مقالاتمقالات المنتدى

(مناشدة المحسنين دفع زكاة أموالهم للمنكوبين في فلسطين)

(مناشدة المحسنين دفع زكاة أموالهم للمنكوبين في فلسطين)

بقلم  أ.د. محمّد حافظ الشريدة(خاص بالمنتدى)

يقول اللّه عزّ وجلّ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ وقال النّبيّ ﷺ: {ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ} زكاة المال تطهّر وتبارك المال وهي طاعة للكبير المتعال وإغناء للفقراء أصحاب العيال وإغاثة للأحبّة المنكوبين بسبب الاحتلال! ويجوز تعجيلها قبل أن يحول الحول: لأَنّ العبّاس رضي اللّه عنه سأَل الرّسول ﷺ عن تعجيل زكاة ماله قبل مضيّ الحول مسارعة إِلى الخير فأذن له بذلك! إنّ ديننا العظيم معشر المحسنين يوجب علی القادرين نجدة إخوانهم المنكوبين في غزّة العزّة الأبيّة وفي مخيّمات الضّفّة الغربيّة بأموال الزّكاة فإن لم تكف فبالصّدقات! قال ﷺ: {مَن كانَ مَعهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بهِ علَى مَن لا ظَهْرَ لهُ وَمَن كانَ لهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بهِ علَى مَن لا زَادَ لهُ} وقال ﷺ: {إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ أيْ نفَذ زادهُم وَقَلَّ طَعامُ عِيالهِم: جَمَعوا ما كانَ عِندَهم في ثَوْبٍ واحِدٍ ثمّ اقتَسَمُوا بَينهُم في إناءٍ واحِدٍ بِالسَّويَّةِ فهُم مِنِّي وَأنا مِنهُم} وقد قال جمهور العلماء بوجوب إغاثة الفقراء من أموال الأغنياء إذا لم تكف الزّكاة في سدّ فاقتهم! قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وقال ﷺ: {المُسلِمُ أخو المُسلِم لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَن كانَ في حاجَةِ أخيهِ كانَ اللّهُ في حاجَتِهِ وَمَن فَرَّجَ عن مُسلِم كُرْبَة فَرَّجَ اللّهُ عَنهُ بِهَا كُرْبَة مِن كُرَبِ يَوْمِ القِيامةِ} وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنّ تعجيل الزّكاة قبل وجوبها جائز عند الجمهور! وقالت اللجنة الدّائمة للإفتاء: لا بأس بإخراج الزّكاة قبل حلول الحول بسنة أو سنتين إذا اقتضت المصلحة ذلك! وقال العلّامة ابن عثيمين: تعجيل الزّكاة قبل حلولها لأكثر من عام الصّحيح أنّه جائز لمدّة سنتين مع أنّه لا ينبغي أن يعجّل الزّكاة قبل حلول وقتها اللهمّ إلا أن تطرأ حاجة كمجاعة شديدة أو جهاد أو ما أشبه ذلك فحينئذ نقول يعجّل إخراجها فقد يعرض للمفضول ما يجعله الأفضل! إنّ إخوانكم من المرابطين في الثّغر في أرض المحشر والمنشر بأمسّ الحاجة في هذه الأيّام للتّخفيف ممّا يعانونه فقر وبرد وآلام! قال الصّادق الأمين ﷺ: {مَن جهّز غازيًا في سَبيلِ اللّهِ فقَد غَزا وَمَن خَلف غازيًا في أهلهِ بخيرٍ فقَد غَزا} فأروا ربّ العالمين من أنفسكم خيرًا معشر المؤمنين!.

إقرأ أيضا:بعثة النبي ﷺ ورسالته .. أعظم نعمة وخير عطية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى