مؤمنون بلا حدود.. “قنديل” وفبركته لقصة الاختطاف!
بقلم عدنان نصار
تحمل قضية الاختطاف المفبركة لرئيس مجلس أمناء “مؤمنون بلا حدود” المعزول من منصبه، (يونس قنديل) الذي وضع بداية تنفيذها في العاصمة عمان، الأسبوع الفائت أكثر من دلالة تهدف إليها القضية الفاقدة لمعناها الحقيقي، نظرا لغياب النبل والأخلاق السياسية والاجتماعية عن القصة وأهدافها المرجوة. المجتمع السياسي والثقافي الأردني وكتاّب ونواب سابقين وبكل مكونات المجتمع؛ استنكر جريمة الاختطاف والاعتداء في بداية القصة، واشتعلت منصات التواصل الاجتماعي لإدانة الجريمة دفاعا عن “يونس قنديل”، حتى جاءت المفاجئة!
وببراعة الأمن الأردني؛ الذي سرعان ما كشف “اللعبة” ومخططها وباعتراف قنديل أن كل ما في الأمر كنت: “أنا الخاطف والمخطوف” وبتنسيق مع مقربين له وفق الرواية الأمنية الأردنية واعترافات “المؤمن بلا حدود”. بصرف النظر؛ عن إبعاد هذه القضية ومخاطرها على الأمن الاجتماعي والسياسي الأردني، تظل المسألة متصلة بتصرف لا اخلاقي في شقيه السياسي والاجتماعي، بهدف البحث عن مساحة من الضوء، ورمي التهمة على كتف الإخوان المسلمين، الذين استهجنوا اتهامهم السريع في بداية الأمر من رجل يفترض أنه يتوخى المنطق والبحث العلمي والتأني قبل إطلاق التهم من هذا العيار الثقيل.
موقف قنديل ومن سانده في هذه اللعبة، كمت يطلق النار على قدميه، في وقت أراد فيها قنديل على ما يبدو جلب الانتباه له شخصيا ووضعه في دائرة الضوء، أو خلق بلبلة اجتماعية تهدف إلى إحداث هزات في المجتمع الأردني المتماسك في قوامه ومكوناته السياسية، وفي جميع الحالات “البحث عن الضوء أو إحداث بلبلة” فالفكرة برمتها لم تكن فكرة فرد بقدر ما كانت من مؤسسة ما، أو جهة ما أو دولة ما، دعمت فكرة قنديل المدانة والمستنكرة والمعيبة، بمعنى “قنديل لا يقدح من رأسه” بهدف إحداث نعرة مع تيار إسلامي سياسي يحظى باحترام الشارع الأردني، “الإخوان المسلمين” وزرع فتنة بين مكونات المجتمع من جهة، وللتغطية على حدث ما استحوذ على الصدارة في وسائل الإعلام العالمية، والتركية، وقناة الجزيرة عربيا، وذلك بهدف إخراج القضية الرئيسية وأقصد بذلك مقتل الراحل الصحفي جمال خاشقجي، وإخراج قضيته من دائرة الضوء قدر الممكن، ووضع مانشيتات بديلة لخاشقجي اسمها “قنديل” لتتضح الفضيحة وبشكل مدو ومعيب.
جلد قنديل أصدقاء وزملاء دافعوا عنه في بداية القصة، ووضعهم في حالة حرج كبير أمام الأخرين، وخصوصا أصدقاء في الصحافة وفي مجالس نيابية سابقة |
لا شك أن قضية قنديل المفبركة كان هدفها خلق حالة من البلبلة، وإدخال الأردن في بوتقة الفوضى، وذلك نتيجة لاصطفاف الأردن إلى جانب حلول سياسية واضحة، لا يتاجر فيها، ولم يتحول عن موقفه تجاه القضية الفلسطينية وموقفه مما يسمى بـ “صفقة القرن”. اتهام الإخوان المسلمين في قضية قنديل، لها أبعاد خطيرة لولا يقظة الأمن الأردني الذي كشف ملابسات الحادثة، والتيار الإسلامي هو المتهم تحديدا بهدف تأجيج الناس ضد الحركة الإسلامية التي تعد حركة إرهابية من وجهة نظر السعودية والإماراتية.. فربما ووفق الدعم المالي والمعنوي الإماراتي لمؤسسة: “مؤمنون بلا حدود” التي اتخذت المغرب مقرا لها منذ تأسيسها في العام 2013، قد وضع دولة الإمارات أمام أسئلة كبيرة، في الشارع الأردني منها ما طرح بشكل علني وطرح جاء بشكل سري، مفاده: “هل من يمثل دعم المؤسسة في الإمارات على علم مسبق بما فكر به قنديل، وهل وجد مباركة مثلا من أشخاص ذات صلة بدولة الإمارات على سبيل المثال، ثم كيف مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” بكامل هيكلها الإداري والعلمي والفني والإعلامي على علم بقضية التخطيط بالخطف المفبرك؟!
جلد قنديل أصدقاء وزملاء دافعوا عنه في بداية القصة، ووضعهم في حالة حرج كبير أمام الأخرين، وخصوصا أصدقاء في الصحافة وفي مجالس نيابية سابقة، قبل أن يتراجعوا عن موقفهم الدفاعي بعد ظهور الحقيقة واعتراف قنديل ومن سانده المودعين حاليا في السجن لغايات التحقيق الكامل ومعرفة الأبعاد التي ستظهر بعد التحقيق على الملأ. على أية حال؛ فشل مشروع “قنديل” ومن يسانده ويدعمه، وانقلب السحر على الساحر في قضية تعد من أغرب القضايا والقصص غير متقنة النص والإخراج.. بقي علينا أن نعرف “شركة الإنتاج” لمثل هذا الاختطاف المضحك الذي مثله رئيس مؤتمر “حقيقة الله”.
(المصدر: مدونات الجزيرة)