إعداد خالد مصطفى
يتعرض المسلمون خلال الفترة الحالية لمجازر بشعة بسبب هويتهم الدينية وهي جرائم تعاقب عليها كافة القوانين الدولية ومع ذلك لم نسمع عن عقوبات ضد هذه الدول من أجل ردعها, كما أن موقف الأمم المتحدة من هذه المجازر يشكل علامة استفهام كبرى ويثير العديد من التساؤلات حول حقيقة دورها ومدى فاعليتها.
الأمم المتحدة في بعض الأحيان تصدر بيانات تكشف عن حجم المجازر التي يتعرض لها المسلمون ولكنها تكتفي بالمطالبات دون اتخاذ خطوات عملية لوقف المجازر وترسل لجانا للتحقيق ولكنها تقف عاجزة إذا رفضت الحكومات السماح لوفودها بالدخول إلى المناطق التي تشهد المذابح..كذلك تقوم الأمم المتحدة حاليا بمحاولة إخفاء الحقائق في بلد شهدت ولا تزال مجازر واسعة النطاق ضد المسلمين هي إفريقيا الوسطى فالأمم المتحدة بعد أن تدخلت في هذا البلد صورت الخلاف على أنه يتركز فقط على نزاع بين ميليشيات “مسيحية” ومسلمة على السلطة وهو أمر غير حقيقي ناهيك على أنها انحازت في هذا الخلاف ضد المسلمين وأجبرت الرئيس المسلم على التنحي وولت رئيسا “مسيحيا” ونزعت السلاح من المليشيات المسلمة وتركت المليشيات “المسيحية” تلعب بالسلاح كما تريد.
الحقيقة أن المسلمين في إفريقيا الوسطى يعانون من الاضطهاد والقتل على الهوية منذ سنوات وهو ما جعل البعض منهم يكون مليشيات للدفاع عن أنفسهم وعندما شعر الغرب بأن المسلمين حصلوا على بعض حقوقهم أوعزوا للأمم المتحدة بالتدخل المريب…في الأيام القليلة الماضية شهد أحد المساجد في قرية دمبي بإفريقيا الوسطى مذبحة مروعة حيث هاجمت مليشيات “مسيحية” المسجد وقامت بقتل أكثر من 20 من المصلين.
وقال أحد النشطاء المسلمين إن “الضحايا كانوا في المسجد عندما قامت مليشات الأنتي بالاكا (المسيحية) باقتحامه وقتلت ما لا يقل عن عشرين من المصلين. وندد بشدة “بتواصل المذابح في هذا البلد “.
إلا أن الأمم المتحدة تجاهلت المذبحة وحاولت أن تساوي بين الضحية والجلاد, وأدانت في بيان لها ما قالت إنها اشتباكات بين مليشيات دفاع ذاتي (مسيحية) ومجموعة أخرى مسلمة، أسفرت عن وقوع قتلى في صفوف المسلمين, ولم توجّه في بيانها إدانة صريحة للمذبحة التي جرت في المسجد …إن الأمم المتحدة تريد أن تغطي على المذابح ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى بهذه الطريقة فهي لم تكتف بأنها لم تتخذ ما يجب عليها من قرارات لحماية المسلمين بل تسعى أيضا لتغيير شكل الأحداث وصرف الانتباه عن حقيقة ما يجري.
هذا الموقف يذكرنا بالموقف الآخر للأمم المتحدة في ميانمار والذي كشف عن انحياز واضح ضد المسلمين لصالح حكومة ميانمار, واعترف أحد مسؤولي الأمم المتحدة بأن رئيسة البعثة الأممية في ميانمار حاولت منع مدافعين عن حقوق الإنسان من زيارة مناطق الروهينغيا الهامة.
إن أزمة المسلمين لم تعد فقط في مواجهة الحكومات التي تضطهدهم ولكن أيضا في مواجهة المنظمات الدولية التي من المفترض أن تحميهم.
(المصدر: موقع المسلم)