مقالاتمقالات المنتدى

مقتطفات من كتاب (الإسلام ثوابت ومحكمات) للدكتور محمد يسري إبراهيم | (10) العبادة

مقتطفات من كتاب (الإسلام ثوابت ومحكمات) للدكتور محمد يسري إبراهيم | (10) العبادة

 

بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)

 

العبادة

معنى العبادة وما يدخل فيها

العبادة لله وحده غاية خلق الثقلين، وخلافة الله في أرضه إنما تكون بأداء فرضه، والعبادة تشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من قول وعمل، ظاهر وباطن، كما تشمل كل عمل وقول مباح يتحول بالنية إلى طاعة، وتتناول ترك كل منهيٍّ عنه بنية التقرب إلى الله بترك المنهيات.

والعبادة تشمل فروض الأعيان والكفايات من شعائر النُّسك والفرائض والنوافل، وأعمال البدن والقلب التعبدية، وكل عمل كان في أصله مشروعًا، وأدِّي على وجه الاتباع لرسول الله ﷺ، ولم يعارض أو يشغل عما هو أوجب وألزم فهو داخل في مفهوم العبادة بالمعنى العام.

قال الله تعالى:

قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُۥ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ .
(6 : 162-163)
[الأنعام: 162- 163].

 

شرطية الاتباع والإخلاص في العبادة

والعبادة إن لم تكن بالوحي مشروعة فهي ممنوعة، فالأصل فيها الحظر والتوقيف حتى يأتي دليل المشروعية، فأصل الدين أن يعبد الله وحده، وأن يعبد الله بشرعه، وهذا هو الاتباع، وهو أصل في قبول العمل.

 والإخلاص لله في العبادات حقيقة الدين، وشرط قبول الطاعات، وهو تصفية العمل من كل شوب، وإفراد الله تعالى بالقصد في الطاعات والحركات والسكنات.

وبتفاوت الإخلاص في القلوب تتفاوت منازل العاملين، إذ مدار القبول عند الله على السرائر لا على مجرد الظواهر.

والرياء، والشرك الأصغر من قوادح القبول ومحبطات الأعمال.

قال تعالى:

قُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌۭ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُوا۟ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًۭا صَٰلِحًۭا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا
(18 : 110)
[الكهف: 110].

 

العبادة وظيفة العمر ولا تسقط بحال

العبادة وظيفة العمر التي ليس لها غاية تنتهي إليها حتى تبلغ الروح منتهاها، وحتى يبلغ الكتاب أجله!

فالقلب لا ينقطع عن التعبد إخلاصًا وتعظيمًا لله وتأليهًا، والجوارح لا تنقطع عن الفرائض امتثالًا، وعن النوافل استكثارًا، ليلًا ونهارًا، وهذا الدوام على العبادات صفة الأنبياء والأولياء، وسبيل الصالحين والمتقين، ومن ادعى أن العبادات وسائر التكليفات قد سقطت عنه لبلوغه رتبة في الدين، فهو أحد الزنادقة المفترين.

قال الله تعالى:

وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ
(15 : 99)
[الحجر: 99].

 

 أنواع العبادات وأحكامها

والعبادات فرائض مكتوبات، ونوافل مستحبات، والفرائض أعظم أجرًا وأوجب على كل مكلف، والفرائض والنوافل متعلقان بعبادات القلب والقالب، والباطن والظاهر.

وعبادات القلب أفرض وألزم، وأثوب وأدوم، وهي أصل الدين، وعبادات الجوارح تبع لعبادات القلوب، والموازنة مطلوبة بين إقامة العبادات القلبية والعبادات الظاهرة والعملية.

والفرائض يجب الإتيان بها من غير تفريط، والنوافل يستكثر المسلم منها من غير غلو ولا إفراط.

ومن فرائض العبادات: الصلاة والزكاة والصيام والحج، ولكلٍّ شروطٌ وكيفيات وموانع ومبطلات فَصَّلتها السنة المطهرة، فيتعين العلم بها.

 ***

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى