نتنياهو يستثمر التطبيع مع العرب بإجراءات في القدس
بالتزامن مع موجة تطبيع جماعية ومجانية شهدها مؤتمر وارسو، كثف الاحتلال الإسرائيلي إجراءاته بحق الفلسطينيين وخاصة في القدس، وبحق المسجد الأقصى، سعيا منه لفرض وقائع جديدة.
وسرعان ما أتبع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعلانه -الافتخار بما وصفه الإنجاز التاريخي في وارسو- بإجراءات على الأرض تمثلت في إجلاء عائلات فلسطينية من منازلها بالقدس واقتطاع أموال الشهداء والأسرى، واليوم إغلاق جزء من المسجد الأقصى في محاولة لتقسيمه.
واليوم، شهد الأٌقصى توترا شديدا عقب إقامة صلاة الظهر في منطقة باب الرحمة حيث أغلق الاحتلال بوابة مؤدية إليه بسلاسل حديدية، في إجراء رأى الفلسطينيون أنه خطوة عملية نحو تقسيم المسجد وتحويل جزء منه إلى كنيس.
وعقب ذلك أغلق الاحتلال جميع أبواب الأقصى ونفذ اعتقالات داخل المسجد وخارجه، بينما أصدرت هيئات إسلامية بيانا نددت فيه بمحاولات تغيير الأمر الواقع.
وسبق الاعتداء على الأقصى اليوم إجلاء عائلة فلسطينية من منزل مطل على المسجد الأقصى بزعم شرائه من مالكيه، وسلسلة عمليات هدم لمنازل أخرى بحجة البناء دون ترخيص.
نتنياهو افتخَر بالإنجاز التاريخي له في وارسو (رويترز) |
مسيرة التطبيع
ويربط ناشطون مهتمون بشؤون القدس بين مسيرة التطبيع وما يمارسه الاحتلال على الأرض، ويرون أن خطوات تل أبيب ما كانت لتتم لولا المواقف المتخاذلة من الدول العربية.
واعتبر الناشط أدهم أبو سلمية أن ما جرى تطور خطير في سياق الحرب على القدس والمقدسات، مضيفا “الكيان اليوم يستمد شرعيته من محيط إقليمي يلهث خلف التطبيع مع الصهاينة”.
ونشر الإعلامي والناشط محمد المدهون صور اعتداء جنود الاحتلال على المصلين والمصليات بالأقصى وإغلاق بوابة باب الرحمة، ثم كتب “أرسلوا هذه الصور للمطبعين الذي يهرولون خلف وهم السلام”.
أما الباحث والأكاديمي د. علاء أبو عامر، فاعتبر أن ما يحدث في القدس دليل على أن “العربان تنازلوا عنها تنازلا تاما”.
وذهب الباحث المقدسي رضوان عمرو إلى اتهام العرب بالخيانة، فهو لا يرى أن صمتهم بسبب جهلهم بآلام الأقصى ومعاناته بل “تآمر وخيانة”.
(المصدر: الجزيرة)