مقالاتمقالات مختارة

منتجعات نظم الاستبداد

منتجعات نظم الاستبداد

بقلم م. هشام نجار

عندما أعدد لكم أهم منتجعات العرب، فهذا عمل خيري أثاب عليه، وسبب ذلك إذا تأخر أحد أولادكم عن موعد حضوره إلى البيت، فاذهبوا مباشرة إلى المنتجع الخاص بدولتكم، واسالوا عنه هناك حيث ستجدون الجواب، فإن لم تجدوا جوابًا، فعلى فقيدكم العوض.
اخترت لكم وصفاً للمنتجع الجديد الذي أقامه بطل الصمود، وباني منتجعات الرفاهية للشعب السوري، والمجهز بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة بديلاً عن معتقل تدمر الذي تم الاتفاق مع داعش الإرهابية على تدميره، فلا يمكن لسيادته أن يرضى بإنقاص منتجع واحد لكم على أرض سورية.
كل سجون نظام الإجرام الأسدي تعتبر مقابر جماعية، وجميعها مجهز بأحدث أدوات التكنولوجيا الحديثة الخاصة بالتعذيب حتى الموت، بعضها ظهر اسمه للعلن مثل سجن صيدنايا ذو المحارق، وسجن المزة ذو المطارق، وسجن تدمر ذو المشانق، وغيرها كثير.
ولكن لماذا تم تدمير سجن تدمر ذي الشهرة العالمية؟ سجن تدمر مصنف دولياً على أنه من أسوأ سجون العالم، وفيه ارتكبت مجازر العصر الشهيرة بقيادة أحد مجرمي العصر رفعت الأسد الذي يتجول اليوم في أوروبا، (بالليموزين) وطائرات الهليكوبتر، فأراد المجرم وريث الإجرام أن يمحو هذا السجن من ذاكرة التاريخ، فكان الاتفاق الشهير، والمعروف بينه وبين داعش بالهجوم على تدمر (كما أوضح في حينه مدير متحف تدمر) واحتلالها لعدة أشهر، وتدمير سجن تدمر حتى يصبح أثراً بعد عين، ولما انتهت مهمة داعش استرجع الروس مع إعلام النظام التلفزيوني تدمر خالية من سجنها، ثم أحضر الروس فرقهم الغنائية الكورالية؛ ليغنوا على مسرحها، وكأن شيئاً لم يكن.
هذه قصة سجن تدمر، لكن كيف يرضى (بطل الصمود) بإنقاص عدد معتقلاته، وهو الذي يضاعفها عاماً بعد عام؟، فأنشأ بدلاً عن سجن تدمر، وعلى مقربة منه، وعلى “السكيت” سجن آخر نموذجي اسمه سجن حسياء على مبدأ أسدي يقول “أغلق مدرسة تفتح سجناً”.
سجن حسياء هذا موجود على بعد 6 كلم من منطقة تدمر باتجاه منطقة “أبو الشامات”، كان نقطة عسكرية قبل أن يحوله المجرم الأسد إلى سجن، وهو يتسع لأربعة آلاف نزيل.
يقع سجن حسياء السري بالقرب من مدينة حسياء في الريف الجنوبي من مدينة حمص بدأ بإنشائه مع بداية الثورة السورية، ويضم هذا السجن الآن آلاف المعتقلين ممن تم زجهم فيه أولاً بأول، والكثير منهم تم جلبهم من سجن حمص المركزي، بعد أن فقدت قوات النظام الأمل في السيطرة عليه، إثر حالات التمرد والعصيان التي شهدها السجن في السنوات الماضية.
ويبعد هذا السجن عن أوتوستراد حمص-دمشق بنحو 3 كم للغرب من مدخل المدينة الصناعية بحسياء.
يقول أحد أبناء حمص إنه سمع من بعض عناصر الأمن بأن سجن حسياء هو بديل عن سجن تدمر، مضيفاً أن “هذا السجن كان في مراحل إنشائه الأخيرة عندما قامت الثورة، وتوجد كتيبة دبابات على سفح جبل قريب منه”.
وأشار محدثنا إلى أن “الكثير من أهالي المنطقة لا يعرفون شيئاً عن سجن حسياء؛ لأنه مسلح ومحصّن، ويبدو كثكنة عسكرية لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.
وأكد أن “ارتفاع السجن نحو 6 أمتار، وأحد طوابقه كقبو تحت الأرض، ويبلغ طوله نحو 150 متراً وعرضه 75 متراً بحسب بنيته الإنشائية الأولى”.
وكشف ابن حمص أنه “بالقرب من السجن يوجد حقل رمي للدبابات من نوع T 55 وهو موجود قبل إنشاء السجن، ولكن تم تحصينه لحماية السجن، ومنع الهروب أو التمرد فيه”.
هذا هو ما يسمى بإعادة تعمير سورية على يد المجرم الأسد، فهذا النظام نجح كمقاول معتمد في بناء السجون، والمعتقلات وتهديم المدن، أما البناء فهو اختصاص أهل الحرية، وسيبدأ بإذن الله بهمة الشعب السوري بعد القضاء على مقاول الفناء.

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى