مقالاتمقالات مختارة

محمد عدنان سالم .. رائد النشر في العالم الإسلامي

محمد عدنان سالم .. رائد النشر في العالم الإسلامي

بقلم نور الدين قلالة

عندما نتحدث عن المفكر محمد عدنان سالم، فإننا لا نتحدث عن مجرد كاتب أسس وأشرف وأدار مجرد دار للنشر، وإنما نتحدث عن تاريخ يمتد لأكثر من 60 سنة من الفكر والنشر والثقافة، ما يزال إشعاعه المعرفي يضيء الفضاءات المظلمة لعالمنا العربي والإسلامي إلى الآن. فمن هو الأستاذ محمد عدنان سالم؟ ماذا قدم للمجتمع العربي والإسلامي؟ وما هذه الدار؟ وماذا قدمت للثقافة والحضارة الإسلامية؟

يعتبر المفكر محمد عدنان سالم واحد من المثقفين العرب الأكثر شهرة في عالم النشر والكتب والتأليف، استطاع أن يمنح حركة النشر في العالم العربي والإسلامي معناها الحضاري والثقافي، منم خلال رؤيته وخبرته الكبيرة التي اكتسبها على مدى أكثر من ستين عاما، مكنته من التمييز بين الغث والسمين فيما ينشره، وبما ينفع أمته، فاستحق عن جدارة لقب “رائد النشر في العالم الإسلامي”.

مثقف سبق عقلُه عملَه

المفكر السوري محمد عدنان سالم، هو مدير “دار الفكر” السورية التي أسسها عام 1957، رجل سبق عقلُه عملَه، ناشر تنويري، يقف ضد التطرف بكل أشكاله، و ناشر ديمقراطي، يؤمن بالنقد والاختلاف والاعتراف بالآخر، ينشر لكل الكتّاب على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم، وهو أيضا ناشر عصري، يؤمن بضرورة الأخذ بالأساليب الحديثة في النشر، ويدعو إلى النشر الإلكتروني وعبر شبكات الإنترنت. وهو فوق ذلك كله، ناشر عالمي، تفوق محليا وعربيا ثم اتجه دوليا، إلى ترجمة كتبه من العربية إلى العديد من اللغات الأجنبية، كما عرّب كتباً أجنبية.

عدنان سالم تاريخ طويل في عالم الكتاب، فمن صاحب مكتبة إلى صاحب مشروع (اقرأ) ..ومن ناشر إلى صاحب رسالة، ومن صاحب فكر إلى صاحب دعوة وداعية، وصاحب مؤلَّفات و مواسم ثقافية، يقيم المحاضرات والندوات والحوارات، ويكرم العلماء.

المولد والنشأة والدراسة

بعد عودته إلى سوريا من غربته بالأرجنتين، وتأثره بالداعية المرشد الشيخ “علي الدقر” تزوج الحاج حسن عبد القادرسالم (والده) من أسرة دمشقية متدينة، وعد إن جاءه الولد البكر صبيا فسينذره للعلم وخدمة الأمة، وتحقق الحلم ووُلد الطفل محمد عدنان في دمشق الفيحاء سنة 1932.

نشأ الطفل هادئا على غير عادة الأطفال، جادا في لعبه واهتماماته، متفوقا، ومتمتعا بذكاء متميز، وهذا ما لاحظه والده عليه، فألحقه حين بلغ السادسة من عمره بمدرسة “سعادة الأبناء” التي كانت من خيرة مدارس دمشق، وتشرف عليها “الجمعية الغراء” التي درّس فيها أهم علماء دمشق: كالشيخ عبد الوهاب الحافظ، وعبد الكريم الرفاعي، وعبد الرحمن الزعبي، ومحمد خير عرقسوسي، وعبد الرؤوف أبو طوق، وخالد الجباوي، وأحمد منصور المقداد، وآخرون، وتخرّج فيها عدد كبير من العلماء والشخصيات المميزة.

تابع دراسته فيها، ولما وصل إلى الصف الثامن تقدم حرا لفحص الشهادة الإعدادية العامة. وبعدما نجح عاد لدراسته في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية إلى أن حاز على الشهادة الثانوية العلمية سنة 1949، كما نال الثانوية الشرعية سنة 1950.

تأثر بالحياة الجامعية الثقافية الفوّارة في جامعة دمشق، وبالصراع الأيديولوجي الذي كان محتدما وجارفاً في ذلك الوقت، وعندما تخرَّج من كلية الحقوق عام 1954، لم تقنعه المحاماة ولم يمارسها إلا ستة شهور فقط من العامين (1956-1957)، حيث تأثر بعدها بأفكار الشيخ محيي الدين القليبي التونسي الذي كان معروفا باستنهاض الشباب العربي والمسلم للدفاع عن تاريخه وحضارته وحقه في الوجود.

دار الفكر..2500 عنوان

لمعت فكرة تأسيس دار للنشر في ذهن محمد عدنان، ثم نفّذت مع مطلع عام 1957، ووجدت صداها عند أخيه الأستاذ محمد الزعبي وأخيه أحمد الزعبي، وكانت أثرا لتبني رأي محي الدين القليبي الذي قال للشباب يوما: “إن المعركة القادمة ليست بالسلاح فقط، بل لابد من أعمال الفكر أيضا وإن كنتم تريدون عملا تفخَرون به فليكن دارا للنشر ولتكن دار الفكر”.

من هنا، اتجه محمد عدنان إلى ممارسة البناء الثقافي من خلال تأسيس “دار الفكر”، التي تابع العمل فيها مع “الزعبيين”، تحت شعار:”افعل الممكن إلى أقصى حد ممكن”.

وقد ضعت دار الفكر منذ أيامها الأولى خطوطا عريضة لأهدافها، انحصرت في نقاط هامة وعلى رأسها:

  • تزويد المجتمع باحتياجاته المعرفية للصغار والكبار.
  • الحوار والفكر المستنير المحترم للتراث والآخر.
  • احترام حقوق الملكية الفكرية لتشجيع الإبداع.
  • تبني الأعمال المجددة والمستشرفة للمستقبل.

وفي مجال التطبيق اعتمدت الدار على معايير أساسية لم تخرج عنها، هي معايير الإبداع والعلم والحاجة، ومعايير التدقيق اللغوي لكل كتاب، ومعايير التخطيط للمستقبل، وهندسة الأبحاث والأفكار.

وتطورت دار الفكر في مجال الطباعة مع الأجهزة الحديثة، ثم خطت خطوة نوعية في مجال الطباعة، فأدخلت إلى إلى سورية لأول مرة في تاريخ طباعتها أجهزة للصف التصويري الضوئي في السبعينيات، وكانت السباقة بعد ذلك إلى اعتماد الطباعة الحاسوبية، وعلى إثر ذلك، توسعت اتصالات الدار وصلاتها، فقامات بأعمال نشر مشتركة مع مؤسسات عديدة، كالمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، ودار صادر في بيروت، ومعهد غوته الألماني. وقد بلغت منشوراتها حتى اليوم أكثر من ألفين وخمس مئة عنوان، وقد تجاوز عدد مؤلفيها 500 مؤلفاً للكبار و100 مؤلف للأطفال، هم من خيرة وأشهر الكتّاب في الوطن العربي والعالم.

أقامت دار الفكر الكثير من المناسبات الثقافية لتقدم تفاعلا بين المؤلفين والقراء، وتكرم من يستحق التكريم من كتّابها، فهي تؤمن بالثقافة التي تتحرك على الأرض في صميم المجتمع وتعيش قضاياه، لا الثقافة النخبوية. وسرعان ما وجد محمد عدنان ضالته في الكتاب الذي أحبّه وشغف به، فبدأت الدار بمطبعة يدوية، ثم تطورت إلى صالة عرض، فدار للنشر، ضربت بجذورها في أرض العلم، وبفروعها وأغصانها في آفاق المعرفة المتجددة.

شاميَّ المولد جزائري الفكر والهوى

لم يكن الأستاذ محمد عدنان سالم يسعى ليكون مجرد بائع كتب لا يهمه المضمون، ولا يُعنى بالفكر، وإنما كان يخطط لرسالة يقوم بأعبائها بمسؤولية تامة، هي مسؤولية الكلمة التي تبني الإنسان، وتنشئ الحضارة، وتواجه العدو، وتدافع عن البلاد والعباد، وخاصة أنه تأثر بالمفكر الجزائري مالك بن نبي، وأعجب بطروحاته في مشكلات الحضارة، التي محورها الإنسان.

ولعل آخر ما حظي به، قبل سنتين تقريبا، تكريم رفيع المستوى في الجزائر، حيث توج بوسام العالم الجزائري في طبعته العاشرة، وذلك بسبب الجهود التي بذلها من أجل جمع ونشر أعمال مالك بن نبي الكاملة بعد 44 سنة على رحيله، وإصدارها في أربعة مجلدات. وقد صرح محمد عدنان بهذه المناسبة قائلا: “إنه لشرف كبير لي أن تكرمني الجزائر..أتقبل حفاوتها بفخر، يلهج به لساني بالشكر، وقلبي بالمحبة!!  لقد سبق لي أن رفضتُ في بلدي سورية أكثر من تكريم. لا لزهدي به، بل لشعوري أنني أقوم بواجب، أنال أجري عليه من الله تعالى. لكن تكريم الجزائر ليَ اليوم، ممثلةً بمؤسسة وسام العالـِم الجزائري، له مذاق خاص، أدخل البهجة إلى نفسي، فلئن كنت شاميَّ المولد والـمُقام، فأنا جزائري الفكر والهوى!!”

والحقيقة، لم تكن علاقة دار الفكر بمالك بن نبي مجرد علاقة ناشر بمؤلف، فقد اعتمدت منذ تأسيسها على منهج يتوخى العلم والإبداع والتجدد والحوار، ورأت في فكر بن نبي ما يثري منهجها ويحقق تطلعاتها فتبنته رسالة هادية تحملها إلى الأجيال، وكان اللقاء مع مالك بن نبي حدثا هاما في حياة الأستاذ محمد عدنان سالم فكلاهما مهموم بنهضة الأمة وإصلاح حالها.

عاشق بن نبي

ويلخص محمد عدنان فكر مالك بن نبي في أنه “لم يكتب ما كتب بوصفه شاعرا أو أديبا أو فيلسوفا إنما كتب بوصفه صاحب قضية مهموما بها..إن مالك بن نبي قد مات ولكن فكره لم يمت، فقد ترك فكرا إنسانيا حيا استوعب مسيرة الحضارة الإنسانية الشاملة وأدرك اطراد سفينتها العملاقة المبحرة بالإنسان منذ خطواته الأولى..”، ثم يضيف: “لم تلق كتب مالك الرواج الذي يستحقه فكر تنويري يحدد اتجاه السير للضائعين ويضيء سبل الخروج للحيارى التائهين، فقد ظلت كتبه حبيسة أيدي بعض النخب الثقافية محجوبة عن الجمهور الذي من شأنه أن يصنع التغيير..لقد غُيِّبت أفكار مالك على يد إسلامي تقليدي ماضوي تتصاعد ثقته بالأفكار كلما أوغلت في الزمن الماضي ويحجبها عن الفكر الحي الذي نعيش، مثلما غُيّبت على يد حداثي لا يعترف بفكر لا ينهل من معين الفكر الغربي ولا يولي وجهه شطره منطلقا من قطيعة معرفية حاسمة مع تاريخه وثقافته.. حان الأوان لفكر مالك التنويري النهضوي الحضاري أن يبلغ مداه، وأن اللحظة التاريخية المواتية لإقلاعه قد حانت وأن وعي الإنسان في عصر العولمة والانفجار المعرفي بات مستعدا لتلقفه..”.

ثم يقول “تشعر دار الفكر بمسؤولية كبرى إزاء هذه اللحظة التاريخية السانحة وبالحاجة إلى الخروج بفكر مالك بن نبي إلى أيدي الناس العاديين في المجتمع، فلا قوة لكلمة تعيش معزولة في الأبراج لا تمشي بين الناس في الأسواق، ولن تتحول من إطار نظري إلى نطاق الفعل إلا إذا ولجت قيمها في ضمائرهم واستقرت في وجدانهم لتتجسد في سلوكهم وعملهم، وما لم تفعل ذلك ظلت ظاهرة صوتية تبوء بمقت الله، ومن أجل ذلك استخدمت دار الفكر كل الوسائل لإيصال هذا الفكر إلى أعمق الشرائح الاجتماعية:

  • تعقد له الندوات والمؤتمرات والمسابقات وتبسطه لتقريبه إلى كل الأفهام.
  • تقدمه للأطفال مستخدمة لذلك الوسائط المتعددة وكل تقنيات الاتصال ووسائل الإعلام وقد خطت الدار خطوتها الأولى في تقديم فكر مالك بن نبي لأطفال ما قبل المدرسة أو سن المدرسة الأول عبر أفلام الكرتون التي تستهويهم.
  • قصة مجالس دمشق: في سنة 2005 جمعت دار الفكر المحاضرات التي ألقاها في دمشق ونشرت تحت عنوان (مجالس دمشق).

مشروع القراءة والتراث الإسلامي

أخذت دار الفكر من اهتمامه ربما أكثر من بيته وأهله، فجلب الكتب المرجعية والجامعية والثقافية من الدول العربية، واستورد الكتب من أكسفورد وكامبردج… وبدأت الدار تُصدر الكتب حاملة شعار دار الفكر لتوزّع على عواصم العالم العربي بلغة عربية فصيحة. فعشقه للغة العربية جعله يخصص لها العديد من الإصدارات.

وسعى وراء المؤلفين الأفذاذ لكي يكتبوا في علوم اللغة، ودعا المؤرخين والعلماء والفقهاء والأدباء للتأليف بدل الاكتفاء بالأخذ مما يأتينا من الغرب. فهو ناشر صانع للمعرفة منتج وموجه لها، لا متلق فقط.  كما شجع على الإبداع والابتكار والتجديد، وتوسيعا ونشرا للفكرة سافر إلى السودان وأسس مع شريكه عبد الرحيم مكاوي (الدار السودانية للكتب) وغدت من الدور الشهيرة هناك. كما كان له في اليمن مساهمات بتأسيس دار للنشر انبثقت عن دار الفكر، عرفت باسم (دار الحكمة اليمانية)، ومنذ قامت دار الفكر في الخمسينيات تطلع مؤسسوها إلى الآفاق، إذ لم تكن دمشق لتسعهم… فسرعان ما افتتحوا مكتبا لهم في القاهرة والجزائر وغيرها..

كان موضوع القراءة في مقدم اهتماماته، وقد ألف في ذلك كتابا بعنوان “القراءة أولا” صدر طبعا عن دار الفكر، فهو يرى أن القراءة من أولويات حياة الإنسان، وهي مقياس لتحضر الشعوب، ورمز للتقدم، وهي التي تحدد معالم هوية المجتمع، على أن الشعب الذي لا يقرأ، في رأيه، لا يستطيع أن يعرف نفسه ولا غيره.

كما كان سالم مهتما في مؤلفاته وإصدارات دار الفكر، بالموضوعات الساخنة والراهنة في الثقافة العربية والعالمية، فتنوعت موضوعات الدار بين الفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع وعلوم الدين وقضايا الإسلام، وشارك في الكتابة عنده كتاب متنوعو المشارب والاتجاهات، من الإسلامي إلى الماركسي، واستقطب كُتّاباً من المشرق والمغرب العربيين، كما كان مهتما بالأطفال والشباب إلى جانب الأجيال الأخرى.

وفي الوقت الذي اهتم بكتب التراث والإسلام، كان اهتمامه الأبرز بكتب تضيء المستقبل، وتهتم بالإبداع والعلوم، بمسؤولية تامة وتبعا لمعايير مدروسة، فهو لم يتعامل مع التراث بتقديسه، إنما أراد دائما أن يكون التراث أساسا يعتمد عليه في اللحاق بركب العلم الحديث والتطلع نحو المستقبل، كان يرى أن يعتصر التراث ويمخضه ليستخرج منه ما ينفع البشرية. فقد كان يدعو إلى التنقيب في كنوز التراث، وإلى صونه بصفته جذورا لشجرة المستقبل.

التحول إلى العصر الإلكتروني

تابعت محمد عدنان مسيرته مع عالم الكتابة والنشر في العصر الإلكتروني، لم يتوقف ولم يهأ، وعندما علم أن عصر الكتاب الورقي بدأ بالتراجع، أنشأ المواقع: www.fikr.com ،و www.furat.com وكانت من أوائل المواقع الإلكترونية العربية على شبكة الإنترنت التي تقدم العروض على الكتب للقراء، وموقعا آخر لحماية الملكية الفكرية www.arabpip.org وموقعا للأطفال يعنى بآمالهم وتطلعاتهم عالم زمزم www.zamzamworld.com وموقعا للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي www.bouti.com وآخر للدكتور وهبة الزحيلي www.zuhaili.com

وعندما عَلِمَ أن الأطفال تحولوا من قراءة الورق إلى قراءة الشاشات التي تسحرهم بألوانها وأشكالها وألعابها، أسس شركة أفكار Afkar Media لتقديم الألعاب الجادة للأطفال تراعي انتماءه وخصوصيته. فكانت لعبة (تحت الرماد) وهي أول لعبة عربية بصناعة سورية، فيما أصدرت الدار عدداً من الكتب والبرمجيات والألعاب ثلاثية الأبعاد.

أنشطة وإصدارات ومبادرات

تواصل دار الفكر أنشطتها الثقافية والإعلامية عبر مهرجانها الثقافي السنوي المواكب لليوم العالمي للكتاب، وعبر ندواتها وحفلاتها للتوقيع. وقامت بمبادرات عدة لتمتين علاقة القارئ بالكتاب، منها:

  1. بنك القارئ النهم: أنشئ عام 1996 لتشجيع الشباب على القراءة؛ وصل عدد المشتركين فيه إلى 14000 مشترك، في 94 دولة، وأعطيت جائزة سنوية لأفضل قارئ.
  2. الإحياء الثقافي (الإعارة المجانية للكتب): أنشأتها الدار كمكتبة للاستبدال والإعارة المجانية وتشجيع الجيل الجديد على القراءة وبناء مجتمع قارئ.
  3. الأسبوع الثقافي: تُقيمه الدار سنوياً بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وفيه تقدم جائزة للمؤلف المبدع وجائزة للرواية، وتدعو إليه المفكرين والكتّاب والفنانين للتحدث في موضوع يعتمد شعاراً سنوياً للدار، وقد كان هذا التقليد لـ 10 مواسم ثقافية.
  4. الطفل والكتاب: اهتمت الدار بفئة الأطفال؛ فخصصت قسماً يُصدر كتباً موجهة لهم، تراعى فيها الجوانب المعرفية والإدراكية للطفل (القيم والمبادئ الأخلاقية).

من جهة أخرى، فإن إصدارات دار الفكر متعددة، منها ما هو موجه للكبار ومنها ما هو موجه للأطفال، ومن بين إصداراتها الموجهة للكبار، نذكر ما يلي:

  • سلسلة حوارات لقرن جديد: يتحاور فيها كبار المفكرين العرب والغربيين حول المواضيع الساخنة محليا وعالميا.
  • موسوعة شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحميري.
  • سلسلة مشكلات الحضارة لمالك بن نبي.
  • سنن تدبير النفس والمجتمع لجودت سعيد.
  • أطالس العالم الإسلامي لـ: د.شوقي أبو خليل.
  • موجز تاريخ الكون لـ: د.هاني رزق  2004.
  • شرح الحكم العطائية لـ: د.محمد سعيد رمضان البوطي.
  • مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر في 21 مجلدا.
  • هروبي إلى الحرية الرئيس علي بيجوفيتش 2003.
  •  إصدارات إلكترونية من الفقه الإسلامي وأدلته (شركة أفكار ميديا).

ومما نُشر لمؤلفات منظومة الرشد بالتنسيق مع مؤسسة “كتابك” -الجزائر:

  •  أصول الإيمان، لـ: د. صطفى وينتن ود. محمد باباعمي.
  •   أزمتنا الحضارية لـ: د. طه كوزي.
  •  تيه ورشاد لـ: د. محمد باباعمي.
  • رواية بوبال لـ: د. محمد باباعمي.

مؤلفات ووظائف

حصدت دار الفكر مجموعة كبيرة من الجوائز من الجوائز لحسن اختيارها لموضوع الكتاب ولجودة طباعته، على غرار جائزة أفضل ناشر عربي من وزارة الثقافة المصرية 2002، وجائزة الناشر النموذجي معرض طهران الدولي، وجوائز من مؤسسة التقدم العلمي بالكويت.

وقد حاز محمد عدنان سالم أيضا العديد من الجوائز، وهو الذي تقلد عدة وظائف:

  • المدير العام لدار الفكر منذ تأسيسها عام 1957.
  • رئيس اتحاد الناشرين السوريين 2011-1991.
  • نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب 2006-1995.
  • رئيس اللجنة العربية لحماية الملكية الفكرية 2006-1995.
  • رئيس الجمعية السورية للملكية الفكرية 2008-2010.
  • رئيس الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال 2008-2011.
  • عضوًا مراسلًا لمجمع اللغة العربية 2016.

وفي خضم ما تنتجه الدار من كتب، وقد أصبحت معلما مشهورا في دمشق والعالم العربي، يستقطب المثقفين ورجال العلم، وهواة القراءة، لم يكن الأستاذ محمد عدنان ليفكر بحمل القلم والكتابة، مع مقدرته الفكرية على ذلك، لكن بعض الأحداث والظروف دفعته إلى الكتابة، فبدأ بكتابه الأول “القراءة أولا”، ثم توالت كتبه بعد ذلك، ونذكر منها مايلي:

  • القراءة أولًا / عام 1993.
  • هموم ناشر عربي / عام 1994.
  • الكتاب العربي وتحديات الثقافة / عام 1996.
  • تسريع القراءة وتنمية الاستيعاب (بالاشتراك) / 1996.
  • الكتاب في الألفية الثالثة لا ورق!! ولا حدود!! / عام 2000.
  • على خط التماس مع الغرب /عام 2005.
  • القرصنة في عصر اقتصاد المعرفة / عام 2006.
  • وللحج مقاصد.. لو نجتهد لتلبيتها / عام 2007.
  • القدس ملامح جيل يتشكل / عام 2009.
  • حرية النشر وإشكالية الرقابة على الفكر / عام 2011.
  • القدس 2048 (رواية مفتوحة) / عام 2011.
  • آفاق التغيير والعصر الرقمي  / عام 2011.
  • فن النشر وصناعة الكتاب (مرجع أساسي للكتّاب والمحررين والمحققين والناشرين) / عام 2015.
  • نحن والقرآن / عام 2016.

كما اشترك في تأليف كتب وأشرف عليها، منها:

  • المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم.
  • تسريع القراءة وتنمية الاستيعاب.
  • معجم تفسير كلمات القرآن.
  • الاستنساخ -جدل العلم والدين والأخلاق-.
  • التفسير الوجيز لمعاني القرآن العزيز.
  • معجم كلمات القرآن العظيم.
  • الموسوعة القرآنية الميسرة.

كما أن لديه كتب في مسوداتها تحتاج إلى قليل عناية، تنتظر الوقت الذي بدأ يضيق على الأستاذ مع امتداد الأيام.

وكانت له آراء مهمة في صناعة النشر وهموم الناشر العربي، بل كان يتطلع دائماً على مستقبل صناعة النشر في ظل التحولات الخطيرة والمتسارعة، وتحولها من وعائها الورقي إلى أوعيتها الإلكترونية. ودعا سالم الناشر العربي إلى أن يكون له مشروعه الثقافي الواضح، وأدواته الفنية والعلمية والمتطورة، كما دعا الناشرين إلى مزيد من التلاحم والتعاون والتخطيط لإنقاذ سفينتهم من الغرق، وضمان مستقبل آمن لمهنة صناعة النشر.

واستشرف في مستقبل النشر؛ أن الناس سوف يقترب بعضهم من بعض، ويتعارفون، وتتمازج الحضارات، وسوف تسقط المسافات والأبعاد والحدود وسائر القيود، وسيلوذ الإنسان بالقراءة، طوق نجاة يعصمه من الغرق في طوفان المعلوماتية الهادر من حوله.

قالوا في محمد عدنان سالم

يقول عنه محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب :”استطاع الأستاذ عدنان سالم الناشر للكتاب؛ أن يمنح حركة النشر معناها الحضاري والثقافي، وإذ كنت من متابعي جهوده فإنني أرى فيه أكثر من ناشر في المفهوم التجاري، فقد أنشأ مع إصداراته صلة بالقارئ، تحثه على القراءة وتعرفه بقيمتها في مسار رسالة ثابتة، إنها رسالة تبليغ الثقافة الإسلامية لقارئ أوعى من مؤلف، ومفكر أوسع من مقتبس وناقل”.

ويقول عمر مسقاوي، الوصي على تراث مالك بن نبي، “لقد رأيت في أخي الأستاذ عدنان واحداً ممن سبق عقلُه عملَه، وغلب طموحُه إمكانه، واتّسع فكره، واستنار عقله، وتشعّبت ثقافته. فصاحب المكتبة أصبح صاحب مشروع (اقرأ).. والناشر أصبح صاحب رسالة ترصد السرقات الفكرية.. وصاحب الفكر أصبح صاحب دعوة وداعية، وصاحب مؤلَّفات تمتع وتثقّف.. وصاحب الدعوة أصبح صاحب موسم ثقافي؛ يشجع على القراءة ويكافئ عليها، ويشجع الإبداع الأدبي ويخصّه بالجوائز، ويقيم المحاضرات والندوات والحوارات، ويكرم العلماء”.

أما العالم محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله فيقول عنه أن “أعمال الطباعة والنشر وتسويق الأفكار والثقافات والعلوم، من خلال طباعة المؤلفات ونشرها..لم تشغله عن همومه الإسلامية والدعوية التي تؤرق ذهنه وتزجه في أنشطة فكرية واجتماعية، ومناقشات في أمر الدعوة، والسبيل الأمثل إلى خدمة الإسلام والتعريف به في الأوساط الغربية أو التائهة عنه”. واضاف “لقد بدا لي في كثير من المناسبات؛ أنه يسخر مؤسسته التجارية (دار الفكر) للرسالة العلمية والثقافية، ومن ثم الدينية، التي يتبناها ويذود عنها”. وأضاف “إذن بوسعي أن أقول: إن الأستاذ عدنان سالم يسخر مؤسسته التجارية للمبادئ والمعتقدات والقيم التي يؤمن بها ويسير عليها، وليس يسخر الأفكار والقيم والثقافات، كما هو شأن كثيرين، لربحه التجاري.”

(المصدر: إسلام أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى