أكد الدكتور إبراهيم أبو محمد، مفتي أستراليا، أن “بلاده لا تزال نصيرًا للحرية والكرامة، ودوحة للسلام والأمان والعدل، وساحة مفتوحة الآفاق ترسم بحرف العطاء المضيء بسمة الأمل على كل الشفاه البائسة”.
وقال أبو محمد في كلمته التي ألقاها بمؤتمر تنمية الأوقاف في البلاد غير الإسلامية، إن المسلمين عمومًا، وبشكل مخصوص في القارة الأسترالية يتطلعون من خلال مؤتمر الوقف الثاني، إلى أمل ورجاءين اثنين.
وأضاف قائلاً: “الأمل أن نستفيد كجالية في مجتمع المهجر من وجود مجموعة من الباحثين النابهين بيننا اليوم وهو وجود يشكل لنا ثراء فقهيًا وثقافيًا يفتح نوافذ أمام الفكر الإسلامي في المهجر ليساهم ويجدد ويضيف.
وأما الرجاء الأول: فهو أن تكون لأستراليا يد طولى في هذا العمل الإنساني، الذى تبشرون به، وتسافرون من أجله، تعريفا به، وشرحا لمقاصده السامية، ودعوة إليه، وانتشارا للوعى به ونشر ثقافته.
وتابع: “الرجاء الثاني فهو: أن تكون رحلتكم ذات البعد الإنساني في توسيع دوائر الخير في الناس والأشياء، فاتحة لخير إضافي، تشهد لنا نحن كأبناء لكم في استراليا، كما تشهد لكم كأهل لنا في الوطن الأم بأن الإسلام وأهله وأبناءه في الداخل والخارج وحيثما حلوا أو ارتحلوا يحملون للناس جميعا رحمة الله للعالمين وأن وجودهم حيثما كانوا إضافة أخلاقية وحضارية.
واستكمل كلمته قائلا: “بعيدا عن تعريف الوقف بأنه هو حبس الأصل وتسبيل المنفعة فإنه يمثل حماية وحصانة لمصادر الخير من الذوبان والتآكل، كما أنه يرشد ويمنع ما أسميه “فوضى الإحسان” من هدر الأصول وضياع المصادر الرئيسة لروافد ذلك الخير، وفي ذات الوقت يحمي تصرفات القائمين على هذا الخير من عشوائية العطاء الذي لا يخضع ليس فقط للمراقبة والضبط والحساب، وإنما أيضًا للتنمية والتطوير وتدوير المنافع، ومن ثم يحقق هذا الوقف ضمان الوعي المصاحب لسعى أهل الخير في الاستمرار والديمومة بترشيد الأداء وشكر النعمة”.
وعن الإحساس بالنعمة ووجوب شكرها قال: “وللنعمة أيها السادة والسيدات لسان تخاطب به ربها فتقول: يا رب، أبقى في بيت فلان فإنه كلما رآني فرح بي وشكرك عليَّ، بينما تقول نعمة أخرى يا رب أخرجني من بيت فلان فإنه كلما رآني لم يفرح بي ولم يشكرك عليَّ.. والوقف أيها السيدات والسادة يمثل أعلى درجات الإحساس بالنعمة وأرقى أنواع الشكر عليها بضمان دوامها واستمرار خيرها”.
وأضاف أن أوقاف أستراليا تهدف للارتقاء بالقطاع الثالث وتعزيز دوره في نشر مفهوم التكافل الاجتماعي الذى من شأنه أن يؤمن الترابط بين جميع أفراد المجتمع وخلق جو من الرحمة والألفة بينهم وذلك بتلبية احتياجات الفئات المعسرة والارتقاء بالمستوى العلمي والصحي لتلك الفئات.
ولفت إلى أن مشروعات الوقف تتجلى فيها قدرة عقلية الفقيه الباحث وعقلية الاجتماعي المخطط.
المصدر: الملتقى الفقهي.