ماذا يريد البهائيون ومَن يدعمهم ولماذا؟
بقلم بشار طافش
كان لا بد من ظهور شئ جديد، قد يكون على شكل دين بديل مثلا ومِن هناك في إيران سنة 1844، حين أعلن، بهاء الله، عن نفسه كنبي من أنبياء الله الذين لم ينقطع إرسالهم بعد، وحاول الأخير إلغاء كل الأديان السماوية بخطوته تلك، حين أسس بالفعل لدين مزيف وجديد أسماه، الإيمان البهائي. لقد ترك بهاء الله هذا، كل الأديان السماوية، المسيحية واليهودية جانبا، واتجه مباشرةً نحو دين الإسلام، وقال أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يعد لهما أي قابلية للتطبيق في هذا الزمان، لكنه موارِبا لم ينكر إيمانه بهما، وقال أيضا أن أركان الإسلام لم تعد النساء خاصة بحاجةٍ لها، وكان كل ذلك عبارة عن حركة أنشأتها روسيا بادئ الأمر لتقويض الإسلام مستعينة وقتها باليهود ليُديروا هذه الحركة على مستوى العالم، وأخذ بهاء الله هذه الحركة على عاتقه وألف كتاب أسماه، كتاب الأقداس، وأشاع أنه يحتوي على كلام من الله، وكان شعار هذه الحركة هو، السلام والوحدة العالميين للبشرية.
توفي بهاء الله، وتولى إبنه، عبد البهاء، حركة البهائيين من بعده، ثم حفيده، شوقي أفندي، وخلال ولاية الأخير تم وضع أسس إدارة هذه الحركة، وفي سنة 1950 دعا شوقي أفندي البهائيين إلى الجهاد الذي تمثل وقتها بالهجرة الكبرى من أجل قضيتهم البهائية تلك، أعد أشخاص إيرانيون للهجرة من إيران مهد البهائيين، وفي سنة 1953 تم وضع خطة لنشر الدين البهائي الجديد والوليد وتم التخطيط لتدشين حملة تستمر لعشر سنوات، تضمنت هذه الخطة شراء الأراضي والعقارات، وإنشاء هيئات إدارية، وتأسيس صناديق مثل صندوق الضمان الاجتماعي، وما يشبه البنية التحتبة الكاملة لهذه الحركة، وفي جميع بلدان العالم تقريبا، وتم وضع استراتيجيات من أجل إكمال هذه الخطة، وكان هناك خطط خاصة لمنطقة الشرق الأوسط وعلى الأخص في تلك البلدان التي يغلب على شعوبها المسلمون.
لقد لعب البهائيون اليوم في عقول مَن لعبوا بعقولِهم، وغيروا الفهم والإيمان بأن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم كان آخر نبي ورسول إلى البشرية قاطبة، وبدأت الآن دورة جديدة من البعث، فهم يقولون أن دين البعث هذا يُلغي شرع سيدنا محمد صل الله عليه وسلم |
وكما أشرنا في المقال السابق فإن مقام البهائيين UHJ الموجود بمدينة حيفا بفلسطين المحتلة من قِبل اليهود، هو رأس النظام الإداري لهذه الحركة العالمية، حيث يتم تجميع المعلومات التي تم جمعها من جميع أنحاء العالم إلى هذا المقام الإداري بحيفا المحتلة UHJ، وهذا الأخير بدوره يقوم بعمل التغذية العكسية لتحديث الخطط القديمة، أو لإنشاء خطط عمل جديدة، وكلها طبعا من أجل الوعظ وتحويل المسلمين خاصة عن دينهم وثوابته، وقد عمل UHJ على تقديم إرشادات خاصة يتم تقديمها إلى العملاء الذين يتم إرسالهم إلى بلاد المسلمين، وهي عبارة عن مجموعة من القيم المُفسِدة والخادعة لأجل إفساد المجتمعات الإسلامة والتحول عن ثوابت الإسلام، لذلك تعتبر البهائية والوعظ بها محظورتان في جميع الدول الإسلامية.
الهدف الأعظم أعزائي من كل ذلك هو زيادة أعداد البهائيين، ومن أجل هذا الهدف الكبير ابتكر حاخامات البهائية تكتيكات خاصة للغاية من أجل التخفي وتجنب أي اشتباه بالتجسس أثناء الوعظ وأثناء جمع المعلومات، لذلك هم يتخفون خلف الأفكار المرتبطة بالقيم الإجتماعية والتنمية البيئية والمجتمعية وإلى آخره من قيم يقدرها الجميع، وبذلك نجدهم يكتسبون ولوجا آمنا إلى المجتمعات كأشخاص مُقدَّرين، وغالبا ما يكون لهم إتصالات بأصحاب النفوذ السياسي وصناع القرار، والقيام بزيارات لمختلف الوزارات من أجل إطلاعهم على أنشطتهم الاجتماعية والبيئية والخدمية التي لا دخل لها بالوعظ، كما حصل مؤخرا حين نجحوا باستصدار موافقة الحكومة على عمل مؤتمرهم الأول في الأردن، لكن أيضا هم يسعون من وراء تلك الإتصالات من أجل الحصول على الأراضي.
لكن من الطبيعي أن يقدِّر أي شخص عادي جهودهم التي يقومون بها، حيث أنهم يتعاملون مع المسلمين خاصة بطريقة ودية للغاية من خلال الاتصالات والإجتماعات التي تناقش الروحانيات والعلاقة مع الله، ويناقشون كذلك القواسم الدينية المشتركة بادئ الأمر، ثم يقدمون أيدلوجيتهم الخاصة خلال المحادثة، فمثلا عندما نتحدث معهم عن انقطاع الوحي واختتام النبوة بسيدنا محمد صل الله عليه وسلم، فهم يجزمون بصحة ذلك ويؤمنون به، ولكن هم يقولون بأن النبي محمد ليس بخاتَم الرسل، لذلك من الممكن أن يكون هناك رسول جديد غير رسول الإسلام حسب ما يروجون، وبناءً على هذه الدعوات المغلوطة فقد حظرت معظم بلاد المسلمين البهائيين عن الوعظ، إلا داخل دولة الكيان الصهيونية وكامل فلسطين المحتلة، ورغم ذلك فالبهائيين يواصلون عملهم في بلاد المسلمين دون خوف أو تردد وبشكل من التخفي.
لقد لعب البهائيون اليوم في عقول مَن لعبوا بعقولِهم، وغيروا الفهم والإيمان بأن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم كان آخر نبي ورسول إلى البشرية قاطبة، وبدأت الآن دورة جديدة من البعث، فهم يقولون أن دين البعث هذا يُلغي شرع سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ويلغي الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية كاملة لم تعد تتماشى مع المجتمعات الحالية، لذلك صدرت فتاوى عدة من قبل علماء المسلمين تفيد بأن البهائيين كفار وبأنهم تجاوزوا الإسلام، لأنهم ينكرون كمال نبوة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وينكرون ختمه للرسل والأنبياء.
لذلك أكثر ما يستهدفه البهائيون اليوم من المسلمين هم أولئك المسلمين الذين ابتعدوا عن دينهم وتجدهم منفتحين على أيدلوجيات جديدة وسهلة التطبيق، فهؤلاء غالبا ما يقعون فريسة للبهائيين بسهولة بالغة من خلال تلك النقاشات والمحادثات الخادعة، فمثلا يُنكر البائيون الحاجة إلى الحجاب ويشجعون على الإختلاط في كل شئ، وهذا هو أسهل الطرق لديهم من أجل هدم قيم الإسلام، وكذلك من أجل التشجيع على الإبتذال والإنحلال، فهم يقولون بأن الحجاب عبارة عن زي قديم لم تعد النساء بحاجة إليه في عصر الإنفتاح والتحضر، لذلك تجدهم يحظرون مثلا على نسائهم ارتداء الحجاب، فبينما تجدهم يحاولون نشر قيم التسامح تجدهم في ذات الوقت يحاولون نشر اللا أخلاقية والإبتذال كنوع من أنواع التحضر والرقيّ، ويدخلون عادة إلى عقول الشخصيات الرئيسية والمؤثرة والفاعلة في المجتمعات من خلال نساء هذه الشخصيات، وهذه نجدها تماما أساليب يهودية صهيونية بامتياز، أليس كذلك عزيزي القارئ؟ ألا يدعوك ذلك إلى الريبة من البهائيين وبهائيتهم تلك؟.
وبالفعل كان هذا حال كل الرجال الذين تحولوا إلى البهائية وغالبا ما يكونوا من الشخصيات الفاعلة في المجتمع التي أصبحت فيما بعد من شخصيات الإنحراف والإبتذال في الخفاء هم ونسائهم اللواتي سبقنهم في البهائية. خلال احتفالات الذكرى المئوية الثانية في نوفمبر تشرين الثاني سنة 2017، دعا البهائيون مسلمين من جميع أنحاء العالم، وتم الإتصال بهؤلاء المسلمين فيما بعد، وتم تبادل المواد الدراسية فيما بينهم، ونتيجة لذلك أصبح القليل من هؤلاء المسلمين مهتمين للغاية بالبهائية، ومن ثم استسلموا في النهاية لهذه التعاليم المغلوطة والخاطئة.
الجدير بالذكر عزيزي القارئ أنك حين تتابع أي فيديو على موقع يوتيوب أو غيره من المواقع، ستجد أن أكثر الحضور هن من النساء، وطبعا من تلكُم اللائي كن مسلمات في السابق، ستجدونهن يشاركن بفاعلية في برامج البهائيين، وسيكون ذلك أمر صادم ومخيف للغاية لنا جميعا حين نعتقد أن نسائنا سيقعن في فخ البهائية ويفقدن حينها الحياء والعفة، النساء أعزائي هن مَن صعدت على أكتافهن الصهيونية العالمية، ومِن ثم دخلت بفضلهن ومِن خلالِهن قصور الحكام والسلاطين. فيما يلي عزيزي القارئ بعض الروابط إلى المدونات حيث يمكنك أن تقرأ بالتفصيل عن أنشطة البهائيين في الدول الإسلامية وغيرها من الدول.
3) https://bahaisects.wordpress.com/2015/08/31/bahai-deception-in-arab-countries/
وبصرف النظر عن المدونات والمواقع أعلاه، فقد قام البهائيون بإنشاء مواقع لكل أمة مسلمة باللغة التي يشيع استخدامها من قبل السكان المحليين.
(المصدر: مدونات الجزيرة)