في منتصف الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الثلاثاء، فاجأت مظاهرات شبابية كبيرة النظام الحاكم في إرتريا بتواجدها المنتشرة داخل الميادين والشوارع فقابلتهم القوات الأمنية بالرصاص الحي وقع خلالها قتلي واعتقل على اثرها العشرات من الشعب واغلقت بعض المساجد، فلماذا قامت هذه المظاهرات وما هي مطالبها ولماذا واجهها النظام بهذه القوة؟.
“الأمة”، تأخذكم في السطور القادمة للوقوف على أهم ما يحدث في اريتريا منذ الأسبوع الماضي.
البداية من قرار حكومي بمنع الحجاب وتأميم مدرسة إسلامية ومنع تدريس المواد الإسلامية وعدم الفصل بين الطلاب، (ذكور واناث)، واعتقال عدد من مجلس إدارتها
شارع “أكريا” وسط العاصمة الإريترية أسمرة، ظهر الثلاثاء الماضي، شهد مظاهرات طلابية حاشدة بعد هذه الاجراءات تخللتها اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن استُخدم فيها الرصاص الحي، وسط أنباء غير مؤكدة عن سقوط قتيل واحد، في حين شنَّت السلطات حملة اعتقالات طالت العشرات.
استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي لتفرقة المتظاهرين، ونقل ناشطون على مواقع التواصل أن السلطات الأمنية منعت إقامة صلاة العشاء في محيط مسجد الخلفاء الراشدين لتتجنب احتمالية تجدد التظاهرات، كما تحدثت أنباء عن قطع شبكة الإنترنت عن العاصمة أسمرة.
تفجّرت الأوضاع بعد أن حاولت الحكومة تأميم مدرسة الضياء الأهلية التي يدرس بها نحو 2800 طالب وطالبة، وقررت ضمها إلى المدارس التي تشرف عليها وزارة التعليم، رفض الأهالي تلك الخطوة بشدة مما دعا السلطات الأمنية إلى اعتقال رئيس لجنة المدرسة موسى محمد نور (يزيد عمره على 90 عامًا) وذلك على خلفية مناهضته قرارات الحكومة التي أمرت بتنحية القرآن الكريم وفرضت خلع الحجاب والنقاب على الطالبات ومنع الفصل بين الطالبات والطلاب، وهي القيم التي من أجلها شُيّدت المدرسة بالعون الذاتي وتبرعات الأهالي.
إدارة المدرسة وعلى رأسها الشيخ المعتقل كانت قد تحفّظت على قرارات النظام الحاكم بوصفها تتعارض مع أهداف مدرسة إسلامية خاصة تدرس المنهج العصري مع التركيز على التربية الإسلامية، وكانت “المدرسة” فاعلة منذ العام 1969 دون أن تتعرض لأي تهديدات تستهدف تأميمها وضمها إلى ممتلكات الحكومة.
وفي المقابل خرجت مظاهرات صغيرة في السويد تضامنا مع انتفاضة الضياء.
واعتقلت السطات الامنية لنظام افورقى يوم الخميس الماضي الشيخ ابراهيم يونس على خلفية انتفاضة الضياء.
والشيخ ابراهيم يونس وهو رجل ثمانينى العقد ومريض بالسكرى يمشى متكأ على عصا كان ضمن لجنة يراسها الشيخ موسى محمد نور كانت قد طلبت عند نشوب الأزمة لقاء رئيس النظام لرفع المظالم ولكن تم تحويل الملف الي سالم المختار الذى رفض لقائهم.
عن ارتريا
تصنف إريتريا بأنها من أسوأ الدول في سجل حقوق الإنسان، ويطلق عليها أحيانًا، حيث تشير بعض التقارير إلى أن آلاف المواطنين الإريتريين يهجرون بلدهم كل شهر، أغلبهم يهرب من الخدمة العامة في الجيش.
وللحكومة هناك نظام تجنيد فريد من نوعه إذ يمكن للشاب أو الشابة أن يمضي في الخدمة العسكرية 10 سنوات أو يزيد، قسرًا وبلا مقابل.
الباحث السياسي الإريتري الدكتور، “حسن سلمان”، أعلن تأيده ودعمه لهذه المظاهرات قائلا، “تزايد الوعي بالحقوق والحريات والعزيمة على انتزاعها ووحدة الصف الوطني في سبيل تحقيقها هي ما يحتاجه الشعب في مواجهة الدكتاتوريات”.
وتنوه “الأمة”، أنه نظرا للصعوبة في الحصول على أي معلومة من إريتريا حيث لا يوجد أي وسيلة إعلام مستقلة هناك، كما أن البلاد ليس بها سوى تليفزيون واحد وإذاعة واحدة وصحيفة واحدة، وجميعها حكومية مملوكة لحزب الجبهة الشعبية، فإن المعلومات التى تم نشرها قد تم مراعاة تحري الدقة الكاملة فيها قبل نشرها.
(المصدر: موقع الأمة)