مقالاتمقالات المنتدى

ما لا ينبغي للغزاوي نسيانه، وما يجب عليه فعله….

ما لا ينبغي للغزاوي نسيانه، وما يجب عليه فعله….

 

بقلم الدكتور: وائل بن أحمد الهمص (خاص بالمنتدى)

إخواني في قطاع غزة كتب الله أجركم ورفع قدركم وأعلى شأنكم وعوضكم خيرا …..

نعيش لحظات ترقب وانتظار حصول التوافق على هدنة نلتقط فيها أنفاسنا ونلملم فيها جراحنا ونعيد فيها حساباتنا ونرتب فيها صفوفنا….

وبين الترقب والتخوف هناك أمور ينبغي لكل غزي عدم نسيانها وفي المقابل هناك أمور يجب عليه فعلها….

ومن ذلك:
– ينبغي لنا ألا ننسى فضل الله ورحمته ابتداء من وقت اندلاع الحرب وحتى إعلان الهدنة، وفي المقابل يجب علينا شكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة التي عشناها في السراء والضراء….

– ينبغي لنا ألا ننسى أن هذه الأرض أرض رباط لا يصلح لها إلا الجهاد والرباط والذود عن حياض الأمة، وفي المقابل يجب علينا ألا نكل ولا نمل ولا نقيل ولا نستقيل…

– ينبغي لنا ألا ننسى أننا رأس الحربة لأمة الإسلام والشعلة المضيئة التي تصحح مسار الأمة وتحدد الاتجاه الصحيح لبوصلتها، وفي المقابل يجب علينا ألا ننكس الراية ولا نطفئ الشعلة رغم كثرة الجراح وشدة الآلام…

– ينبغي لنا ألا ننسى أننا نواجه أجرم الخلق وأكثرهم طغيانا وفسادا وإفسادا إخوان القردة والخنازير، وفي المقابل يجب علينا ألا نثق بهم ولا نطمئن لعهودهم فهم قتلة الأنبياء ونقضة العهود…

– ينبغي لنا ألا ننسى أننا نقاتل من أجل عقيدة ودين ومقدسات، وفي المقابل يجب علينا أن نغذي ذلك في نفوسنا وفي نفوس أولادنا وفي نفوس الجيل وأن نقوي علاقتنا بالله عز وجل.

– ينبغي لنا ألا ننسى أن الشام خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من خلقه، وما ذاك إلا ليصنعهم ويربيهم على عينه، وفي المقابل يجب علينا أن نُري الله من أنفسنا خيرا… رغم ما أصابنا من جراح وليكن حالنا كحال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وصفهم الله عز وجل بقوله: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)، فالواجب علينا استجابة وإحسان وتقوى…

– ينبغي لنا ألا ننسى كل من قدم إلينا معروفا قل أو صغر من داخل القطاع أو خارجه، وفي المقابل يجب علينا شكره وأقل الشكر الدعاء لهم…

– ينبغي لنا ألا ننسى كيف أن الله عز وجل يسر لنا مأكلنا ومشربنا في أصعب اللحظات وأشدها قسوة رغم النزوح والغلاء والحصار، وفي المقابل يجب علينا ألا نحمل هما لما هو قادم، فالكريم الرزاق كما يسر لنا أمرنا بالأمس هو كذلك على الدوام متفضل علينا سييسر لنا أمورنا في الغد.

– ينبغي لنا ألا ننسى كم نجانا الله من هلكات وكم أخرجنا من ظلمات رغم معاصينا وذنوبنا، وفي المقابل يجب علينا أن نستكثر من الطاعات والخبيئات في وقت الرخاء شكرا لله أولا وحتى تكون لنا ذخرا وقت الشدائد والأزمات، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.

– ينبغي لنا ألا ننسى كم استشعرنا في محنتنا أن سنن الله لا تحابي أحدا، وفي المقابل يجب علينا أن نأخذ بسنن الشرعية والكونية وأن نفوض أمرنا كله لله لا نخشى في الله لومة لائم ..
– ينبغي لنا ألا ننسى كم كنا نفرح برحمة الناس بنا ولنا، وفي المقابل يجب علينا أن نرحم بعضنا بعضا وأن نرفق ببعضنا البعض فالراحمون يرحمهم الرحمن.

– ينبغي لنا ألا ننسى كم أخذت هذه الحرب من أموال مكثنا عمرا نجمعها، وفي المقابل يجب علينا أن ندخر ما نجمعه في مكان آمن لا يذهب ما ادخرناه فيه سدى، وللآخرة خير وأبقى ..

– ينبغي لنا ألا ننسى أن ما يقدمه الإنسان من خير ونفع هو شيم الأكرمين، وفي المقابل يجب علينا ألا ننتظر من أحد جزاء ولا شكورا إزاء من قدمنا وبذلنا.
– ينبغي لنا ألا ننسى أن نصر الله وفرج الله إنما هو محض تفضل منه سبحانه على عباده المتقين لا استحقاق نستحقه، ولم نر من ربنا الكريم المنان إلا كل فضل وكرم وجود رغم معايبنا وتقصيرنا، وفي المقابل يجب علينا أن نتخلق بأخلاق عباده الله الشاكرين فنحسن لكل من أساء إلينا ونعفو عن كل من قصر معنا ونقابل السيئة بالحسنة ونغفر ونرحم ونتجاوز عن الزلات، فالمؤمنون رحماء بينهم.

– ينبغي لنا ألا ننسى، ويجب علينا أن نفعل ..

هناك الكثير مما يمكن قوله لكن هي إشارات لكل ذي لب.. ولا مانع أن يستحضر كل غزاوي ما ينبغي له ألا ينساه، وما يجب عليه أن يفعله ..

جعلنا الله جميعا من المتواصين بالحق والصبر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى