من الذاكرة العلمية – 1- | الشيخ د. سالم الشيخي
كلمات أهديها للمسلمين عامة ولطلبة العلم خاصة، جمعت فيها بعض المواقف العلمية التي عايشتها طيلة ربع قرن مضى لعل فيها ما يفيد.
( الشيخ عبدالعزيز بن باز وعلم المنطق.. مدرسة في الإنصاف العلمي )
حدثني شيخي الإمام الطيب الشنقيطي – رحمه الله – عندما كنت أدرس عليه شرح الإمام الزرقاني على موطأ مالك – رحمه الله – والشرح الكبير على مختصر خليل للدردير- رحمه الله – في مكة الكرمة عام 1994م، بأنّ الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة – رحمه الله – طلب من الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي صاحب تفسير أضواء البيان – رحمه الله – أن يدرس كتاب الحموية وكتاب التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – لطلاب المعهد الديني في الرياض، فقال له الشيخ محمد الأمين: هذه الكتب فيها كثير من المصطلحات المنطقية التي استخدمها شيخ الإسلام ولا بد من تدريس الطلاب مقدمة في علم المنطق قبل دراسة هذه الكتب، وكان الشيخ محمد بن إبراهيم لا يميل إلى دراسة المنطق ويمنع ذلك، فرفض طلب الشيخ محمد الأمين، فرفض الشيخ محمد الأمين أن يدرس هذه الكتب أو غيرها من كتب العقيدة المقارنة إلا بعد تدريس المنطق، وبعد أن تأسست الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وترأس الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – الجامعة وطلب الطلب نفسه من الشيخ محمد الأمين بتدريس الكتب نفسها لطلبة كلية الدعوة وكان جواب الشيخ محمد الأمين الجواب نفسه، فما كان من الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – إلا أن طلب من الشيخ محمد الأمين أن يدرس عليه علم المنطق وبعد ذلك يقرر، فدرس الشيخ عبد العزيزبن باز على الشيخ محمد الأمين ألفية الشنقيطي في المنطق، وبعد الانتهاء من دراسة المنطق طلب الشيخ عبد العزيز بن باز من الشيخ محمد الأمين أن يضع كتابا مختصرا في علم المنطق يدرسه لطلبة كلية الدعوة في الجامعة الإسلامية فكان كتاب آداب البحث والمناظرة.
هذه قصة خذوها عني بسند عال، والله على ما أقول شهيد .
الدرس المستفاد: هو ضرورة تحلي طالب العلم بالإنصاف العلمي، ونبذ تقليد الآخرين في الحكم على العلوم والكتب والأشخاص دون الوقوف على حقائق الأمور.
رحم الله الجميع.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)