ليلة القدر المباركة ليلة باقية وموجودة في كلّ سنة إلى قيام الساعة
بقلم أ. د. كامل صبحي صلاح (خاص بالمنتدى)
إنّ ليلة القدر المباركة ليلة باقية وموجودة في كلّ سنة إلى قيام الساعة، وهذا محلّ إجماع لدى أهل العلم، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحرّيها والتماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ففي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها:«أنّ رَسولَ اللهِ ﷺ، قالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ..»«أخرجه البخاري(٢٠١٧)».
ولهذا كان النبي ﷺ يعتكف، ويُكثر من التعبد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، رجاء ليلة القدر. ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «كانَ النبيُّ ﷺ يَعْتَكِفُ في كُلِّ رَمَضانٍ عَشَرَةَ أيّامٍ، فَلَمّا كانَ العامُ الذي قُبِضَ فيه اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا..». «أخرجه البخاري (٢٠٤٤)».
وفي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: «كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأواخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ». «أخرجه مسلم (١١٧٥)».
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: «أجمع مَن يُعْتَدُّ به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر».«شرح النووي على مسلم،(4/32)».
والله تعالى أعلى وأعلم