مقالاتمقالات مختارة

معالم في الأساس التربوي عند “العدل والإحسان” المغربية (3من4)

معالم في الأساس التربوي عند “العدل والإحسان” المغربية (3من4)

بقلم عمر أمكاسو

تعدّ جماعة العدل والإحسان، واحدة من كبريات الحركات الإسلامية في المغرب، وعلى الرغم من أن لها قيادات معروفين ومواقع رسمية على الإنترنت، فإن السلطات المغربية لا تزال تعدّها جماعة محظورة، وهو تصنيف ترفضه الجماعة، وتقول إنها حصلت على ترخيص رسمي في الثمانينيات.

بعيدا عن الإشكال القانوني والسياسي، تفتح “عربي21” ملف المقومات الفكرية والسياسية لجماعة العدل والإحسان، بقلم واحد من قياداتها، وهو الدكتور عمر أمكاسو، وهو بالإضافة لصفته باحثا في التاريخ، فهو مسؤول مكتب الإعلام وعضو مجلس الإرشاد في الجماعة.

سادسا: وسائل التربية الإيمانية الإحسانية عند جماعة العدل والإحسان

تقديم: بعدما وقفنا في الجزءين السالفين من موضوع “الأساس التربوي عند جماعة العدل والإحسان” على خمسة محاور منه، وهي: أولا ـ مدلول التربية في مشروع الجماعة، ثانيا ـ محورية التربية ومركزيتها في مشروع الجماعة، ثالثا ـ شروط التربية الإيمانية الإحسانية، رابعا ـ غايات التربية الإيمانية الإحسانية، خامسا ـ خصائص التربية الإيمانية الإحسانية.. نتوكل على الله تعالى في هذا الجزء الثالث للتطرق للمحور السادس من هذا المبحث وهو: “وسائل التربية الإيمانية الإحسانية عند الجماعة”.

يمكننا حصر أهم هذه الوسائل في أربع وسائل أساسية:

1 ـ القرآن الكريم، حفظا وتلاوة وتعلما واستماعا وتدبرا:

تولي الجماعة عناية كبيرة للقرآن الكريم، من خلال لجنة القرآن الكريم التي تسعى إلى:

ـ فتح مدارس ومحاضن لحفظ وتجويد القرآن الكريم، وتعميم ذلك في كل جهة أو شعبة؛
ـ السعي لجعل القرآن الكريم همَّ كل مؤمن ومؤمنة حفظا وفهما وتعليما وتبليغا؛
ـ الاطلاع على التجارب الناجحة في الحفظ والتجويد، والاستفادة منها؛
ـ البحث والإبداع في طرق تيسير حفظ كتاب الله للجميع؛
ـ تعميم حد أدنى من التجويد لمحاربة اللحن الجلي، وتوسيع دائرة من يضبطون هذا الفن؛
ـ السعي لتخريج أفواج من القراء المتقنين؛
ـ تأهيل القراء لضبط الروايات، وتلقيها بالسند، والاستزادة لاكتساب القراءات؛
ـ الإسهام في التمكن من علوم القرآن الكريم والإحاطة بها؛

ويمكننا رصد خمسة أشكال من الاهتمام بالقرآن الكريم في الجماعة تحت شعار “مدرسة قرآنية متنقلة عبر الأجيال”:

ـ ورد الحفظ: بأن يكون لكل عضو ورد يومي من حفظ كتاب الله، وأن يراجع ويتثبت ما حفظ، حتى لا يتفلت منه، وخير التثبت ما كان في النوافل، وخير النوافل ما كان في نافلة الليل، أي في قيام الليل. وطالما حث الإمام رحمه الله الإخوان والأخوات في كل مجلس على ألا ينصرم العمر إلا وقد أخذوا العزم على حفظ كتاب الله عز وجل، وأن يكونوا مدرسة قرآنية متنقلة عبر الأجيال.

ـ ورد التلاوة اليومية: أن يكون للمؤمن والمؤمنة ورد قرآني يومي، لا أقل من حزبين في اليوم، حتى لا يمضي عليه الشهر إلا وقد ختم كتاب الله سبحانه وتعالى، وإن زاد كان أفضل. فخير ما يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، هو ختمات القرآن.

ـ ورد تلاوة السور والآيات الفاضلة: بالإضافة إلى القراءة اليومية لكتاب الله عز وجل، هناك بعض السور وبعض الآيات الفاضلة، التي وردت فيها أحاديث كثيرة، تُحَبِّبُ وتندب وتحض المؤمن والمؤمنة على الإكثار من تلاوتها يومياً. وقد عمد الإمام رحمه الله إلى هذه الأحاديث، فجمعها ورتبها كما وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان يقرأ هذه السور وهذه الآيات الفاضلة يوميا خمس مرات، وحَثَّ على أن تكون لها قراءة يومية ما أمكن، لِما فيها من خير وطهارةٍ للقلوب. (لمعرفة هذه السور والآيات، يمكن تحميل تطبيق السور والآيات الفاضلة من هذا الرابط: https://new.yassine.net/2020/03/تطبيق-سور-وآيات-فاضلة/).

ـ ورد الاستماع: أن يكون الاستماع للمجودين وللمقرئين المجيدين لكتاب الله سبحانه وتعالى في كل يوم، تطهيراً للقلوب وتعلماً لقواعد التجويد.

ـ اتخاذ القرآن الكريم منهجا للحياة: والاجتهاد في العمل به وتبليغه والسعي لتحكيمه. وهذا هو لب وجوهر دعوة الجماعة وديدنها. (بتصرف من مقال: ذ. عبد الكريم العلمي: “القرآن الكريم والسور الفاضلات باب القرب من الله” https://www.aljamaa.net/ar/159077/ذ-العلمي-القرآن-الكريم-والسور-الفاضلا/).

عموما، للقرآن الكريم حضور قوي ودائم في كل برامج الجماعة، من ذلك:

ـ في المدارس القرآنية والمِقْرَآت: تخريج حفاظ ومتقنين.
ـ في الجلسات التربوية: الحفظ والاستظهار
ـ في الجلسات التعليمية: المدارسة والتفسير والتجويد.
ـ في الرباطات التربوية ومجالس النصيحة: الحفظ والاستظهار، وتعلم قواعد التجويد وتحسين التلاوة، والختمات الجماعية، وقراءة الورد القرآني والسور والآیات الفاضلة.
ـ في محاضن الأطفال: برامج خاصة…..

2 ـ يوم المؤمن وليلته:

يعد “يوم المؤمن وليلته” بَعْد الصُّحْبة، لبَّ المشروع التربوي للجماعة، بل هو غذاء الصحبة وبرنامجها، لذلك يستحق منا بعضَ التفصيل، اقتباسا من مقالة نشرها موقع الإمام لعضو مجلس الإرشاد المهندس محمد سعودي، (https://www.yassine.net/ar/2020/03/يوم-المؤمن-وليلته-2/).

إن الهدف الأكبر للجماعة هو العمل على صياغة مؤمن شاهد بالقسط قوي أمين، قائم لله ثابت لا يتزعزع مهما كانت العقبات، وبناء جماعة مؤمنة مجاهدة تواجه عقبات الحاضر وتهيئ للمستقبل. ولن يتحقق هذا إلا بتربية إيمانية جهادية، أحد أعمدتها يوم المؤمن وليلته. يقول تعالى: “ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً” (سورة الملك، 2)، فعُمُر المؤمن رأس ماله، وما بين ميلاده وموته فرصة للعمل استعدادا للقاء ربه، لذلك عليه أن يعرف ما يتطلبه الوقت من عمل القلب واللسان والجوارح ويتحراه ويجتهد في القيام به، حتى يقع موقعه من الموافقة للمقصود، ومن القبول عند الله عز وجل.

وهناك خمسة مقاصد وغايات من “يوم المؤمن وليلته” ترتقي بالمؤمن والمؤمنة في مدارج الإيمان والإحسان، يكمل بعضها بعضا:

ـ أن يمسك المؤمن زمام نفسه عن التسيب في الأوقات، أو إنفاقها فيما لا ينفع نفسه أو غيره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام البخاري: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.

ـ أن يختار المؤمن صفوة الأعمال لصفوة الأوقات، فقد جاء في وصية أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما حين استخلفه: “اعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار”.

ـ أن يخرج المؤمن من زمن العادة إلى زمن العبادة والجهاد، فترسخ قدمُه في عبادة الله، قائما بين يديه لا يَفْتُر، مجاهدا في سبيله لا يكل ولا يمل. مما يُنسب للإمام علي كرم الله وجهه قوله: “مَنْ أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عَقَّ يومَه، وظلم نفسَه”.

ـ أن يخرج المؤمن من ظلام الغفلة إلى نور اليقظة ويصبح عبدا ذاكرا لله. قال تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ” (آل عمران، 190 ـ 191).

ـ أن ينتقل المؤمن من أعمال الجوارح إلى أعمال القلب، ويُربَّى على لزوم باب العبودية امتثالا دقيقا لأمر الله عز وجل، وحضورا قلبيا عند ذكره، ووقوفا دائما بالباب، وتذللا بين يدي رب الأرباب.

وينجمع المؤمن على الله، ويستحضر ربه في كل أحيانه وأحواله، ويكون مع الله ولله وبالله، فيصير بإذن الله مستودَعاً لأسرار الله وأنواره.

و”يوم المؤمن وليلته” منظومة حياة تخفف وطأة التجاذب بين الواجبات، وتنظم الأعمال بين الأوقات بانسياب يُيسر اللهُ به للمؤمن الاهتمامَ بلب الأمور وجوهرها، فتتعود النفسُ إسلاسَ القياد بإذن ربها.

ويمكننا تقسيم اهتمامات أوقات المؤمن في اليوم والليلة إلى:

ـ أوقات للتقرب إلى الله عز وجل بالفرض والنفل، ابتداء بإقامة الصلاة المفروضة في الجماعة وفي المسجد، رأس الأمر وعماد الدين، وصلاة الليل الأشد وطأً والأَقْوَم قيلا، ورواتب الصلاة ونفلها.

ـ أوقات المهنة والمدرسة والأسرة والشغل والتحصيل العلمي.

ـ أوقات لتلاوة القرآن الكريم وحفظه ليرفع الله به الدرجات، والإكثار من ذكر “لا إله إلا الله” يجدد الله بها الإيمان، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الله بها من الظلمات إلى النور، فضلا عن الاستغفار والتسبيح.

ـ أوقات لحضور مجالس الذكر والإيمان، حيث يتملق العبيد لله ويرتعون في رياض الله، ويحصل فيها التجالس في الله، والتزاور فيه، والتحاب فيه، والتبادل فيه والتناصح فيه، والتصافي.

ـ أوقات للدعوة إلى الله والجهاد في سبيله سبحانه وتعالى، يهدي بها الله على يدك مَنْ تجدهم ذخرا لك يوم القيامة، وتتخللها صحبة للمؤمنين، وجهاد في صفهم، وصبر للنفس معهم، وذلة عليهم، وخدمة لهم، وأدب معهم، ودعاء لهم، حتى يقوي الله صف الدعوة ويحقق به موعوده.

ـ أوقات للدعاء مخ العبادة، وقرب العبد من مولاه عز وجل، تصحب المؤمن طيلة يومه وليله، دعاء المسألة ودعاء العبادة الذي يشمل جميع القربات الظاهرة والباطنة. ثم دعاء الرابطة بروحه وتفصيله.

ـ أوقات للتفقه في الدين، خاصة فقه العبادات والمعاملات….

ـ أوقات لمحاسبة النفس، وتجديد التوبة ومناجاة الله تعالى، رجاء أن يفتح سبحانه للمؤمن أبواب الجهاد والوصول إليه، ثم نوم على ذكر الله وعلى أفضل العزائم.

كما يلزم هذا البرنامج اقتصادٌ للوقت، وترشيدٌ للأعمال والجهود، وضبط للمواعيد والالتزامات. (لتحميل تطبيق يوم المؤمن وليلته على الأندرويد، راجع رابط

https://www.yassine.mobi/store/ar/YMWL.shtml).

3 ـ الأوراد:

الأوراد مفردها “وِرد” وهو “المداومة في أوقات معينة على أذكار معينة… والأوراد أوتادٌ راسية عليها يبني المؤمن خيمة الذكر في أرجاء وقته وعامة نشاطه وسُوَيْدَاءِ قلبه. الأوراد هي الطريق إلى الله عز وجل لا يستغني عنها مبتدئٌ ولا يزهد فيها واصل… وتثمر الأوراد من الإيمان بحسب المواظبة عليها وتثبيتها في البرنامج اليومي حتى قيل: “من لا ورد له فلا وارد له”(ياسين، الإحسان، ج1، ص297).

وقد أصّل الإمام رحمه الله للأوراد من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي “سن لأمته معراجا يتدرج فيه الذاكر ليصل إلى ما شاء الله من تلك الدرجات. قال صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله الذي يدوم عليه صاحبه” رواه البخاري ومالك عن عائشة رضي الله عنها. وفي رواية لأبي داود عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: “اكلفوا من الأعمال ما تطيقون. فإن الله لا يملُّ حتى تملّوا. وإن أحب العمل إلى الله أدومُه ولو قل. وكان إذا عمل عملا أثبته”. أثبته بمعنى داوم عليه في وقته من نهار أو ليل” (ياسين، الإحسان، ج1، ص297). الدوام معناه تكرار عدد العبادة يوميا. وهذا معنى الورد.

وحيث إن التدرج مطلوب في التربية أشار رحمه الله إلى أن “تحديد العدد ورفعه بالتدريج سياسة للنفوس الكالة الكسولة وليس تشريعا. كما أن تثبيت الأوراد والمحافظة عليها عنوان الصدق في طلب وجه الله، لذلك فــ“مَـنْ زهد في حِلَقِ الذكر، وزاغ عن الأوراد، وتهاون في الأوقات، قسا قلبه، وكسِلت جوارحُه، وأظلمت روحانيتُه. ومَنْ عامل اللهَ عز وجل بإرادة مائلة، وأنانية متطاولة، وجبن في مواطن الثبَات، وبخل في حلول الحاجات هَوَى عن العقبة، وسقط فاندقَّت منه الرقبة” (ياسين، الإحسان، ج2، ص248).

ومن أَجَلِّ هذه الأوراد الإكثارُ من قول “لا إله إلا الله” أعلى شعب الإيمان وأرفعها، المطلوبُ قولها كثيرا، قولا لسانيا، في لفظها المقدس سرّ وكيمياء بهما ينفذ الإيمان إلى القلب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “جَدِّدُوا إيمانكم”. قيل: يا رسول الله، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: “أكثروا من قول لا إله إلا الله” (رواه أحمد والحاكم والطبراني، وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات). ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة دائمة به، أخرج الترمذي وابن حبان في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً)”. فإن كان هذا فضل الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم، فكيف لا يستكثر منها المؤمن والمؤمنة؟ فإننا إن أكثرنا ذكره كما أُمِرْنا أصبحت صورته ومعناه في قلوبنا بمثابة النور الذي نهتدي به إلى ذكر الله ومحبته. “فمن لا يذكر الله كثيرا لا أُسوَةَ له برسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقدر على التأسي، وهو الاستناد والاتباع، لم يؤهل له” (ياسين، الإحسان، ج1، ص258).. فمع التركيز على كلمة التوحيد أعلى شعب الإيمان نعطي للتسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة وسواها من الأذكار والأدعية الواردة حقها، في أوقاتها، وبأعدادها، كما وردت في السنة. ” (ياسين، الإحسان، ج1، ص297).

وذكر الله في ساحة الوغى، والعدوُّ محيط، والخوف سار في الأفئدة، ذكرٌ أكبر لأنه يصدر عن إيمان أقوى من المصلي التالي الذاكرِ في سَعَةِ العافية وأمْن المسجد والخلوة (ياسين، الإحسان، ج1، ص258)، وهذا تأكيد للمعادلة المنهاجية: “رجال ذاكرون رجال مجاهدون، قوم غافلون قوم قاعدون”.

4 ـ البرنامج التربوي التأهيلي والمنظومة التربوية التأهيلية:

البرنامج التربوي التأهيلي من أهم الوسائل التي تعتمدها الجماعة في تربية وتأطير أعضائها، من خلال مواد متنوعة منها: القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة النبوية والمنهاج النبوي واللغة العربية.. كل ذلك بمنهج مندمج.. ويهدف إلى إعداد العضو وتأهيله وبناء شخصيته وفق مواصفات محددة أساسها الخصال العشر. ومواده متنوعة تنتظم في شكل مخطط تربوي متكامل مندمج. مثال: (حفظ ما تيسر من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وإكساب العضو أولويات فقه العبادات والمعاملات، وتعلم أصول الأخلاق والآداب، مع التدرب على بعض المهارات الأولية في مجال الدعوة والتسيير).

ويعرف هذا البرنامج تطورا مستمرا، وهو الآن يستشرف مرحلة جديدة، هي مرحلة تنزيل “المنظومة التربوية التأهيلية”، وهي مخطط تربوي تأهيلي شامل ومتكامل، تندمج فيه برامج التربية والتأهيل، ويهتم بكل مرحلة من مراحل سلوك عضو الجماعة، وتدرجه العمري (الطفولة، اليفاعة، الشباب..)، ورُقيّه التنظيمي (التهييء، العضوية، المسؤولية..) تتناسق في صياغته وتنفيذه وتطويره جهود مختلف مؤسسات الجماعة.

خاتمة:

هذه الوسائل وغيرها مما تتوسل به الجماعة تحقيق مشروعها التربوي، ترتبط بمجموعة من المحاضن التي سنتطرق لها بحول الله في الحلقة القادمة، كما سنتطرق في تلك الحلقة لبعض المحاذير التربوية التي نبه إليها الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله.

المصدر: عربي21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى