جماعة إيرانية معارضة مسلحة تنشط في محافظة سيستان وبلوشستان، تقول إنها تقاتل القوات الإيرانية لاستعادة حقوق البلوش وأهل السنة، وتعتبرها طهران جماعة إرهابية.
تأسست جماعة “جيش العدل” عام 2012 في محافظة سيستان وبلوشستان، وذلك بعد عامين من إعدام السلطات الإيرانية زعيم حركة “جند الله” البلوشية عبد المالك ريغي في يونيو/حزيران 2010.
وبعد تعيين عبد الرحيم ملا زاده أميرا لجماعة “جند الله”، أعلن هذا الأخير وعبد الرحيم ريغي -شقيق عبد المالك- تأسيس “جيش العدل” عبر توحيد الفصائل والحركات المسلحة التي تخوض حربا ضد السلطات الإيرانية.
وتمت مبايعة ملا زاده أميرا لجيش العدل نهاية العام 2012، وكان يصدر بياناته باسم صلاح الدين فاروقي، وهو من أبرز قادة المقاومة فی بلوشستان، وكان قبل ذلك قائدا في “جند الله”.
في المقابل، يرى مراقبون أن جيش العدل اسم جديد لجماعة جند الله، وهو تنظيم إسلامي سني معارض تأسس عام 2003، مقره بلوشستان في جنوب شرق إيران، ويقول إنه يحارب من أجل حقوق المسلمين السنة في البلاد.
يشار إلى أن منطقة سيستان وبلوشستان حكمتها السلالات المغولية المتعاقبة، وصولا إلى اجتياحها خلال القرن السادس عشر من الصفويين، وانتهاء بالاستعمار البريطاني الذي فصل المنطقة عن أفغانستان وألحقها نهائيا بالأراضي الإيرانية، وهو ما أثار الكثير من النزاعات السياسية ذات الخلفية العرقية والطائفية.
وبحكم تركيبتها العرقية والمذهبية المعقدة وموقعها الجغرافي، تمثل المنطقة أهمية خاصة لدى النظام الإيراني، خاصة أن السنوات الأخيرة شهدت تنامي المطالبات بالانفصال في أجزاء بلوشستان الثلاثة (في كل من إيران وباكستان وأفغانستان) لتأسيس الدولة البلوشية.
وقد ألحقت طهران الإقليم بأراضيها عام 1928، ويعد من أكبر المحافظات إيرانية، بينما انضم جزء من الإقليم إلى باكستان بعد عام على قيامها عام 1947 ليصبح رابع أقاليمها.
الهيكلة
يتشكل “جيش العدل” من ثلاث كتائب تحمل أسماء ثلاثة من عناصر الجماعة الذين قتلوا في مواجهات عسكرية مع قوات النظام الإيراني، أو أعدموا من قبل النظام في السجن، وهم: عبد الملك ملا زاده، نعمت الله توحيدي، والشيخ ضيائي، بالإضافة إلى كتيبة أمنية تقوم بمهام الرصد والاطلاع.
ولقائد “جيش العدل” علاقات وثيقة بقبائل البلوش في منطقة بلوشستان الباكستانية وتربطه ببعضهم صلة قرابة وعاش بضع سنوات بينهم. ويعتبر فاروقي القائد والعقل الإستراتيجي للجماعة في بلوشستان.
المرجعية الفكرية
يعرّف “جيش العدل” نفسه على صفحته الرسمية بموقع “تويتر” بأنه “حركة جهادية في بلاد فارس تسعى لإسقاط الحكومة الإيرانية وتحكيم الشريعة الإسلامية”.
وفي حوار مع صحيفة “الرياض” السعودية نشر يوم 15 أغسطس/آب 2015، يصف قائد جيش العدل فاروقي جماعته بأنها “منظمة دفاعية وعسكرية أُسست لصون الحقوق الوطنية والدينية للشعب البلوشي وأهل السنة في إيران”.
وترفع جماعة “جيش العدل” مبدأ الجهاد من أجل استعادة الحقوق، وتتهم في بياناتها السلطات الإيرانية بممارسة مخططات طائفية في بلوشستان وباقي المناطق التي يقطنها السنة في إيران.
ويقول قائد الجماعة في ذات الحوار إن طهران عمدت إلى عدم إشراك الشعب البلوشي في نظام حكم الدولة الإيرانية، وإنها ترتكب ما أسماها مظالم وجرائم تتمثل في استهداف دينه وأرضه وهويته القومية.
العمليات
نفذت جماعة “جيش العدل” -حسب موقعها على تويتر- عدة هجمات ضد قوات الأمن الإيرانية، ففي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2013 قتلت 14 من الحرس الثوري الإيراني، وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني التالي أكدت الجماعة إسقاطها مروحية.
وفي 23 مارس/آذار 2014 أعدمت عنصرا من الحرس الثوري الإيراني، وفي 6 فبراير/شباط 2016 خطفت خمسة إيرانيين قرب الحدود مع باكستان وجرى نقلهم -حسب مزاعم إيرانية- إلى باكستان.
غير أن أبرز العمليات التي استفزت إيران كانت يوم 26 أبريل/نيسان 2017 في منطقة مير جاوه، حيث قتل عشرة من عناصر الحرس الثوري بينهم ثلاثة ضباط. وتبنت الجماعة الإيرانية المعارضة المسؤولية عن الحادث.
وفي أبريل/نيسان 2017 حذرت إيران من أنها ستضرب قواعد من وصفتهم بالإرهابيين إذا لم تتصد باكستان لهم، جاء ذلك بعد أيام من هجوم شنته جماعة “جيش العدل” أسفر عن مقتل عدد من عناصر حرس الحدود الإيراني.
وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري إن المناطق الحدودية لباكستان مع إيران تحولت إلى ملاذ ومعقل لتدريب وتجهيز من سماهم بالإرهابيين.
وتنفي باكستان باستمرار وجود ما يسمى جيش العدل على أراضيها أو اتخاذ أراضيها منطلقا لعناصره، وتطالب في المقابل طهران بتزويدها بأي معلومات عن الجماعة في باكستان لتتخذ هي الإجراء المناسب.
(المصدر: الجزيرة)