مجزرة المصلين
بقلم د. عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)
في صباح يوم السبت الموافق ١٠-٨-٢٠٢٤ م أقدم العدو المجرم النازي باستهداف مصلين آمنين في أحد مصليات مراكز الإيواء وذلك مع تكبيرة الإحرام لصلاة الفجر مما أوقع مئات الشهداء والجرحى بقنابل أمريكية ومعدات أوروبية وصمت عربي مريب بل ومشاركة بعضهم للكيان الغاصب بأشكال مختلفة من الدعم .
تقع هذه الجريمة ضمن سلسلة جرائم استهدفت المدنيين في وقت تطالب فيه دول الغرب الصليبي الحاقد إيران وحزب الله بألا يستهدفوا المدنيين اليهود حال وقوع ثأر وانتقام لاعتداء اليهود عليهم.
تحدث هذه الجريمة البشعة في وقت تحشد فيه أمريكا أساطيلها وأحدث أنواع طائراتها الحربية لحماية اليهود من أي خطر داهم يقع عليهم.
تحدث هذه الجريمة وسط صمت مطبق من كافة المسؤولين الغربيين على هذه الجريمة وكأن دماء المدنيين الفلسطينيين لا قيمة لها عندهم ولا وزن.
ولنا أن نتخيل مقتل مصلين يهود على يد مقاوم فلسطيني ماذا ستكون ردة الفعل؟ سنجد وجوه كالحة من قادة الغرب تلوك بألسنتهم القذرة أشد عبارات الشجب والاستنكار، وسوف يتم اتهام المقاومة بالإرهاب والوحشية ووجوب التخلص منها .
سوف يتم تضخيم مظلومية الشعب اليهودي واسترجاع ضحايا الهولوكوست ومعاداة السامية إلى غير ذلك من شنشنة مظلومية الشعب اليهودي .
سوف نسمع الحديث عن قواعد الاشتباك وتطبيق قوانين الحرب والحرص على سلامة المدنيين..الخ.
سوف يستيقظ المتصهينون العرب من سباتهم ويدينون قتل المدنيين اليهود ويشجبون المقاومة وينكرون فعلهم.
سوف تسخر أبواق المنافقين والمتخاذلين لإدانة المقاومة.
فدماء اليهود في نظر هؤلاء القوم سر حياتهم لا ينبغي أن تمس، بينما دماء المدنيين الفلسطينيين رجس ولوثة لا قيمة لها ولا وزن .
ولا يفوتني أن أذكر بيانات الشجب والاستنكار من جماعات إسلامية ودعاء على اليهود من قبل المصلين حول هذه الجريمة ليعذروا أنفسهم أمام الله ويؤدوا ما عليهم من واجب شرعي كما يظنون ليشعروا بعد ذلك براحة ضمير وأنهم أدوا ما عليهم من واجب نصرة اخوانهم.
نحن يا قوم نعيش في زمن التصهين، زمن الهوان والذل، زمن الاكتفاء من الغنيمة بالإياب .
زمن اللهم نفسي نفسي.
في الختام، أسأل الله أن تكون دماء المصلين الأطهار التي أريقت مع تكبيرة الإحرام أن تصبح لعنة على اليهود ومن ناصرهم ومن آزرهم ومن عاونهم، وأن تعيد للأمة رشدها وتوقظها من سباتها.