بقلم خباب بن مروان الحمد
قمت بجهد مُتواضع بتفعيل النظر في كتاب الله تدبُّراً، واستجمعتُ مقاصد كلَّ سورة من سوره الكريمة، والتفكر في مدلولاتها، حتَّى إذا جمعت المقاصد العامَّة لكلِّ سورة منه، آثرت أن أنظر في القواسم المشتركة الجامعة بين تلك السور، وذكر الشبيه بشبيهه، وإلحاق النظير بنظيره.
فرأيتُ أنّ عامّة المقاصد القرآنية تدعو إلى :
1) ترسيخ العقيدة:
وتحته الكثير من المقاصد الجزئيَّة، كتوحيد الخالق، والحث على العبادة، وتوحيد الأمر والنهي، وبيان أركان الإيمان، والحذر من اتباع الهوى والبدع والشرائع الباطلة أو المنسوخة، وتذكير العباد بالحشر في يوم المعاد، وببعثة الأنبياء ودعوتهم الناس، والحث على الولاء والبراء، والتحذير من الشرك والنفاق، وإسعاد الأنفس بالأمن والاهتداء التام حالة ثباتهم على توحيد الله تعالى.
2) نظام التشريع العام:
وهو مُتناول لكل أنواع التشريعات والأحكام التي شرعها الله لعباده لمعرفة الخالق، بما يُصلح أمر المخلوق، وبيان أنواع من التشريعات المتعلَّقة بين الخالق والمخلوق، أو بين المخلوقين أنفسهم؛ في مجال العبادات أو المعاملات؛ على وجه تكاملي شمولي توازني وسطي، بشريعة سمحة يسيرة.
3) تزكية الأنفس:
وفيها مقاصد جزئية تتناول:الدعوة إلى الأخلاق الحميدة والآداب الفاضلة وإصلاح القلوب؛ ليكون المجتمع الإسلامي ذا سلوك متَّزن ملتزم بثوابت العقيدة والشريعة والأخلاق، سواء أكان ذلك السلوك مع المسلمين أو غيرهم، مع الحث على العمل الصالح في الدنيا وبيان ثمراته ونتائجه الدنيوية والأخروية.
4) صياغة العقول:
لبناء العقليَّة الإسلاميَّة الواثقة من دينها، ودعوة العقول للتفكر والتدبر، في آيات الله المسطورة، ونعمه وآلاءه المنظورة، وتواريخ الأمم والأنبياء المأثورة، وأخذ العظة والعبرة منها، ومحاورة الضالين المنحرفين عن دين رب العالمين، ومجادلتهم ونقض شبهاتهم، وذكر الأساليب النافعة حيال ذلك.
5) الجهاد العام:
بالقيام بدعوة جميع الناس إلى دين الله وتقريبهم منه بالتي هي أحسن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم إكراه الناس على الدخول إلى دين الإسلام، والجهاد في سبيل الله بالقتال دفعاً لكيد الصائلين على بلاد المسلمين وأرواحهم، وقتال من يحول بين المسلمين وبين دخول بلاد أخرى تحت حكم الإسلام ورايته.
6) إقامة نظام سياسي:
حيثُ أنَّ الله استخلف عباده، في هذه الأرض، للقيام بحكم الناس بالإسلام دولة ونظاماً بالعدل والشورى والإحسان، والعمارة والتعاون المثمر لمصلحة المسلم والإنسان، وإصلاح أوضاع معيشتهم واقتصادهم وأموالهم، والقيام بحفظ حقوق الناس، والأخذ على يد من فرَّط فيها.
والله ولي التوفيق
(المصدر: صفحة الشيخ خباب بن مروان الحمد على الفيسبوك)