مقالاتمقالات مختارة

موسم ” تدنيس العمائم “

موسم ” تدنيس العمائم “

بقلم زهير سالم

احذروا لعبة المنشار ينشركم صاعدا وينشركم نازلا!!
وهذا قول في موقف ضنك، ولكن يجب أن يقال. ولا بد له من حامل . وأن تحامل على حامله بعض الذين لا يعلمون …!!
وأتابع فضاء هذه ” الميديا ” في فضاءاتها المختلفة، فأجد هجمة منظمة ممنهجة على أصحاب العمائم ، تكفيرا وتفسيقا وتأثيما وتخوينا وتسفيها وتصغيرا واستهزاء…
هجمة على رمزية ” العمامة ” وطهرها، ودورها ، ومكانتها في قلوب المسلمين ، وليس على ذراعين من شاش . وهي هجمة مكرسة للعمامة البيضاء ، دون السوداء ، وقد علم الذين يتابعون الواقع ماذا فعل أصحاب العمائم السود بالإسلام والمسلمين!!
وأتابع الحملة على ألسنة وفي صفحات الكثيرين ” حملة مفتوحة مطلقة معمَّمة” تخفي في ثناياها هجوما على الإسلام نفسه ، على عقيدته وشريعته ومنهجه، وينغمس فيها بعض حسني النية من حيث لا يعلمون.
وكأن بعض الذين يباشرون هذه الحملة من أعداء الإسلام قد وجدوا فرصتهم فيما كان من بعض المسيئين والمتهالكين؛ فتناسوا كل أصناف المجرمين ومذاهبهم وعناوينهم ومدارسهم وتياراتهم وطبقاتهم؛ وتعلقوا بهذا الصنف من الناس لا يجدون مسيئا غيره فيرجموه …!! سلم منهم المجرم الأسدي والمجرم الصفوي والمجرم الروسي ، ولم يسلم منهم مَن لن أدافع عنه، ولن ألتمس العذر له . ولو كانوا أخوال ” أبي جهل ” لما قارب الهجوم عليهم المقاربون . كما في حكاية نقض صحيفة الإثم القرشية.
وحتى لا أسبق بالقول أقدم معذرتي فأقول، وأنا مع المنكرين بل الأشد إنكارا على صاحب العمامة يزلُّ أو يذلُّ ، يزلُّ أو يذلُّ وهو يحمل عبأها، ولكن هذا لا يعني أن نؤخذ على غرة، فيصبح خطأ الفرد أو الأفراد مدخلا للطعن في الدين ، والنيل من الإيمان والإسلام وكل مناهج المتقين ..
والذي أريد أن يعلمه كل مسلم وكل حر ..
أن الإسلام “رسالة الله للخلق أجمعين” لم يقم بنيانه على قاعدة ” الوساطة بين الخالق والخلق” فلا كهنوت ولا أحبار ولا رهبان ولا اعتراف، ولا تعميد ولا حُرم ولا صكوك غفران، ولا كل الهذيان الذي يهذي به الهاذون…
أقول لبني قومي في سورية أجمع ..
انظروا إلى صاحب أكبر عمامة ملوثة في سورية الحبيبة، وأنتم تعرفونه كما أنا أعرفه ، ولا حاجة لذكر اسمه ، ثم قيسوا مكانته في منظومة القرار أو الفعل السياسي فهل ستجدونه أكبر من ” طرطور “
فأين هو من سالخ الجلود والقاصف بالسارين وبالبراميل وبكل الإثم الذي تعلمون ؟؟؟؟
أردت أن أقول …
إن كان لبشار الأسد وللزمرة الأسدية فيما ارتكبوا في سورية من شريك في الجريمة والكبرى والجرائم المتشعبة عنها فهو غير هؤلاء ” الضحايا المجرمين” وكثيرا ما نقرأ في علم الجريمة وعلم الاجتماع عن ” الضحايا المجرمين” أو ” المجرمين الضحايا ” الذين يطلب إلى المجتمع أن يتفهم دوافع ” إجرامهم “
منذ يومين أتيح لي أن أستمع إلى برنامج عربي يتداخل فيه ثلة من مثقفين العرب عن الشأن السوري ، وإذا رجلان من عتاة…” ولا أجرؤ أن أسميهم” في بلدهم ينظّرون لبطولة بشار الأسد، ويترضون الشيطان الرجيم على فعله المشين، ويظنون أن لا بأس أن يهلك كل السوريين لتبقى” سورية ” كما يزعمون .!!
.هؤلاء المجرمون هم صناع قرار عربي في بلد عربي ، وليسوا من هذه الطبقة من الناس المستضعفة المستذلة أحيانا بظروفها وأحيانا بما ارتضته لنفسها ..
وهذه معركة لها ما بعدها …
وهذه أيام ضيقة حرجة في تاريخ سورية الحديث، ستلد لياليها لنا أعجب من كل عجيبة ..أيام لا يحس خطورتها من نام فيها ، وما أكثر النائمين ، أيام لا يحسن فيها النوم ، ولا تحسن فيها الغفلة ، ولا يحسن فيها التشاغل. وإن تنم فاعلم أن عدوك لا ينام عنك ، وهذا شأنه ، ” وما يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا “
يجب أن يتنبه كل مسلم وكل حر… لأبعاد هذه الحرب وتداعياتها وأساليبها وأدواتها ، وعناوين وطرائق مكرها …
وأنا لم أدافع ولن أدافع عن عمامة ملوثة في أصلها، ولا عن عمامة اتسخت بفعل التطامن والإذعان …
ولكن أصحاب العمائم الطاهرة الحرة الأبية أولى بنا في هذه الأيام بالحكاية والإشادة والتنويه والتذكير …
أصحاب العمائم الذين ظلوا في تاريخ هذه الأمة مَعلما للحق ، ومعدنا للبطولة ، وموئلا للمظلومين، وغياثا للمستضعفين ..
ولقد جالسنا في حياتنا الكثير من أصحاب العمائم مذ كنا فتية صغارا فعلمونا الرجولة والبطولة والنجدة كما علمونا الصدق والفقه …
وأقول لأبناء الإسلام لقد كانت “العمامة ” برمزيتها وطهرها وستظل، العاصم الأوفى من ضلالة ومن زلل ومن انحراف ..
قيل للأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، إنما يطلب منك الظالم المستبد كلمات، فاشتر نفسك من سوط الجلاد !! فقال : وكيف بمن وراء الباب!!! وكنا وراء الباب أنا وأنتم لنظل نشهد حتى اليوم : أن القرآن الكريم كتاب الله غير مخلوق …
قالوا – المماليك – للعز بن عبد السلام ، نحن على أبواب حرب، ونريد أن نفرض ضريبة ” جهاد ” ، أجاب حتى أنظر ماذا في بيت مال المسلمين !!
فلما نظر ، قال المسلمون في غنى عن الجباية الإضافية وعندهم في بيت المال أموال ، كانت تلك الأموال رقاب الحاكمين …فباع الملوك وانتصر للضعفاء والمحرومين .
وأراد كمال أتاتورك أن يستبدل بالعمامة القلنسوة ، فتحولت العمائم على رؤوس أصحابها حبال مشانق، الألوف من علماء الإسلام واجهوا المشانق غير هيابين ، واقرأ إذا شئت ” سر القبعة ” و ” كفر الذبابة ” لمصطفى صادق الرافعي.
مرة أخرى لا أدافع عن العمائم الملوثة ، ولا عن العمائم المتسخة… ولكن أيها المسلم احذر ..أيتها المسلمة احذري ..
وأقول لكم أمرا : ووالله ما أخرجوهم في مواكب الذلة والمسكنة تلك لأنهم بحاجة إلى أصواتهم ، فأرقام بشار الأسد المعلنة قد قررت قبل أن يكون صندوق… وإنما أخرجوهم ليذلونا بإذلالهم ، وليحطموا صخرتنا بتحطيمهم، وذلك طبع الأشرار المجرمين …
افهموها عني يا كل المسلمين .وأنتم أهل الفهم والعلم والبصر والبصيرة ….
صنعّوا لنا أهل الغلو والتطرف فضربوا ديننا بهم ، وشوهوا مشروعنا الإسلامي برعوناتهم ..
ثم استغلوا خاصرتنا البشرية الرخوة في أمثال هؤلاء ؛ من أناس لا فقه ولا خَلاق لهم ، ومن آخرين لا قِوام لهم ، فجعل بعضنا يلهج ، على عماية في النيل من مكانتهم ومن رمزيتهم ..
إ وذلك طبع المنشار إذا استحكم ، ينشر صاعدا وينشر نازلا ، لنظل ما دمنا مثل الخشب مأكولين …!!!
وعلماؤنا تاج رؤوسنا وعمائمهم عز لهم وشرف لنا …
أيها المسلم احذر …أيتها المسلمة احذري …
اللهم إني أعوذ بك من قارئ لا يريد أن يفهم …

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى