مقالاتمقالات المنتدى

مَنهجيةُ خيرِ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ للناس

مَنهجيةُ خيرِ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ للناس

 

بقلم الشيخ محمد الصادق مُغَلِّس (خاص بالمنتدى)

 

صحابةُ الرسول صلى الله عليه وسلم هم أهدَى الناس بعد الرسول ، ولذلك جاءت النصوص المتواترة باتِّباعهم ، وهم في مُقَدِّمة الطائفة الناجية التي هي مُعظَم الآُمة ، والتي نصوصها متواترة ، ومِن ذلك قولهُ تعالى : {ومِمَّن خلقْنا أُمةٌ يَهْدُون بالحقِّ وبهِ يعدلُون} الأعراف ، وهذه الطائفة على مَنهجيَّةٍ (خريطةٍ) هاديَةٍ في كلِّ العصور ، محفوظةٍ بِحفْظِ اللهِ بالمُجدِّدين رأْسَ كلِّ قَرن.

والمنهجيَّةُ (الخريطةُ) مُتَواتِرةٌ إمَّا ألفاظًا ومَعانيَ ، أو في المعانِي في بعض الجوانب ، منذُ عهْدِ الرسولِ وصحابتِه ، وفيها بَيَانُ مراحل الأُمة ، وهي النُّبُوَّة ، والخلافة على منهاج النُّبُوَّة ، والمُلْك العضوض (أُسرةٌ مُسلمةٌ تَعَضُّ على السلطةِ كالأُمويين والعباسيين والعثمانيين) ، والمُلك الجَبْري (العسْكري) ، وأخيرًا الخلافةُ على منهاج النبوة ، وذلك بنزول النبي عيسى صلى الله عليه وسلم أثناءَ هذهِ الخلافةِ في الشام لِقتْل الدجال.

ومِن أبرز دلائل قُربِ ظهورِ الدجال وجودُ دولتِهِ ، وهي دولةُ اليهود .

وقد مَرَّتْ مَراحلُ الأُمة المذكورةِ كما في النصوص ، وصدَّقها الواقع تمامًا ، وبقيتِ المرحلةُ الأخيرة ، ولا بدَّ أن تَقَع كما وقَعَتْ سابقاتُها .

وفي حديثِ جبريل المُتَّفَق عليه – وهو أُمُّ السُّنَّة كما ذكَر بعض العلماء – أنَّ أَساساتِ الدين أربعة ، هي : الإسلامُ والإيمانُ والإحسانُ وأشراطُ الساعة .

ومَعرفةُ الأشراط لا بدَّ مِنها لِمَعرفةِ المنهجيَّة البيضاءِ (أي خريطة الطريق) التي ليلُها كنهارِها .

والصحابة وإن كانوا غير معصومين لكنهم أكثرُ الناس مَعرفةً بهذه المنهجية ؛ فأبو بكر قاتلَ بها المرتدِّين ، وبدأَ بها فتْح فارسَ والروم ، وعُمَرُ سَنَّ سُنَنًا عديدة في ضَوئها ، وكان قُفْلَ الفتنةِ وسدَادَها حتى استُشْهِد ، وعثمان جمَع بها القرآن وسنَّ غزْوَ البحر ، وثبَتَ في الفتنة حتى استُشُهِد ، وعليٌّ كان معهُ الحق ، ومعهُ جمهور الصحابة ، وكان يَستَهدِي في ضوءِ المنهجية (الخريطة) حتى استُشْهِد ، ومَن عارَضَ مِن الصحابةِ فهو مُجتهدٌ باحثٌ عن الحق ، أَوَّابٌ مغفُورٌ له ، لا يجوزُ الطَّعنُ فيه ، فالنصوص مَدَحَتِ الصحابةَ جميعاً .

والحسَن عَمِل بالمنهجية ، وبِمُوجبها تَنازَل لِمُعاوية ، بعد انتهاءِ فترةِ خِلافةِ النبوة .

وخريطةُ المَراحِل المذكورة قَدَرٌ إلهيٌّ في النصوص وفي الوَاقِع .. يبتلي اللهُ بهِ الناس ، لِأَنَّ حقيقةَ الدنيا أنَّها ليستْ جَنَّة .. ومِن ذلك وجود بعضِ المَظالمِ والاختلالاتِ كما في المُلْك العَضوض .

والإسلامُ في الجُملة قائم ، لا يَزُول ، والأُمةُ مُجتمِعة في الجُمْلةِ في دولةٍ كبرى في كلِّ مَراحِلها ، ما عدَا في المُلْك الجبري عندما تشْتَدُّ الغُربةُ ، ويَكْثُر دُعاةُ جهنَّم .

وبدايةُ الأُمة نُبُوَّةُ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم الخاتِمَة ، ونهايتُها نُبُوَّة عيسى صلى الله عليه وسلم ، وهو نبيٌّ سابقٌ ، يَنْزِل لِيَموتَ في الأرض ، ويُقيمَ دِينَ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلَّم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى