مفتي مصر يشن حربا على سيد قطب
إعداد عبدالله حامد
طالب مفتي الديار المصرية شوقي علام بحظر أفكار منظر جماعة الإخوان المسلمين الراحل سيد قطب، وفي سياق ذي صلة ألغت إدارة جامعة الأزهر مؤخرا رسالة دكتوراه لمدرسة مساعدة في كلية التربية بعنوان المرأة في كتاب “في ظلال القرآن” لسيد قطب.
وانتقد المفتي منظّرَ الإخوان، محملا إياه المسؤولية عن نشر “نزعات العنف والتكفير والغلو في العالم الإسلامي”.
وطالب بحظر مناقشة أي أفكار أو آراء لقطب في أي أبحاث ودراسات سواء للماجستير أو الدكتوراه أو الترقية للدرجات العلمية.
وقال علام خلال مشاركته في مناقشة إحدى رسائل الدكتوراه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر إنه “من العار أن يدرس باحثون في جامعة الأزهر أية أفكار أو مؤلفات لقطب للحصول على الدكتوراه والماجستير”.
واعتبر علام -الذي يعد أكثر المفتين في تاريخ مصر تصديقا على أحكام إعدام سياسية- مناقشة أفكار قطب جامعيا وصمة عار في جبين الأزهر.
ودعا الجامعة لوضع حظر لمثل هذه الدراسات والأبحاث نهائيا، وإلغاء أي موافقات مسبقة على رسائل علمية تدور في هذا السياق.
وأثار حديث علام عن حظر دراسة مؤلفات وتراث سيد قطب موجة استياء بين أساتذة وطلاب الجامعة. واتهم أستاذ بكلية أصول الدين المفتي بمنافقة السلطة.
إدارة جامعة الأزهر ألغت رسالة تناقش أفكارا لسيد قطب (الجزيرة) |
إلغاء بحث
وفي سياق ذي صلة، أقدمت إدارة جامعة الأزهر على إلغاء رسالة دكتوراه لمدرسة مساعدة في كلية التربية بعنوان المرأة في كتاب “في ظلال القرآن”.
وجرى الإلغاء رغم وجود موافقة مسبقة على الرسالة منذ سبع سنوات من قبل مجلس القسم وكلية التربية بالجامعة ومن مجلس جامعة الأزهر، وانتهاء الباحثة من إعدادها وطلبها الموافقة على تحديد جلسة المناقشة وتسمية أعضاء لجنة المناقشة والحكم على الرسالة.
ويأتي الإلغاء مع تصاعد الحملة ضد سيد قطب داخل أروقة جامعة الأزهر في ظل مناخ معاد للحركات الإسلامية ورموزها، وكل ما له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها قطب.
وتتعلق الرسالة التي صدر قرار بإلغائها بكيفية معالجة كتاب الظلال للنصوص الخاصة بالمرأة في القرآن الكريم، وكيف تعامل الكتاب مع حقوق المرأة وتوظيفها لمعالجة ومواجهة حملات تشويه موقف الإسلام من المرأة.
وحاولت الباحثة بشتى الطرق إقناع إدارة قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية وإدارة الدراسات العليا بالجامعة بعدم وجود أية تبعات أو أبعاد سياسية للرسالة، فضلا عن محاولة توضيح مدى قسوة إهدار جهد علمي استمر سبع سنوات.
غير أن إدارة الجامعة ردت بحسم بأن الرسالة لن تناقش ولن تقر ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتمادها من قبل الجامعة.
وإزاء تعنت إدارة جامعة الأزهر هددت المدرسة المساعدة بإقامة دعوى أمام القضاء الإداري لدفع الجامعة للموافقة على الرسالة وتحديد لجنة المناقشة والحكم.
غير أن جهات نافذة دخلت على خط الأزمة ومارست ضغوطا على والد الباحثة مع تهديده بعواقب وخيمة حال إصرار ابنته على المضي قدما في الدعوى القضائية التي أقامتها، مع وعد بتسهيل حصول الباحثة على درجة الدكتوراه في حال اختيار موضوع جديد ووعد بتعيينها بدرجة مدرس.
وقطب يعتبر مفكرا إسلاميا وأديبا وكاتبا، ويعد من أهم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث، وأكبر ملهمي الحركات الإسلامية الحديثة، وانتمى للإخوان المسلمين وأعدم سنة 1966، وخاض معارك فكرية وسياسية، وترك عشرات المؤلفات ومئات المقالات، وتميز منها تفسيره “في ظلال القرآن” الذي قدم قراءة جديدة للقرآن الكريم.
(المصدر: مدونات الجزيرة)