قالت المحامية المتدربة أسماء بلفقير التي أبعدها قاض من قاعة المحكمة في مدينة بولونيا شمال شرقي إيطاليا الأسبوع الماضي بسبب ارتدائها الحجاب: “لن يكون بإمكاني الدفاع عن موكليي وحقوقهم في الوقت الذي لا يحمي فيه أحد حقوقي”.
وفي حوار مع “الأناضول”، أفادت بلفقيرن “في حال أصبحتُ محامية أو قاضية يوماً ما، لن يكون بإمكاني التعامل مع هذا النوع من التمييز، لن يكون بإمكاني الدفاع عن موكليي وحقوقهم في الوقت الذي لا يحمي فيه أحد حقوقي، لابد أن يحمي القانون الحريات الدينية والشخصية طالما لم تأثر على الآخرين سلبيا”.
وأوضحت بلفقير أنها علمت أن القاضي قال بعد مغادرتها القاعة “إن الأمر يتعلق باحترام ثقافتنا وتقاليدنا”، وعلقت قائلة “كان أمرا سيئا جدا أن أسمع أن القاضي فعل ذلك بدعوى احترام الثقافة والتقاليد .كنت في قاعة المحكمة لكي أتعلم مهنتي وأرى كيف من اللازم أن يُطبق القانون، وليس لأتعرض للإهانة بسبب ديني”.
وعن تفاصيل الموقف، قالت بلفقير، المغربية الأصل، لـ”الأناضول”: “دخلت قاعة المحكمة الإدارية الإقليمية في بولونيا الأربعاء الماضي مع المحامين الآخرين الذين ينظرون في القضية، وبدأ القاضي جانكارلو موتساريللي يقول: “اخلعي هذا” دون حتى أن يذكر كلمة الحجاب، ودون أن ينظر إليّ، فاعتقدت أنه يطلب من أحدهم خلع معطفه أو ما شابه، ولم أتخيل أبداً أنه من الممكن أن يطلب مني خلع الحجاب.
وأضافت أنها شعرت بالغضب عندما فهمت مراد القاضي وسألته “هل تقصد حجابي؟”، فرد عليها: “نعم عليك أن تخلعيه إذا أردت البقاء في قاعة المحكمة”، فردت عليه: “لا أستطيع أن أخلع حجابي، سأغادر القاعة”.
وأشارت بلفقير إلى أن بعض من أرسل لها رسائل دعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال: إن في هذه الحالة يجب عدم السماح للراهبات أيضاً بدخول قاعة المحكمة، وعلقت قائلة: “أنا متأكدة أن هذا القاضي لن يطلب أبداً من راهبة خلع غطاء رأسها، لأن الراهبات لا يقمن بإهانة ثقافته بغطاء رأسهم”، مضيفة أنها سمعت الكثير عن طريقة عمل هذا القاضي وآرائه الشخصية.
وأكدت بلفقير أن القاضي لا بد أن يكون على علم بسبب ارتدائها الحجاب، وأنه لا يؤثر على سير المحاكمة ولا على مؤهلاتها المهنية باعتبارها محامية تحت التدريب.
ولفتت بلفقير إلى تلقيها سيلاً مستمراً من رسائل الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والهاتف، من إيطاليا وتركيا ومناطق مختلفة حول العالم، وعلقت على ذلك قائلة “لا أزال أشعر بالغضب بسبب ما حدث إلا أنني تلقيت دعما فاق خيالي، وخفف ذلك عني وطأة يوم فظيع، وقف بجانبي عدد كبير من الأشخاص والمؤسسات والسياسيين والأكاديميين، أنا لست وحيدة، النساء المسلمات لسن وحيدات”.
وكان القاضي جانكارلو موتساريللي، رئيس المحكمة الإدارية الإقليمية في مدينة بولونيا (شمال شرق)، طلب خلال جلسة ترأسها، الأربعاء الماضي، من المحامية أسماء بلفقير نزع حجابها قبل الشروع في تقديم دفاعها.
لكن المحامية رفضت خلع الحجاب، فقام القاضي بإبعادها من قاعة المحكمة، حسب “التلفزيون الحكومي”.
(المصدر: مجلة المجتمع)