين سوی ورثة خاتم النّبيّين؟ إنّ موت علماء الدّين ومنهم سماحة الشّيخ الجليل العلّامة المحدّث المغوار الإمام الحويني ثلمة في الإسلام لا يسدّها شيء ما بقي ليل ونهار! هل تعلم أخي الكريم أنني لا أكتب أيّ مقال إلا بعد أن أراجعه عشرات المرّات لئلا أقع تحت طائلة المسؤوليّة من بني جلدتنا ومن المحتلّين! ليس جبنًا -واللّه يشهد- إنّما من باب: (قليل دائم خير من كثير منقطع) واللبيب المسلم من الإشارة يفهم! أقول في الختام نيابة عن إخوتي علماء فلسطين الأعلام الكرام: رحم اللّه الحويني الإمام علّامة مصر ومحدّث هذا العصر وأسكنه فسيح جنّاته وحفظ اللّه غرباء الإسلام في هذه الدّيار وعلماء الدّين المعاصرين القابضين على الجمر في زمن التّحدّي وما بدّلوا تبديلًا ورحم اللّه من قضى نحبه منهم وجمعنا معهم في مستقرّ رحمته بخير منازل وأحسن مقيلًا!

إقرأ أيضا:سمحاويات …. تأملية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى