مفهوم الجاهلية وعلاقته بالتكفير دراسة تقويمية
إعداد أحمد بوعود
عاشت الأمّة الإسلامية بعد عصر النبوة والخلافة أزمانًا كان الانحطاطُ عُنوانَها، والفجوةُ بين الشريعة وواقعها سمتَها، ولم يجد بعض العلماء والدعاة والمفكرين وصفًا يصفون به الأمّة وهي في هذا الحالة غير وصف “الجاهلية”! معتبرين أنّ ما تعيشه الأمّة هو جاهلية لا تختلف عن جاهلية العرب قبل الإسلام.
إنّ من شأن هذا الوصف أو الحكم أن يقود إلى تكفير المجتمع، وأن يُجري على المسلمين ما أُجري عن الكفّار والمشركين معاصري الوحي، وعليه كان الحكم بالجاهلية على المسلمين طريقًا سهلًا إلى التكفير والتطرف والعنف.
والباحث في المكتبة الإسلامية لا يجد دراسات كافية تربط بين مفهوم الجاهلية والتكفير، بل إنّ البحث في قضية التكفير يُغفل مسألة وصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية وتأثيرها في الحكم بالتكفير عليها، ومما يُؤسف له وجود كثير من الدعاة لا يدركون عواقب إطلاق وصف الجاهلية على الناس والمجتمعات الإسلامية ويحتجّون لذلك بآراء علماء محقّقين، وهي في واقع الأمر بعيدة كل البعد عما يقصدون.
لذا فإنّ هذا البحث يبيّن الارتباط بين وصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية والتكفير الذي يلجأ إليه كثير من الأفراد وكذلك بعض التنظيمات الدعوية. وذلك من خلال بُعدين:
بُعدٌ تحليلي: يحلل الآراء الواردة في الموضوع والمتعلّقة بمفهوم الجاهلية، وذلك بالبحث عن أصل المفهوم وجذوره، وتتبّع هذا المفهوم عند بعض روّاد الحركة الإسلامية، والآثار المترتبة على القول به.
وبُعدٌ تقويمي: يبيّن العلاقة بين وصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية وبين التكفير، ومدى الارتباط بينهما، مع استعراض آراء بعض العلماء التي تبيّن خطر هذا القول.
وهو مكوّن من ثلاثة مباحث بعد المقدّمة:
المبحث الأول: معنى الجاهلية في اللغة والقران الكريم والسنة النبوية.
المبحث الثاني: مفهوم الجاهلية والتكفير، عرض نماذج وتحليلها.
المبحث الثالث: هل يصح وصف المجتمعات المعاصرة بالجاهلية؟
ثم الخاتمة التي تتضمن نتائج البحث والتوصيات.
لتحميل البحث بصيغة PDF .. اضغط هنا
(المصدر: موقع “على بصيرة”)