مأساة حقوق الإنسان: الليبرالية والاستلاب (فقدان الانتماء)
تأليف: آدم زيلغمان وديفيد مونتغمري
ترجمة: أمير المنصوري
ظهرت الليبرالية خلال عصر التنوير لتعيد تحديد جملة من الروابط والعلاقات بين الإنسان والإنسان الآخر، بين المجتمعات والشعوب، قائمة على مفهوم الحرية بمختلف تمظهراتها (الحرية السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الدينية…) وساعية إلى تحرير العالم من براثن العلاقات السلطوية القديمة، ومنشئة لما يسمى اليوم “حقوق الإنسان” التي دعمتها وركزتها سبيلا لكونية الحقوق”، وهكذا توغلت سياسات حقوق الإنسان واضعة يديها على العالم بأسره، متصدرة الشاشات والجرائد ومحددة العلاقات والبنى الاجتماعية، واعتبرها العديد فتحًا مبينًا في طريق “تحرير الإنسان” وتخلصه من براثن “عصور الانحطاط” في العالم بأسره وخطوة رئيسة في المضي قُدمًا لبناء مجتمع مدني، جاعلين منها “خيرًا محضًا” غير أن صاحبا هذا المقال ينظران إليها من زاوية نظرة مخالفة؛ فيعيدا تفكيك هذا المفهوم من خلال تتبع “مقدماته، وتوظيفاته، وتمظهراته النظرية والتطبيقية، وعواقبه السلبية” التي تم حجبها في علاقة بمفاهيم “الانتماء أو التجذر” و”الحدود” و”الاختلاف” منتهيان إلي تصور مغاير في المضي قدمًا نحو بناء مجتمع مدني.
(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)