مقالاتمقالات مختارة

من أجل محاصرة ذيول إيران في العراق | بقلم د. محمد عياش الكبيسي

من أجل محاصرة ذيول إيران في العراق | بقلم د. محمد عياش الكبيسي

لا ينكر أي عاقل منصف أن ثورة الشباب قد انطلقت بروح جديدة فاجأت العالم بوعيها ووطنيتها وشجاعتها وتماسكها وحسن تنظيمها، إنها ثورة ثقافية قبل أن تكون ثورة حقوق أو مطالب، وسنرى آثارها -إن شاء الله- في كل مجال من مجالات الحياة في هذا البلد الجريح.

إن هذه الروح الجديدة من شأنها أن تجذب كل يوم جنودا ومؤيدين، حتى من أولئك الذين كانوا قد قتلهم اليأس أو أعمتهم الطائفية أو ضعفت نفوسهم أمام نهر الفساد الجارف، أو كانت لهم مواقف تتناسب مع تلك الحالة الاستثنائية التي مرّ بها العراق عقب الاحتلال الأميركي ثم الإيراني.

إن كثيرا من هؤلاء الشباب أنفسهم كانوا يؤيدون هذا الحزب أو ذاك، وينتظرون الفتوى من هذا المعمم أو ذاك، وربما كان بعضهم يحمل السلاح مع هذه المليشيات أو تلك، ولكن طول المعاناة والتجارب القاسية قد صنعت فيهم هذه الروح الجديدة وهذا الوعي الجديد، ومن ثم فهؤلاء جميعا يستحقون منا الدعم وأن نتفهم الأسباب التي كانت قد دفعتهم لذلك السلوك الخاطئ.

إن الطريق أيها الشباب لا زال طويلا، وإننا لا ينبغي أن نزهد بأي طاقة مضافة إلى رصيد هذه الثورة، إذا جاءت ممن يعلن ولاءه بشكل واضح للعراق.

إنه كلما اتسعت مساحة المؤيدين للثورة سيضيق الخناق على عملاء إيران وذيولها الحقيقيين الذين لا يستطيعون عنها فكاكا، وسينكشفون بشكل واضح ويتعرّون على حقيقتهم، بخلاف ما لو منحناهم نحن الفضاء الذي يتنفسون فيه ويخلطون فيه أوراقهم.

باختصار: كل من يقول اليوم: أنا مع العراق وضد الاحتلال الإيراني فمرحبا به، بشرط أن يعلن عن موقفه هذا أمام الملأ.. والله حسيبه.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى